علّق الباحث عز الدين فيشير على اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل بأن المعلقين الأميركيين محقون في الترحيب بها لأننا لا نرى كل يوم بوادر مصالحة بين العرب والإسرائيليين، وما يصاحبها من التبادل البشري والرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب والعواصم العربية، والشراكات بين الشركات، وآفاق التعاون الحكومي بدءا من فيروس كورونا. ومع ذلك يرى الباحث -وهو أستاذ محاضر في كلية دارتماوث بولاية نيو هامبشر الأميركية- في مقاله بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) أن مثل كل الأخبار السارة في الشرق الأوسط، من المرجح أن تكون قصيرة الأجل وأن تترك فينا مذاقا مرا. وأضاف أن تحت مظهر “السلام” الخادع تعزز هذه الاتفاقيات 4 ديناميكيات شائنة تفوق بكثير المجاملات الحالية بين الحكومات العربية وإسرائيل.
أن “اتفاقات أبراهام” لا تنهي صراعا واحدا في الشرق الأوسط، فلا توجد علاقات دبلوماسية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، ولم تدخلا في صراع معها. والصراعات الفعلية في المنطقة تدور في اليمن وسوريا وليبيا ولبنان. واتفاقات “السلام” هذه لا تقربنا من إنهاء هذه الصراعات، بل إنها من المرجح أن تعمل على تفاقمها؛ حيث يصبح التحالف بين إسرائيل والإمارات والسعودية ضد إيران، الذي ظل حتى الآن تحت الطاولة، أكثر حزما. وبعبارة أخرى تفتح هذه الاتفاقيات الباب لإسرائيل لتصبح شريكا أكمل في حرب الخليج العربي ضد إيران، وربما تركيا.