في الذكرى السنويَّة الثَّلاثين لليوم العالمي لحُرية الصحافة، يمثل الاحتفال في الثالث من مايو 2023، فرصةً مهمةً لاستعراض المُنجزات والاستفادة من الإخفاقات، بعد مرور ثلاثة عقود من جهود تمكين الصحافة الحُرة والدفاع عن حُرية التعبير في جميع أنحاء العالم، والعمل على وضع حدٍّ للتمييز والعنصرية المُمنهجة والإفلات من العقاب، بعد إقرار المُناسبة لأوَّل مرَّة عام 1993.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، قد حدَّدت الثالث من مايو، لتحيي عبرَه ذكرى اعتماد إعلان «ويندهوك» التاريخي الذي تمَّ في اجتماع للصحفيين الأفارقة في الثالث من مايو 1991، وكان هدفُ هذا الإعلان العالمي، تذكير الحكومات بضرورة احترامها حُريةَ الصحافة، وضمان بيئة إعلامية حرَّة وآمنة للصحفيين، وتقييم حالة حرية الصحافة عالميًا، وإحياء جهود الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أو اعتقلوا بسبب أداء واجباتهم.
من جهتها، أكَّدت دولة قطر أهمية وضرورة حماية الصحفيين في مناطق النزاعات والحروب، مشيرة إلى أن ضمان سلامة الصحفيين يعتبر من ضمن أولوياتها، ويعد شرطًا أساسيًا لتحقيق هدف حرية التعبير.
وأبدت قطر دعمها خُطةَ عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، كما تساهم دولة قطر بعدد من الإجراءات الملموسة على الصعيدين الدولي والمحلي، بينها المساعدة في إجلاء مئات الصحفيين من كابول خلال أحداث أغسطس 2021، واستضافة المؤتمر الدولي لحماية الصحفيين في عام 2012، وإطلاق المؤتمر الدولي لحماية الصحفيين، والإعلان العالمي لحماية الصحفيين في الدوحة عام 2016.
وتولَّت دولة قطر رعاية أول قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن حماية الصحفيين في حالات النزاع المسلح، والذي تمَّ تبنّيه في ظل رئاسة قطر المجلسَ عام 2006، بالإضافة إلى احتضان مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة عام 2015، والذي اعتمد «إعلان الدوحة» الذي تعهَّد فيه رؤساء الدول والحكومات بمنع ومكافحة العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام. وكشف آخر تقرير عن «لجنة حماية الصحفيين (CPJ)» الذي صدر في منتصف ديسمبر 2022، أن عدد الصحفيين السجناء في العالم في العام الماضي بلغ أعلى رقم على امتداد السنوات الثلاثين الماضية، ووصل إلى 363 صحفيًا، بحلول الأول من ديسمبر عام 2022، بزيادة بنسبة 20 بالمئة عن العام 2021.
ووضعَ التقرير الذي أصدرته المنظمة تحت عنوان «عصر الاستقطاب الجديد» الدولَ الإسكندنافيةَ على رأس سُلم الدول التي تحترم حرية الإعلام، فجاء ترتيب الدول الخمس الأولى كالتالي: النرويج، والدنمارك، والسويد، وإستونيا، وفنلندا، فيما حلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة في المرتبتَين الـ 24 والـ 42 تواليًا، بينما احتلت دولة قطر المرتبة الأولى خليجيًا، والرابعة عربيًا، والـ 119 عالميًا.