وكالات تتناقل : سعادة دولة قطر، أميراً وشعباً بالاتفاق لا تقل عن سعادة أهالي غزة

اولت مواقع ومنصات اخبارية عالمية اهتماما واسع النطاق بتصريحات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لقناة الجزيرة والتي دعا فيها لضرورة حشد الدعم الدولي لغزة، ووضع الآليات لدعم الأسر المنكوبة بعد نجاح الوساطة المشتركة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، معربا عن أمله في أن يطبق الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل يومين بشكل كامل، وأن تنتهي مأساة غزة وأهلها.

وكان معاليه، قد اوضح في مقابلة مع قناة “الجزيرة”، أنه تم التوصل إلى بروتوكول إنساني بشأن آلية إدخال المساعدات لمنع الابتزاز، قائلا “هناك بروتوكول إنساني تم التوصل إليه والتفاهم حوله بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأضاف معاليه “أشرنا في الإعلان عن الاتفاق إلى أهمية حشد الدعم الدولي بمجرد الشروع في تنفيذه لتقديم كل الدعم لأهالي غزة والأسر المنكوبة حيث نعمل مع شركائنا في مصر والأمم المتحدة على تأمين هذه المساعدات لدخولها إلى غزة، ووضع الآليات اللازمة لذلك”، مؤكدا سعادة دولة قطر، أميرا وشعبا، بهذا الاتفاق، سعادة لا تقل عن سعادة أهالي غزة، حيث قال في هذا السياق “عندما شاهدنا فرحة أهالي غزة، قال لي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى: نسينا تعب الأشهر الـ15 من أجل الوصول إلى هذه النتيجة”.

وتابع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية “نحن الآن في وقت حاسم بعدما وصلنا إلى هذا الاتفاق الذي تم الإعلان عنه أول أمس، وأنهينا اللمسات النهائية قبيل الفجر، وهذه دلالة على صعوبة الأمر، وننتظر الآن الإجراءات الداخلية للحكومة الإسرائيلية للمصادقة على الاتفاق، ونأمل أن يبدأ التنفيذ في موعده يوم الأحد”.

وتتطرق معاليه إلى الجهود التي بذلتها دولة قطر لجسر الهوة بين طرفي النزاع لحين الوصول إلى الاتفاق، حيث أكد احترام دولة قطر دورها كوسيط بالرغم من موقفها الواضح من القضية الفلسطينية ودعمها لأهالي غزة.

وأشار معاليه أيضا إلى أن الأيام الأخيرة كانت حاسمة، وأحدثت فرقا كبيرا في الاتفاق “حيث كان العمل مكثفا خلال الشهر الماضي وغير معلن عنه، إلى أن تمكنا من تهيئة الأرضية السياسية للوصول إلى الاتفاق”.

كما نوه معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، على جهود الإدارتين الأمريكيتين “إدارتا الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب” في التوصل إلى الاتفاق، مشيرا في هذا السياق إلى الدور الحاسم لمبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب في العملية.

وذكر معاليه “أعتقد أن الكل يعلم جيدا من كان يعرقل التوصل إلى الاتفاق ولا نحتاج إلى الإشارة إلى ذلك”، كاشفا أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه أول أمس هو نفسه الذي تمت صياغته وأقرته الأطراف في ديسمبر 2023.

وفي رده على سؤال حول الانتقادات التي وجهت لدولة قطر على خلفية وساطتها لإنهاء الحرب في غزة، قال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية “لم يقدم منتقدو قطر شيئا لوقف الحرب سوى الصراخ، وكانت هناك مزايدات وابتزاز رخيص ضد دورنا”، مشيرا إلى أن قطر لم ترد على الابتزاز بالتصريحات، بل بالعمل والنتائج التي توصلنا إليها.

وأضاف معاليه “رسالتي لكل من كان له صوتا عاليا ينتقد دور قطر ويشكك فيه: ما الذي قدمته في مقابل وقف القصف على غزة، أو حتى مسح دمعة لأسرة في القطاع، وللطرف الإسرائيلي المنتقد ما الذي قدمته لإرجاع رهينة إلى أسرته “.

ومضى معاليه قائلا “قطر ركزت بشكل رئيسي على تحقيق الهدف، وحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، كان يقول دائما :مهما كانت الانتقادات إذا كانت جهودنا ستنقذ روحا واحدة، فلدي الاستعداد للتضحية بأي شيء لإنقاذ هذه الروح.. وهذا ديدن قطر ونويانا صادقة في هذا الميدان”، مشددا على رفض دولة قطر هذا الهجوم والانتقادات التي وجهت لها على خلفية الوساطة، حيث أكد “لا نقبل أن تتعرض دولتنا لهذا الهجوم، لكن في النهاية لا نرد بالبيانات والتصريحات بل بالنتائج”.

وثمن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المقابلة، الشراكة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية في جهود الوساطة التي أثمرت التوصل إلى هذا الاتفاق، قائلا “الشراكة بيننا وبين جمهورية مصر العربية مثلت نموذجا ممتازا وتعطي مثالا كيف يثمر العمل المشترك بين الدول العربية في تحقيق تطلعات الشعوب العربية كما حدث في موضوع غزة”.

وحول الضمانات لتنفيذ الاتفاق، أكد معاليه أن الوساطة المشتركة سعت بقدر الإمكان لوضع الأشياء التي يمكن أن تحقق أقصى حد من الضمانات، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الضمانة الأساسية هي تنفيذ الاتفاق والتزام الأطراف بذلك، ومبينا أنه “إذا أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي التراجع عن الاتفاق فيمكنه أن يخلق ألف سبب للعودة للحرب مهما كانت الضمانات التي وضعناها ، ومع ذلك وضعنا آلية لمعالجة أي خلل في هذا الاتفاق بشكل مبكر، وستكون هناك غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذه والتأكد من عدم أي حدوت مشكلة قد تؤدي إلى انهياره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى