قال معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن الحرب الروسية الأوكرانية هزت قطاع الطاقة العالمي وتسببت في أزمة غذاء في العديد من مناطق العالم، الذي يعاني من الأساس في السنوات الماضية بسبب النزاعات بين القوى الكبيرة والتي وضعت النظام العالمي في خطر كبير وهو ما يؤثر على الملايين من سكان هذا الكوكب.
وأكد معاليه خلال محاضرة بعنوان “الدول الصغيرة: استراتيجيات للنجاح في عالم تنافسي” من تنظيم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) والتي يتناول فيها مبادئ السياسة الخارجية القطرية والعلاقات بين قطر وآسيان وخاصة سنغافورة، أن السؤال الأبرز الذي يوجه لدولة قطر، يدور حول كيفية ممارسة دور متوازن بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الدوحة تؤمن بالترابطية والاعتمادية بين دول العالم، وهذا ما يجعل من الممكن أن يكون لقطر شراكة تجارية كبرى مع الصين وأمريكا في الوقت نفسه، على الرغم من أن قطر كانت في تحالف تاريخي مع الولايات المتحدة إلا أن هذا لا يمنع أن تحافظ على علاقتها مع الصين التي لها دور اقتصادي مهم في منطقة الخليج.
وأضاف أن هذا التعاون لا يخدم فقط مصالح قطر، بل كل دول العالم وخاصة في المناطق التي تعاني من صراعات، وبالنسبة لقطر كونها دولة صغيرة في منطقة متوترة، فالتعددية وبناء التحالفات أمر مهم وفي صميم العلاقات الخارجية، مؤكدا أن الدوحة تحافظ على التعاون الفعال مع الكيانات الإقليمية والدولية وكانت عضو فاعل في المبادرات الدولية.
وشدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على أن قطر تدعم الاتفاق بين إيران والسعودية وتؤمن أنه يصب في تخفيف التوتر في المنطقة، مؤكدا أن قطر دائما ما كانت تقول إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات التي لن تكون في صالح طرف من الأطراف.
وأوضح أن الوساطة القطرية بين إيران والولايات المتحدة نجحت في الوصول لاتفاق تبادل الأسرى الأخير بالإضافة لفتح قنوات لأغراض إنسانية تساعد على حل القضايا العالقة، مضيفا “نأمل بأن تؤدي جهودنا إلى المزيد من الحوار بشأن ملف إيران النووي”.
وحول جهود الوساطة القطرية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، أكد أن قطر لعبت دورا في الوساطة بين الطرفين مما أدى لنهاية الحرب هناك، بالإضافة لمشاركة قطر في أحد أكبر عمليات النقل الإنساني في التاريخ، بعد أن نجحت الدوحة في إجلاء 80 ألف شخص.
وشدد على أن قطر كانت على تواصل مستمر مع طالبان وأمريكا والعديد من دول الناتو، وذلك لإيمان الدوحة أن عدم الانخراط في حوار مع طالبان سوف يخلف مزيد من الفوضى، مضيفا “لسوء الحظ بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتسلم طالبان للسلطة، كان هناك غياب لخارطة الطريق”.
وأكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن المجتمع الدولي كان عليه المحاولة في بناء حوار مع جميع الأطراف في أفغانستان، للوصول لمصالحة حقيقية وخلق خارطة طريق وبحث كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الحكومة الجديدة.
وأضاف أن قطر دولة شابة يقودها قائد طموح ذو رؤية مستقبلية لاستخدام الثروات في الاستثمار في الشعب والبنية التحتية، فدولة قطر لديها ميناء حمد، ومطار حمد الدولي، وشركة طيران القطرية، التي تربط أكثر من 150 وجهة في العالم بالإضافة لخدمات الشحن المباشر التي تقدمها.
ونوّه بأن هذا النموذج القطري ساعد على استضافة أكبر الأحداث الرياضية العالمية مثل مونديال 2022، والذي شكل خطوة كبرى في البنية التحتية المستدامة في البلاد، وعرض الثقافة العربية القطري الإسلامية في محالة لتغيير الصورة النمطية، كما أن دولة قطر ترحب دائما بالشركات الاستثمارية وبرؤوس الأموال للاستثمار في مختلف القطاعات، لافتا في الوقت نفسه قطر شريك يعتمد عليه في مجال الطاقة، وقطاع الطاقة القطري مستمر ومتوسع