يشكل تعيين هاكان فيدان، رئيس المخابرات التركية “الغامض”، وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس المعاد انتخابه رجب طيب أردوغان، مفاجئة من العيار الثقيل؛ لكونه رجل أمن أكثر من كونه شخصية دبلوماسية كمن شغلوا هذا المنصب من أسلافه.
ويصفه الرئيس التركي في أكثر من مناسبة، بأنه “كاتم أسراره” و”رجل الظل” وأكثر الأشخاص ثقة بالنسبة له.
ولعب فيدان دوراً بارزاً في إحباط محاولة انقلاب عام 2016 ضد حكومة أردوغان، حيث كشفت تقارير تركية أنه نسق مع رئيس هيئة الأركان حينها خلوصي أكار، لإحباط الانقلاب، وهو ما يفسر تحرك الانقلابيين قبل الموعد المحدد حينها واستهداف الجهاز مباشرة.
كما لفيدان عديد من البصمات في المنطقة لمواجهة من تراهم تركيا يهددون أمنها، لاسيما في العراق وسوريا من قبل المليشيات الكردية الانفصالية وتحديداً حزب العمال الكردستاني.
ومن اللافت الإشارة إلى أن أردوغان رفض في العام 2015 قرار رئيس الوزراء التركي حينها أحمد داود أوغلو، تعيين فيدان وزيراً للخارجية، بل غضب الرئيس التركي وقال في تصريح علني: “أنا قمت بتعيينه وعليه أن يبقى في مكانه وألا يغادره من دون إذن مني”، مضيفاً: “إذا كان جهاز مخابرات الدولة ضعيفاً فإنه من غير الممكن أن تقف الدولة بشكل ثابت على قدميها”.