الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد: بن سلمان يقف على أرض متصدعة !

قدّمت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، قراءة في أبعاد اعتقال أمراء من العائلة الحاكمة بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان.

 وقالت مضاوي الرشيد، في مقال نشر بموقع “ميدل إيست آي“، وترجمته “عربي21″، إن اعتقال الأمير أحمد، ومحمد بن نايف، يعني أن ابن سلمان يقف على أرضية متصدعة، في إشارة إلى عدم بسط سيطرته التامة على مفاصل الحكم بعد.

 وأضافت أن الفرق بين انقلاب الملك فيصل على أخيه سعود في ستينات القرن الماضي، وما قام به ابن سلمان من الانقلاب على أبناء عمومته، هو أن الأول كان يحظى بتأييد غالبية العائلة، فيما لا يجد ولي العهد الحالي مؤيدا له سوى والده.

 

وفيما يلي النص الكامل لمقال البروفسورة الرشيد:

 

تكشف اعتقالات الأمراء رفيعي المستوى عن أن مستقبل الأمير الشاب يقف على أرض متصدعة

إنه صمت يصم الآذان، ذلك الصمت الذي يمارسه القصر الملكي السعودي إزاء ما نشر من تقارير حول إلقاء القبض على الأميرين الكبيرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف ضمن آخرين تم توقيفهم.

ومع ذلك، فثمة الكثير مما يمكن أن يُقرأ في هذه الخطوة الجريئة التي أقدم عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

يكشف اعتقال مثل هؤلاء الأمراء رفيعي المستوى عن أن مستقبل الأمير الشاب يقف على أرض متصدعة.

أرض متصدعة

تمكنت المملكة العربية السعودية في تاريخها الحديث سريعاً من حسم الخلافات التي نجمت عن تحدي ولي العهد الأمير فيصل لسلطة الملك سعود في مطلع الستينيات من القرن الماضي. ولكن في ذلك الوقت كان فيصل يحظى بمساندة جميع أعضاء الأسرة الملكية تقريباً فيما عدا سعود وأبنائه.

سارع فيصل إلى عزل سعود وما لبث أن حصل على فتوى من علماء الدين تسمح له بخلعه.

أما اليوم، فيبدو أن محمد بن سلمان لا يحظى إلا بتأييد والده، بينما يشعر باقي أعضاء الأسرة الملكية، وخاصة من كانوا منهم في الطريق لأن يصبحوا ملوكاً، بالعزلة والمهانة، وها هم باتوا الآن قيد الاعتقال.

لم يكتف ولي العهد السعودي بإقصاء عمه الكبير أحمد وابن عمه محمد بن نايف، ولكن أيضاً نفس المؤسسة التي كان سيحتاج إليها لدعم خطوته الجريئة والمتمثلة بإلقاء القبض على أقاربه، أي المؤسسة الدينية.

أزمة متفاقمة

يعيش الأمير الشاب في خوف وعزلة. وغدت ثورته التي توصف بأنها من فوق إلى أسفل تئن تحت وطأة ضغط الركود العالمي الذي دفع بأسعار النفط وسوق الأسهم المحلية في السعودية نحو التردي.

في الماضي، كان التقشف الناجم عن هبوط أسعار النفط مجرد عقبة عابرة سريعاً ما يتم التغلب عليها عندما كانت المملكة في السنوات السابقة تتعامل مع سلسلة من الأزمات النفطية وفترات الركود.

إلا أن الأزمة الحالية مختلفة تماماً. إنها سياسية وليست اقتصادية. قد لا يعمر الملك سلمان طويلا حتى يتمكن من إلقاء ظل من الدعم واستخلاص الولاء من الأمراء الساخطين لصالح ابنه، فقد بدأ الابن نفسه حكمه كمركز للسلطة باستراتيجيات جديدة غير متوقعة باتت الآن قاصرة عن ضمان انتقال سلسل للسلطة بعد وفاة الملك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى