شهدت إرادة الشعوب العربية في الحرية والانعتاق والتي عرفت بالربيع العربي أو “الثورات العربية” ثورات مضادة كانت أكثر وضوحا في مصر بعد انقلاب العسكر المصري المدعوم بالدولار الإماراتي السعودي، وكانت أقل وضوحا أو لنقل ثورات مضادة متوارية في تونس وليبيا، في الوقت الذي أريد للجرح السوري واليمني أن يبقى نازفا ليبقى فزاعة لكل شعب عربي سولت له نفسه أن يثور وينتفض في وجه الظلم والاستبداد والحكم الفردي.
الشعوب في السودان والجزائر لتلتحق بالركب بعد عقود طويلة من الخمود والركون تحت سلطة الحكم العسكري في كلا القطرين، لكن المال الإماراتي السعودي يظهر مجددا وهو يحاول خنق رغبة الشعوب العربية أيضا كما فعلها من قبل.
إن العدو الأول أمام نجاح الربيع العربي وما بعده من انتفاضات هو المال السعودي الإماراتي الداعم للأنظمة الاستبدادية على طول الوطن العربي الإسلامي لكونها خادمة لمصالحه ومطامعه، والمدعوم بأموال هذه الأنظمة كضريبة للإبقاء عليها في كراسيها خالدة.
إن أي ثورة لا تنبني على الوعي الكامل والمعرفة العميقة بهذا العدو والتكاتف من أجل قطع الطريق عليه كي لا يفشل الثورة ويلتف عليها كما حدث في مصر وليبيا وتونس،لن يكتب لها النجاح.