معهد بيكر بالولايات المتحدة: قطر تبذل جهوداً لإنهاء حرب أوكرانيا

أكد تقرير الشبكة التركية تي أر تي ورلد، أن الدوحة تحافظ على سياسة خارجية متوازنة، الأمر الذي يجعلها قادرة على تقديم مساهمة قيمة في الجهود الجهود المبذولة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني، مشيرا إلى أن الدوحة تلعب دورا دبلوماسيا بالتنسيق مع الدول الأخرى التي تعمل على تحقيق هذه الغاية.
وفي حديثه في الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، شدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على “احترام قطر لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا”. وبين التقرير أنه مع إصرار الأوروبيين على تنويع مصادر الغاز لديهم بعيدًا عن روسيا، التي تزودها حاليًا بنحو 40 في المائة من الغاز، يتجه أعضاء الاتحاد الأوروبي الآن إلى قطر ودول أخرى غنية بالغاز، بما في ذلك الجزائر وأذربيجان والنرويج والولايات المتحدة. وأوضح التقرير أن الدوحة تلعب دورا دبلوماسيا في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني بالتنسيق مع الدول الأخرى التي تعمل على تحقيق هذه الغاية، يمكن للقطريين أن يقدموا مساهمة قيمة في هذه الجهود. ويعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا أحدث مثال على القدرات التي تتمتع بها قطر لدعم المبادرات الدبلوماسية لإحداث فرق إيجابي.

* أزمة الطاقة

قال أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في كينجز كوليدج لندن: “الشركاء الأوروبيون يبحثون عن بدائل، وقطر هي واحدة من هذه البدائل للغاز الطبيعي المسال ومزودي الغاز.” من الناحية الواقعية،لا تملك قطر القدرة على استبدال الصادرات الروسية كاملة، لكنها يمكن أن تساعد الدول الأوروبية في تنويع مصادر وارداتها من الغاز.
ويشعر أعضاء الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا بقلق خاص بشأن احتمال أن تؤدي العقوبات الغربية على روسيا إلى معاناة بلدانهم من نقص الغاز، وانقطاع التيار الكهربائي، وزيادة أسعار الطاقة، وتعطيل تدفق السلع. وهم حريصون بشكل خاص على التوجه إلى قطر والدول الأخرى المصدرة للغاز وسط هذه الأزمة الدولية.
على سبيل المثال، بعد وقت قصير من زيارة الجزائر، ذهب كبير الدبلوماسيين في روما لويجي دي مايو والرئيس التنفيذي لشركة إيني (شركة إيطالية متعددة الجنسيات للغاز والنفط) كلاوديو ديسكالزي إلى الدوحة في 5 مارس لمناقشة التعاون الإيطالي القطري في مجال الطاقة.أوضح لي تشين سيم، الأستاذ المساعد في جامعة خليفة، أن “قطر قد تكون فائزة لأن التوسع المستمر في قدرتها على إنتاج الغاز الطبيعي المسال قد يُترجم إلى صادرات تحل محل بعض مبيعات الغاز الروسي في أوروبا بحلول منتصف عام 2020”.

* التوازن الدقيق

وقال التقرير إن الدوحة وموسكو تجمعهما عدد من مجالات التعاون لا سيما في مجالات الرياضة والسياحة والبنية التحتية والاستثمار. ولاعلاقات عدائية تجمع الدوحة بموسكو. والدوحة من حيث المبدأ حريصة على استقلال أوكرانيا الإقليمية وحقوقها السيادية، وهو موقف يتناغم مع التصنيف الأخير لدولة قطر كـ”حليف رئيسي من خارج الناتو”.. كما تلعب الدوحة دورا دبلوماسيا في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني. وأضاف التقرير: هل تنجح قطر كوسيط في أوكرانيا؟ الجواب المختصر هو، ليس وحدها ومع ذلك، وبالتنسيق مع الدول الأخرى التي تعمل على تحقيق هذه الغاية، يمكن للقطريين أن يقدموا مساهمة قيمة في هذه الجهود.
وبعد ساعات قليلة من بدء التوغل الروسي الشهر الماضي، اتصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. كما تحدث كبير الدبلوماسيين في الدوحة إلى نظيريه الروسي والأوكراني. وفي هذا الصدد أوضح كريستيان كوتس أولريكسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر بجامعة رايس.”كما رأينا في أفغانستان ومع المحادثات النووية الإيرانية، يمكن لقطر أن تساعد وتعزز الجهود الدبلوماسية الدولية من خلال القدرة على التعامل مع كلا الجانبين لتمرير الرسائل وتبادل الأفكار التي يمكن أن تساعد في تشكيل الأساس لخفض التصعيد، بينما يشاهد المسؤولون في الدوحة الصراع الروسي الأوكراني يتكشف، فإنهم يتنقلون بحذر في التداعيات الجيوسياسية.”
واختتم التقرير، مثل دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، لدى قطر مصلحة في عدم معاداة الغرب أو روسيا بشكل مفرط، وهو ما يتوافق مع أهداف السياسة الخارجية للدوحة المتمثلة في تعزيز العلاقات الإيجابية مع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية تقريبًا على المسرح الدولي. وكدولة قادرة على المساهمة بشكل هادف في الجهود المبذولة لحل الأزمات بين مختلف البلدان، فإن الصراع بين روسيا وأوكرانيا هو أحدث مثال على القدرات التي تتمتع بها قطر لدعم المبادرات الدبلوماسية لإحداث فرق إيجابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى