الأزمة الأوكرانية.. زخم متسارع بين مباحثات الرياض وقمة باريس

اكتسب ملف الأزمة الأوكرانية زخما قويا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بين تصريحات ومواقف الدول الفاعلة في باريس، حيث الاجتماع الطارئ الذي دعت له فرنسا أو في العاصمة السعودية الرياض مع أولى جلسات المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه من سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.

وقد استضافت الرياض، اليوم الثلاثاء المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، بحضور الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي.

وترأس الجانب الروسي في جلسة المحادثات سيرجي لافروف وزير الخارجية، فيما ترأس الجانب الأمريكي نظيره ماركو روبيو.

وأكدت الرياض – وفقا لبيان رسمي- أن تلك المحادثات تأتي في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام في العالم، وإيمانا منها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية.

كما وصف البيان المحادثات بأنها تأتي “لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، للوصول إلى نتائج مثمرة تنعكس على جهود إرساء الأمن والسلم الدوليين”.

وما رشح عن المسؤولين الروس عقب الاجتماع ينبئ بأن القادم ربما يحمل حلولا على الأرض للأزمة الأوكرانية، ووفقا ليوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فقد وصف المحادثات مع الوفد الأمريكي في الرياض، بأنها كانت “إيجابية”، كاشفا أنه تم الاتفاق على أن فرقا فردية من المفاوضين ستدخل في اتصالات في الوقت المناسب”. ووفقا له فإن ممثلي روسيا والولايات المتحدة حددوا في الرياض نهجيهما الأساسيين تجاه أوكرانيا. وأشار إلى أن القرار بشأن من سينضم إلى فريق المفاوضين من روسيا بشأن أوكرانيا سيتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

وأضاف أوشاكوف :” اتفقنا على أن نأخذ مصالح بعضنا البعض في الاعتبار، ولكن في الوقت نفسه سنعمل على تعزيز العلاقات الثنائية، لأن موسكو وواشنطن مهتمتان بهذا الأمر”، وتابع:” إن القوتين العظميين لا يمكنهما عدم التواصل، ولا إجراء حوار، ولا فهم بعضهما البعض”.

وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الاتفاق مع الجانب الروسي في محادثات الرياض على 4 مبادئ، وقال إن الخطوة المقبلة ستكون “عودة الحياة للبعثات الدبلوماسية للبلدين في الولايات المتحدة وروسيا”.

وحول الأزمة الأوكرانية قال الوزير في أعقاب المباحثات:” اليوم هو بداية رحلة صعبة، والرئيس دونالد ترامب ملتزم بإنهاء الحرب في أوكرانيا”. وأكد على ضرورة موافقة كل الأطراف المنخرطة في النزاع على إيجاد حل لإنهائه، مضيفا أن الهدف واضح وهو الوصول لنهاية عادلة ودائمة ومستدامة للحرب”.

وقال الوزير الأمريكي إن الجانبين اتفقا على استعادة الموظفين في سفارتيهما في واشنطن وموسكو، وإنشاء فريق رفيع المستوى لدعم محادثات السلام في أوكرانيا.

كما أعلنت الخارجية الأمريكية، أن المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والروس في السعودية، شهدت “اتفاقا على إنشاء آلية تشاور لمعالجة مسببات التوتر” في العلاقات بين البلدين، مضيفة أنه سيتم العمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، “في أقرب وقت ممكن”.

وقالت متحدثة باسم الخارجية، في بيان عقب الاجتماعات، إن الوزيرين الأمريكي ماركو روبيو، والروسي سيرغي لافروف، “اتفقا على الدفع نحو السلام في أوكرانيا”، موضحة أن تلك الجهود في “مراحلها المبكرة”.

وجاءت مباحثات الرياض بعد ليلة واحدة من قمة طارئة لقادة الاتحاد الأوروبي في باريس بشأن أوكرانيا ، حيث أعلنت أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية، وأنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي، في رسالة مشتركة عبر منصة “إكس”، أن السلام في أوكرانيا يجب أن يحترم استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها”، مع التأكيد على أن “أوروبا تتحمل بالكامل حصتها من المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

في الاتجاه ذاته جاءت تصريحات مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” عقب اجتماع باريس حين أكد أن أوروبا “مستعدة لأخذ زمام المبادرة” لتوفير “ضمانات أمنية” لأوكرانيا. لافتا في الوقت نفسه إلى أن “التفاصيل لا تزال بحاجة لأن يتم الاتفاق عليها”.

ويخشى القادة الأوروبيون من أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أجرى الأسبوع الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، يسعى لاتفاق مع موسكو لا يأخذ في الحسبان مصالح كييف ولا مخاوف دول الاتحاد الأوروبي .

وعلى الرغم من انزعاجهم من خطوة ترامب، إلا أن القادة الأوروبيين بدوا خلال اجتماعهم في باريس منقسمين بشأن الضمانات الأمنية التي يتعين عليهم تقديمها لأوكرانيا، ولا سيما إمكانية إرسال قوات عسكرية.

وأبدت بعض الدول، مثل فرنسا وبريطانيا، تأييدها لهذه الفكرة بشروط محددة، لكن دولا أخرى، مثل ألمانيا على وجه الخصوص، وبولندا، اعتبرت هذا الطرح سابقا لأوانه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى