لايختلف اثنان على تاريخ البحرين التي تشير الوقائع التاريخية انها كانت تتبع ايران حتى عام 1970 . ولعل الكثير من المتابعين يتذكرون كيف ان استفتاء صورياً قد حصل آنذاك تحت تأثير التزوير والرشوى السعودية من أجل التمهيد بحصول هذا الاستقلال.
وتؤكد الوقائع ان التركيبة السكانية للبحرين تؤكد صحة ودقة ما ذهبنا اليه اذ ان 75 في المئة من سكانها هم في حقيقة الأمر ايرانيون ما يعني انه لازال الحق لايران لاسترجاع البحرين.
ان ايران كانت تعتبر البحرين جزءا من أراضيها منذ عهد الحماية البريطانية حتى إعلان الانسحاب البريطاني من شرق السويس في بداية عام 1968 إلا أن المطالبة الرسمية من قبل إيران بدأت منذ معاهدة 1820 .
وتكرست المطالبة بشكل رسمي في المذكرة السياسية المرفوعة من إيران لعصبة الأمم سنة 1928ومنذ عام 1968 أخذ الموقف الإيراني يتغير من قضية البحرين لأسباب كثيرة يتعلق معظمها بالوضع السياسي للداخل الإيراني، وبالظروف الإقليمية المحيطة بإيران.
ففي نهاية هذه السنة (1968) عقد اجتماع في جدة بين شاه إيران والملك فيصل تمت فيه مناقشة موضوع البحرين بعد الانسحاب البريطاني، وقد اتفق الطرفان “على إيجاد حل لمشكلة البحرين التي تشكل عقبة في طريق أستقرار الخليج وأمنه” مقابل أن يتم الاعتراف لها بوضع متميز في الخليج.
وبناءً على هذا الاتفاق المبدئي بين إيران والسعودية جاء الاتفاق البريطاني الإيراني لتحكيم مجلس الأمن في المشكلة البحرينية، وقد اتضح هذا الموقف من خلال تصريحات للشاه في سنة 1969 في نيودلهي، وهي تصريحات لم تنف حقوق إيران في البحرين، لكنها أقرت بأنه لا يريد استخدام القوة “ولعل أهم ما في تصريحات الشاه هي قبوله أي شيء يعبر عن رغبات شعب البحرين، وذلك تمسكا منه بعدم اللجوء إلى القوة” .
وأخيراً انتهى الأمر الى قيام بعثة الأمم المتحدة في مارس من عام ١٩٧٠ باستطلاع الشعب البحريني واستمر الأمر اسبوعين وبتأثير المال السعودي اصبحت النتيجة تميل الى ان أغلبية الشعب البحريني يؤيدون الاعتراف رسمياً بان أراضيهم دولة مستقلة ذات سيادة .