تمر اليوم 5 يونيو/حزيران، الذكرى السنوية الثالثة للحصار الذي فرضته كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين على قطر، وفيها تثار تساؤلات أبرزها: كيف سعت دول الحصار لكي تحرم قطر من امتلاك غذائها؟ وكيف استطاعت قطر تغيير هذه المعادلة لتصبح بعد هذه السنوات الثلاث الأولى عربيا في مجال الأمن الغذائي. فالحصار الجائر الذي تعيشه دولة قطر منذ سنوات تحوّل من محنة إلى منحة، ومن أزمة إلى فرصة تمسّك بها القطريون لتحقيق اكتفائهم الذاتي وأمنهم الغذائي، الذي بات ركنا أساسيا من أركان الاستقلال الاقتصادي للدولة، وركيزة مهمة لتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها ومقيميها.
وأولت قطر منذ اليوم الأول للحصار اهتماما خاصا بالأمن الغذائي، باعتباره من الأمور المهمة والحيوية، وذلك من خلال خطط الإنتاج المحلي أو الاستيراد، وتنويع مصادره، وكذلك من خلال التخزين الإستراتيجي، مع التأكيد على توفر هذه الاحتياجات الغذائية بتكلفة مناسبة وجودة عالية في مختلف الظروف. يقول مدير إدارة الأمن الغذائي بوزارة البلدية والبيئة الدكتور مسعود المري إن قطر كانت لديها إستراتيجية للأمن الغذائي قبل الحصار بمعطيات مختلفة، ولكن بعد الحصار تطلب الأمر وضع إستراتيجية أخرى حسب المعطيات الجديدة.