مقالات

  • لا أزال أعجب من هذه النفوس التي احتملت كل هذا الضغط الرهيب عليها، تجد أحدهم فقد العشرات والمئات من عائلته، ولم يبق له منزل يؤويه، وبات بلا مال ولا محل ولا مرفق يعتاش منه، ولا يعرف إذا أصبح عليه الصباح إلا أن يسعى لتوفير قوت يومه وقوت من يعولهم ممن تبقّى له…

    أكمل القراءة »
  • يظن المرء نفسه قد عاش في بيئة شهدت الكثير من الأحداث والتطورات، وعاش خلالها تحدياتٍ، وخبر أهوالًا لا قبل للناس بها، فمن الاقتتال الداخلي، أو عدوان الاحتلال في محطات عديدة، وعلى سنواتٍ متباعدة، ومن ثمّ الانهيار الاقتصادي، وانفجاراتٍ مزلزلة، وغيرها من أحداث عشتها على الأقل في لبنان، وخبرت بعضها الآخر عبر المتابعة…

    أكمل القراءة »
  • ي فلربّما تظنون في أبنائكم الذين صنعوا لكم هذا الطوفان أنّهم قد تجاوزوا حدّ القدرة، وأسرعوا بكم السير على راحلة هزيلة، وقفزوا بكم في الهواء، وغامروا بكم في محيط كالجبال. ونعلم أن ذلك الظنّ يأتيكم من فداحة الخَطْب، وعِظَم الأمر، واتساع الدمار والنقص في الأنفس والأموال والثمرات، مما يجعل أدوات الإدراك العامّ…

    أكمل القراءة »
  • لم أكلّم واحداً من أصحابي هناك إلا كان الوجعُ أول حديثه، ثم تراه يتصبّر متعزّياً، فكنتُ أظلّ صامتاً أمام جلالة وجعه، إذ لا أجد كلماتي تتسع لكل هذا اليأس الحزين الذي كتّفه وجعله يتكفّف الناس طلباً لإطعام أهله، وهو العزيز الكريم. وقد انتبه أحدهم مرّة عندما قلت له: ألم تعْلم مقالة الله…

    أكمل القراءة »
  • وكتب لي حزيناً مُستيئساً: لم يَبْقَ إلا أن يبعث الله جنده لنصرتنا، فقد ضاقت، واستحكمت، وما نستطيع بعد ذلك مبلغاً!فقلت له واثقاً: هذا زمانُ استصحاب معيّة الله، واستدعاء اليقين وحسن الظنّ النابع من الإيمان العميق المتجرِّد لله وحده، وهو استصحابٌ يُزاوِج بين النجاح بالإعداد والتوفيق بالمعيّة، ويضع الأمر بين يدي الله وحده…

    أكمل القراءة »
  • لقد دمروا كل شيء، وغيّروا معالم هذا الساحل القديم، ولم يتركوا أيّ عمران حضاريّ شاهدٍ فيه، وغيّروا معالم القرية والحي والشارع والمدينة، ولم يتبق من الأمكنة سوى الذكريات، ومزّقوا الحياة هناك، وأفسدوا كلّ شيء… شرّدوا الصغار في الخيام، ولم يدَعوهم يعتادون خيمتهم الصغيرة، فهذه الخيمة الباكية تبحث كل يوم عن مأمن جديد…

    أكمل القراءة »
  • وما زالت الأخبار تترى بالبشريات في سوح القتال وميدان الشرف وملاحم البطولة وأيام الله، حتى قمتُ خطيباً بين قومي فاخراً أتحدّث كأنّي من أولئك الذين اصطفاهم الله:وتذكّروا دائماً !• لقد حامت بنا الحُتوف، وضاقت بنا الأحوال والظروف، ولم ينسدل علينا الأمان، لكثرة ما حصدوا من أرواحنا وانتقصوا من أنفسنا وأولادنا وثمراتنا ومَرافقنا.•…

    أكمل القراءة »
  • وسألني أحد الفضلاء: هل ثمة مثالٌ في التاريخ على مثال طوفان الأقصى في المفاجأة العظيمة، وقلب موازين الأمور، وشدّة الجراءة، وضخامة الحدث، ومبلغ التضحية، فقلت له: ألا ترى كيف ارتدّت قبائل العرب بعد وفاة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فلم يبق موضع في جزيرة العرب إلا ارتدّت قبائله عدا المدينة النبويّة،…

    أكمل القراءة »
  • يعمد بعضهم إلى تصوير عجزه واستسلامه لواقعه بالقول إنه لا يملك إلا الدعاء، وما يدري أن الدعاء ليس من أدوات العاجزين، ولا أسباب الخاضعين. فالدعاء ليس أذكاراً محفوظة يكررها الداعي رافعاً يديه، وليس أوراداً مدبّجة يصوغها بعضهم بحرفة ودقة، وإلا فإن عدوّنا الذي ندعو عليه صباح مساء على امتداد الأرض لن تجد…

    أكمل القراءة »
  • التوكل ليس مثالاً نظرياً ولا تجريداً صوفياً، بل هو حال يلجأ إليه المرء أثناء انغماسه بأمرٍ يؤمن به ويجعله مدار حياته السلوكيّة في شأن الحقّ أو الخلق أو النفس أو قيامة الدين والدنيا. والتوكّل في حقيقته إيمانٌ نوعيّ مستقرّ ينعقد في القلب، ويظهر في السلوك كنمط فعليّ مستديم، وهو جوهرٌ عميقٌ لا…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى