لم يكن مصطلح الإنهاك المهني أو ما يسمى بالاحتراق النفسي معروفا، وكان يستخدم لوصف الآثار الجانبية لإدمان المخدرات، مثل تدهور القدرات المعرفية.
وفي عام 1974، اكتشف عالم النفس الألماني الأمريكي هيربرت فرودينبرغر للمرة الأولى مشكلة الإنهاك المهني في إحدى عيادات علاج المدمنين والمشردين بمدينة نيويورك. ولاحظ أن المتطوعين بالعيادة أضناهم العمل الشاق وأوهن عزيمتهم واستنفد طاقتهم، حتى فقدوا حماستهم في العمل واصيبوا بالاكتئاب.ووصف فرودينبرغر هذه المجموعة من الأعراض بأنها إنهاك بدني ونفسي نجم عن ضغط العمل الشاق لأمد طويل، وأطلق عليها اسم “الاحتراق النفسي“.ولاقى المصطلح رواجا كبيرا وغدا اليوم ظاهرة عالمية. وتشير إحصاءات الهيئة التنفيذية البريطانية للصحة والسلامة في بيئات العمل إلى أن 595 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها كانوا يعانون من الضغوط النفسية المرتبطة ببيئات العمل في عام 2018.