العلاقات الثقافية بين قطر وألمانيا..بوابة واسعة للحوار ومد الجسور بين الشعبين الصديقين

ترتبط دولة قطر وجمهورية ألمانيا الإتحادية بشراكة استراتيجية وعلاقات صداقة وثيقة يناهز عمرها الخمسين عاما، ترسخت خلالها الجسور والروابط بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الثقافي، الأمر الذي ترك أثرا طيبا في نفوس أبناء الشعبين الصديقين.

وتعتبر الثقافة سفير دولة قطر الدائم في علاقاتها مع مختلف دول العالم، إيمانا منها بأهمية الدبلوماسية الثقافية المحورية في بناء علاقات متينة بين الدول والشعوب على أساس احترام الثقافات المتنوعة، وبأن الثقافة هي من أكثر الوسائل تأثيرا لتوحيد الشعوب وتشجيع الحوار وتعميق مستوى الفهم فيما بينها.

وقد نجحت الدبلوماسية الثقافية التي انتهجتها دولة قطر في تعزيز علاقاتها الخارجية، خاصة وأنها قوة ناعمة تتعالى عن تقلبات السياسات، وتتمسك بالقيم الإنسانية التي تحفظ الخصوصيات وتحترم الاختلاف وتضمن تواصلا بناء بين الجميع.

كما تؤمن دولة قطر بأهمية تواصل الدول مع بعضها البعض، ليس على المستوى السياسي والتجاري والاقتصادي فحسب، بل ينبغي عليها أن تفتح قنواتا للتواصل الثقافي بينها، وأن تعزز هذه القنوات وتحميها، حتى يتسنى للشعوب والمجتمعات أن تكون طرفا في الحوار ومد الجسور وبناء الصداقات والفهم المتبادل.

وقد أثبتت دولة قطر نفسها كمركز مزدهر يوقد شعلة الإبداع، ويحتفي بالتنوع، ويغرس شعورا عميقا بالانتماء، ويتماشى مع ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية لرؤية قطر الوطنية 2030، وذلك من خلال احتضانها للتعبير الثقافي والاستثمار فيه.

كما أدركت دولة قطر، منذ وقت مبكر، أهمية التبادل الثقافي في تعزيز التواصل، وتوطيد العلاقات مع جميع دول العالم، خاصة أنها مؤهلة بما تملكه من بنية ثقافية وتعليمية تضم مجموعة مميزة من الجامعات الكبرى للعب دور بارز في الدبلوماسية الثقافية، فأطلقت مبادرات عالمية من خلال مجموعة متنوعة من المعارض والمهرجانات والمسابقات، على رأسها مبادرة السنة الثقافية التي يجري تنظيمها في كل عام بالشراكة بين قطر ودولة من دول العالم.

وقد كانت ألمانيا شريكا ثقافيا متميزا لقطر عام 2017، وقد شهدت تلك السنة تنظيم العديد من الفعاليات الغنية بين البلدين، خلقت حالة من التقارب الحقيقي بين الثقافتين العربية والألمانية، وتوجت بافتتاح البيت الثقافي العربي الديوان في برلين، ليكون مركزا لتعميق التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين.

ويحظى البيت الثقافي الديوان بأهمية كبيرة كونه أول مركز ثقافي قطري خارج دولة قطر، وقد عبر افتتاحه عن فصل جديد مميز في العلاقات الثقافية القطرية الألمانية.

كما أعطت الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله” في السادس من سبتمبر عام 2018 إلى البيت الثقافي العربي الديوان، دفعة قوية للبيت الثقافي، خاصة أنه كان حينها لا يزال يقطع أولى خطواته، كما عبرت زيارة سموه عن مدى الأهمية التي توليها دولة قطر لتعزيز العلاقات الثقافية، لما لمثل هذه العلاقات من آثار إيجابية على السلم العالمي.

وقد أنشئ الديوان من قبل دولة قطر بهدف تعزيز التواصل والتفاهم بين العرب والألمان، من خلال نشر الثقافة العربية وإطلاع المتلقي الألماني، والأوروبي بشكل عام، على الدور الثقافي الحضاري والإنساني للعرب في مختلف العصور.

وقد كانت فكرة إنشاء الديوان نابعة من حقيقة إدراك دولة قطر لدور الثقافة في مد جسور التواصل البشري والحضاري والحوار والتفاهم، حيث أن الثقافة تلعب دورا محوريا في التعرف على الآخر، وفهم وجهات نظره، والتحديات التي يواجهها، خاصة وأن التطور الرقمي الذي نعيشه اليوم يتطلب بالضرورة تعزيز قيم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى