@ اقتربنا أكثر من اسكات أصوات المدافع وتحكيم العقل
@ السنوات الثمانية الماضية تركت آثاراً مدمرة على كل الأصعدة
@ استقرار اليمن هو في المحصلة استقرار للمنطقة
حاوره : أحمد القوبري
هذه زاوية نطل بها على مختلف قضايا الساعة عبر حوارات سريعة نحاول من خلالها عبر ” لقاء اللواء” ان نسلط الضوء على الحقيقة وكل جديد في السياسة والرياضة وكل قضايا الوطن والمواطن . وضيفنا اليوم هو سعادة السيد راجح بادي سفير الجمهورية اليمنية الشقيقة لدى الدوحة.
@ سعادة السفير لنبدأ بسؤال يفرضه ايقاع الأحداث : هل أصبح النزاع في اليمن قاب قوسين أو ادنى من السلام؟
•• في الحقيقة أنا وغالبية اليمنيين نتمنى أن نكون قد اقتربنا من السلام واقتربنا أكثر من اسكات أصوات المدافع واقتربنا أكثر وأكثر لتحكيم العقل .
فاليمن منذ ثماني سنوات وهي تخوض حرب مدمرة نتيجة انقلاب الحركة الحوثية على مخرجات الحوار الوطني على القيادة الشرعية ، الآن حديث السلام هو الطاغي وحديث السلام هو اكثر تناولاً وتعاطياً في كل الساحات ، ونتمنى أن لا يخيب ظن وآمال ملايين اليمنيين وان يحتكم الجميع الى العقل وتغليب مصلحة اليمن واليمنيين.
لقد تركت الثمان سنوات الماضية آثاراً مدمرة على كل الأصعدة سواء على الصعيد الاقتصادي او الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي واتمنى ان يكون الجميع قد استوعبوا الدرس واقتنعوا ان السلام هو الحل وان الحروب ليست هي الوسيلة الأمثل وليست الوسيلة الصحيحة افرض آراء داخل أي مجتمع من المجتمعات .
ان التاريخ يحكي هذا بوضوح وصراحة واليمن ليس استثناء وكما ذكرت لك ان الجميع متفائلين لكن اتمنى ان لا يخيب آملنا مجدداً . ففي السنوات الماضية كانت تمر أحياناً ظروف مشابهة إلى حداً ما مثلاً في المشاورات التي اجريت في دولة الكويت برعاية المغفور له سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح طيب الله ثراه فبعد تسعين يوماً من المشاورات كنا قد اقتربنا من نقطة النهاية ولكن للأسف نتيجة تعنت الطرف الحوثي ففي آخر لحظة رفض التوقيع على مسودة السلام التي كانت برعاية من الشيخ صباح ومن الأمم المتحدة لذلك ان استطيع ان اقول لك انني متفائل ولكن في نفس الوقت حذر.
الوسيط العماني
@ بماذا تفسرون وصول مفاوضين من سلطنة عمان والسعودية إلى صنعاء للتفاوض مع جماعة أنصار الله ؟
••في الحقيقة الأخوة العمانيون يقومون منذ فترة طويلة بدور الوسيط فيما يتعلق بالملف اليمني ولديهم زيارات سابقة الى العاصمة اليمنية صنعاء ، وللوسيط العماني اكثر من زيارة في محاولة من الأشقاء العمانيين لتقريب وجهات النظر لأنه كما تعلم ان استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة ، وزعزعة استقرار اليمن هو زعزعه لاستقرار المنطقة .
الجديد في هذه المرة هو الوفد السعودي الذي كان مرافقاً للوفد العماني والذي لفت الانظار عالمياً لهذه الزيارة ووصول الوفد السعودي الى صنعاء يعكس رغبة حقيقة سعودية في حل النزاع في اليمن والوصول الى تسويه تضمن حقوق الجميع.
@ كيف يقرأ سعادتكم امكانية التوصل الى اتفاق شامل يؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم ؟
••كما قلت سابقاً انني متفائل ولكنني حذر وحقيقة انني عندما استعرض امامي كل اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع الحركة الحوثية منذ الحروب السته ايام الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله وبعضها كانت تتم بوساطة كريمة من الاخوه القطريين ايام الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني.
وبعد الحروب الستة كانت هناك وساطات محلية لمشايخ قبائل مع الحركة الحوثية وأيام حكم الرئيس عبدربه منصور هادي كانت ايضاً هناك لجان برلمانية ومحلية ووساطات لايقاف تدفق الدم اليمني وايضاً عندما انطلقت عاصفة الحزم كانت هناك وساطات أُممية وكان لدينا أكثر من ثلاث مبعوثين وفي الآخير فشلوا جميعاً وتحدثوا بعد انتهاء مهمتهم في اليمن وحملوا الحركة الحوثية مسؤولية التعنت والفشل وعدم التوصل لتسويه وايقاف الحرب في اليمن .
وعندما استعرض هذه القائمة الكبيرة من الاخفاقات في الوصول الى تسويه لاتفاق سلام مع الحركة الحوثية أكون حذر جداً وحزين جداً بأنني لا استطيع ان اتفائل بشكل كبير البعض هنا يتحدث عن معطيات جديدة وهو الاتفاق السعودي الايراني الذي قد يعطي دافعا كبيراً بأن تكون هناك تسويه حقيقيه في اليمن وانا اتمنى بأن يخيب ظني ونصل الى تسوية حقيقيه في اليمن لان الوضع الانساني في اليمن لم يعد يحتمل مزيداً من الحرب والمغامرات والشطحات ولعلكم تتابعون التحذيرات الأُممية والمنظمات والمختصين عن قرب حدوث مجاعة في اليمن لا قدر الله لذلك انا اتمنى ان نكون فعلاً قد اقتربنا من نقطة نهاية هذه الحرب المدمرة والشنيعة.
مفاوضات صنعاء
@ هل تتفق مع الاشارات غير المتفائلة التي تقول ان من السابق لأوانه الحكم بنجاح مفاوضات صنعاء؟
••اتمنى ان لا يكون هذا صحيحاً لان المؤشرات القادمة من صنعاء حتى هذه اللحظة غير مبشرة فربما تابع البعض تصريحات بعض القيادات الحوثية الكبيرة وصانعة القرار ربما لاتدعونا ان نمضي في طريق التفاؤل غير المحسوب.
@ الى أي مدى ترى ان أجواء السلام باتت تخيم على المنطقة بطريقة تبعث على التفاؤل والأمل ؟
••طبعاً كما قلت ان المعطيات الجديدة هي الاتفاق السعودي الايراني الذي تم بوساطة الاصدقاء الصينيين هذا الاتفاق اعطى دفعة كبيرة بإن الناس تتفائل في ان يتم اغلاق الكثير من الملفات الساخنة وعلى رأسها الملف اليمني ونتمنى ان يكون هذا الاتفاق عامل مهم لاستقرار المنطقة .
فالمنطقة لسنوات طويلة تشهد حالة عدم استقرار وحالة نزاع وحالة انقسام شديد وهذا اثر على مسار التنمية والاستقرار والمسار الاقتصادي والان قد حان الوقت لان تهدأ المنطقة .
دولة محورية
@ قلتم في لقاء سابق إن قطر دولة محورية ومهمة في المنطقة، ولديها سياسة خارجية ناجحة، كيف تبلور لديك هذا الوصف الأمثل لمكانة قطر ؟
•• اي متتبع للسياسة الخارجية القطرية يجد ان اي قضية تكون في الايادي القطرية يكتب لها النجاح ، نحن امام سياسة خارجية بأنامل ماهرة ، خذ اي قضية من القضايا او ملف من الملفات التي خاضتها السياسة القطرية الخارجية ، انا شخصياً منذ وصولي الى هذا البلد الطيب او حتى من قبل لم اجد الا النجاح حليف لهذه الملفات وهذه القضايا .
حقيقة ان السياسة الخارجية القطرية سياسة متزنة وثابتة وواضحة ، وقطر اثارت اعجاب العالم ليس سياسياً فقط انما في كثير من الملفات ولعل النجاح يعود بالفضل لله سبحانه وتعالى وثم لسمو الامير ولمعالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الذي فعلاً اثبت كفاءته في ادارته لدفة وزارة الخارجية وبالتالي استحق ان يعتلي ويستلم ملف الحكومة القطرية .
الكل يتحدث عن النجاحات التي حققتها السياسة الخارجية القطرية على كل المستويات ، شاهدنا ملفات معقدة جداً تعاملت معها السياسة القطرية واستطاعت ان تفكك هذا التعقيد وان تجد حلولاً ، صوت قطر اصبح صوتا مهماً جداً في الساحة الدولية سواء على مستوى الجامعة العربية او على مستوى الامم المتحدة استطاعت قطر ان تكسب ثقة المحيط وثقة العالم .
ان سياسة قطر هي سياسة السهل الممتنع فهناك وضوح شديد في المواقف القطرية في القضايا الخارجية لذلك اعتقد ان الكثير من القضايا ربما ان المراقبين يأملون ان يكون هناك دور قطري لكي تصل الى نتيجة ايجابية في القضايا المعقدة.
علاقات تاريخية راسخة
@ كيف ترى العلاقات اليمنية القطرية على امتداد العقود القليلة الماضية ؟
•• العلاقات القطرية اليمنية علاقات تاريخية وراسخة سواء على المستوى الرسمي او على المستوى الشعبي ، مواقف قطر تجاه اليمن مواقف تاريخية منذ قيام الوحده وقبل الوحده وبعدها والى اليوم ولم نسمع اي شيء يشوب هذه العلاقة بين البلدين ولا الشعبين ، والكل حريص على تنميه وتعزيز هذه العلاقة المتميزة ، وانا الاحظ هنا ان اخواني وابنائي ابناء الجالية اليمنية هنا في قطر لهم مكانه خاصة في قلوب القيادة القطرية وفي قلوب الشعب القطري .
،ونحن كشعب يمني نكن لقطر وقيادة قطر ولشعب قطر كل الود وكل الاحترام والتقدير ، نحن اليمنيون دائماً عندما نتذكر مواقف الشعوب تجاه اليمن وتجاه قضايا اليمن نجد قطر في قائمة الدول الواقفة بأيادي بيضاء وقلب ابيض نحو اليمن .
@ كيف تقيم قيام الوحدة اليمنية عام 1990 ؟
••الوحدة اليمنية حدث تاريخي في حد ذاته وهي وحده بين شعب واحد فرضت عليه ظروف الاستعمار والتجزئة وعام 1990 توحد الشعب اليمني واصبح نسيجاً واحداً اجتماعياً وثقافياً .
وهناك تداخل بين القبائل فهو مجتمع واحد في اطار امه عربية واحدة ، اي وحده في اي منطقة في العالم تعتبر عامل ايجابي وعامل استقرار .
@ ما هي آخر ملفات التعاون الاخوي بين قطر واليمن ؟
••علاقتنا مع الجانب القطري قوية ومتشعبه في كل المجالات والجوانب ، وكانت زيارة فخامة الدكتور الرئيس رشاد العليمي برفقة عدد من اعضاء المجلس القيادي الى الدوحة والتقائهم بسمو الامير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، هذه الزيارة فتحت آفاقاً اكثر في مسار العلاقات بين البلدين والشعبين .
وكما تلاحظ في الفترة الاخيرة تكررت الزيارات لعدد من الوزراء وعدد من القيادات اليمنية الى الدوحة ، والآن هناك تعاون في مجال الكهرباء وفي مجال الصحة وفي مجال التربية والتعليم والتعليم العالي ، وانا حريص ان ادفع بهذه العلاقات بشكل اكبر في المجالات التي يحتاجها الشعب اليمني .
نحن في اليمن نحتاج الآن بشكل رئيسي الى الجانب الصحي والتعليمي والجانب الخدماتي ، والتوجيهات صدرت بشكل واضح من سمو الامير الشيخ تميم بن حمد ال ثاني لعدد من اعضاء حكومته بإن يتم تنفيذ جميع مطالب الجانب اليمني بوجه السرعه ، وهذا ما لاحظناه نحن في تنفيذ المشاريع التي نتقدم بها للاخوة من الجانب القطري .
وخلال الفترة القليلة القادمة سيتم التوقيع على اتفاقية لصيانة محطة الكهرباء في عدن بتمويل من صندوق قطر وبتكلفة تصل الى 14 مليون دولار وهناك اتفاقية ايضاً للتعاون بين الحكومة اليمنية ممثله بوزارة التخطيط وصندوق قطر .
وايضاً هناك مشروع لايجاد 50 الف فرصة عمل في اليمن بتمويل من صندوق قطر ومؤسسة صلتك ، ولدينا الان تعاون قريب في مجال التربية والتعليم ومشروع كبير بإذن الله بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة التعليم فوق الجميع بدعم واشراف مباشر من سمو الشيخة موزا بنت ناصر ، وهناك ايضاً عدد من المشاريع الصحية تتعلق بمراكز غسيل الكلى وتجهيز بعض المرافق الصحية.
قطر حجر الزاوية
@ كيف يصف سعادتكم تأثير الدبلوماسية القطرية في مسار الاحداث عربياً وعالمياً ؟
••قطر اصبحت حجر زاوية في مسار الاحداث سواء على مستوى المنطقة او على مستوى العالم ، واتمنى النجاح المستمر للأخوة في قطر ، فما تحققه قطر ليس فخراً لقطر وشعب قطر فقط بل محط اعتزاز وفخر لكل عربي حر اصيل .
ولعلنا شاهدنا الانجاز المذهل والباهر في تنظيم كأس العالم وكان لي تصريح قبل انطلاق المونديال في احدى وسائل الاعلام القطرية عندما سألوني عن توقعي لكأس العالم في قطر ، فكان جوابي بإنني لدي قناعة وثقة ان قطر ستتعب من بعدها .
وفعلاً الآن العالم شاهد واقتنع بهذه الرؤية ، فقطر ادهشت واذهلت العالم في تنظيم المونديال واسكتت الاصوات النشاز التي كانت تحاول ان تسيء لقطر وللأمة العربية ، واعتقد ان النجاح القطرية لهذا المونديال اوصل رساله للعالم مفادها ان هذه المنطقة فيها من الكفاءات والقدرات ما يتطلب ان تستقر المنطقة لكي يستطيع العرب ان يخدموا مسار التقدم والتنمية الانسانية بشكل عام.
نشاطات ثقافية واجتماعية
@ ماهو تقييمكم لطبيعة الانشطة الثقافية والاجتماعية التي دأبت على تنظيمها السفارة اليمنية في الدوحة ؟
••العام الماضي قمنا بعدد من الانشطة الثقافية ،
قطر اصبحت احدى الوجهات الثقافية الهامة في العالم ، وانشطتها الثقافية على مدار العام واصبحت قبله ووجهة ثقافية معروفة في العالم .
لهذا أنا حريص على الجانب الثقافي كثيراً وقمنا بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا مع الدكتور خالد السليطي والذي احب ان اعبر عن شكري وامتناني لشخصه الكريم لما يقدمه لنا من دعم في كل فعالياتنا الثقافية ، وايضاً قمنا بفعاليات مع هيئة المتاحف بدعم من سعادة الشيخة المياسة بنت حمد ال ثاني .
واضيف ايضاً ان الشعب القطري شعب محب للثقافة ، والثقافة اليمنية ثقافة عريقة ومتعدده ومتنوعه وثقافة لديها جمهور كبير في منطقة الخليج العربي بشكل عام وفي قطر بشكل خاص ، اذكر انه في احدى الفعاليات التي اقمناها في مسرح كتارا ان القاعة امتلئت قبل بداية الحفل ، وانا حريص ان تكون هناك انشطة اكثر وخلال الفترة القادمة لدينا تعاون مع صوت الخليج مع الاستاذ محمد المرزوقي ولدينا ايضاً تعاون مع مكتبة قطر الوطنية برئاسة سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري .
ولدينا تعاون مع وزارة الثقافة وتقدمنا بإنشاء مركز ثقافي يمني لسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد ال ثاني وزير الثقافة ليكون نشاطنا الثقافي اكثر فائدة وغزارة وبإذن الله ان الاجراءات تمضي لكي نتمكن من افتتاح هذا المركز الثقافي وتنتظم فعالياتنا الثقافية ونقدم وجه اليمن الثقافي الجميل والمتنوع للجمهور اليمني في الدوحة وللجمهور القطري ولكل زوار قطر وانا على ثقة بإن تجربة المركز الثقافي ستكون تجربة ناجحة وستعزز من الصورة الذهنية الايجابية عن اليمن وتاريخ وثقافة اليمن بشكل خاص وعن ثقافة الجزيرة العربية والخليج العربي بشكل عام.