في خضم الحرب الأهلية الراهنة بإثيوبيا، اتهمت جبهة تحرير شعب تيغراي، طائرات إماراتية مسيرة انطلقت من قواعد إريترية، بقصف قواتها بالإقليم المتمرد على الحكومة المركزية في أديس أبابا. تزامنت هذه الاتهامات مع استضافة السودان مناورات عسكرية مشتركة مع مصر، قد تبدو من رسائلها -وفق مؤشرات ومراقبين- أنها تهديد “بردع” أديس أبابا، على إثر الجمود الذي اعترته مفاوضات سد النهضة الإثيوبي وتعثرها بشكل كبير. وخلافا للدور الإماراتي “المشبوه” في القرن الأفريقي -الذي يعد بمثابة امتداد للعمق الإستراتيجي لمصر- عملت أبو ظبي على إذكاء حرائق قد تتمدد تداعياتها لتشمل حلفاءها في الرياض، إضافة إلى الحكومة الانتقالية في الخرطوم.
واتفق متخصصون في الشأن الأفريقي -في تصريحات منفصلة للجزيرة نت- على أن الأوضاع المشتعلة بالقرن الأفريقي وتلامسها بشكل مباشر مع تأزم مفاوضات السد الإثيوبي، جعل الإمارات في وضع محرج أمام حليفتها مصر في ضوء مشاركة الأولى في حرب كان من المفترض أن تستفيد منها مصر وليس إثيوبيا. فيما ذهب مراقبون إلى أن الحرب الأهلية الإثيوبية، قد تدفع إلى مواجهة اضطرارية بين الحليفين (القاهرة وأبو ظبي) في ضوء تناقضات المصالح، بما يفرض ربما في الوقت القريب خريطة سياسية إقليمية مختلفة تماما.