أشاد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير جمهورية تركيا لدى دولة قطر، بالبيان الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي اختتمت أعمالها في 15 سبتمبر بالدوحة، لما تضمنه من إدانة قوية للاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة.
وأكد السفير كوكصو أنّ تركيا ترى في مخرجات هذه القمة الاستثنائية خطوة ضرورية لتوحيد المواقف الإقليمية وتعزيز التنسيق العملي في قضايا الأمن الجماعي في الشرق الأوسط. وأشار إلى أنّ القمة أبرزت توافق الأولويات بين أنقرة والدوحة في حماية السيادة الوطنية ورفض جميع أشكال العدوان الإسرائيلي.
وأشاد السفير بالإنجاز الكبير المتمثل في تنظيم هذه القمة خلال ستة أيام فقط، معتبراً ذلك دليلاً على الجهود المكثفة والتنسيق الفعّال بين دولة قطر والدول المشاركة لضمان نجاح القمة وتحقيق أهدافها.
وأشار إلى أنّ انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في لحظة حرجة يعكس انسجام موقف الدول الإسلامية في رفض هذه الاعتداءات ودعم الجهود الرامية لحماية سيادة الدول وأمن الشعوب.
وأوضح السفير كوكصو أنّ تركيا شاركت في القمة بوفد رفيع المستوى، تعبيراً عن تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة، وتجديد التزامها بالعمل مع جميع الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة ومنع أي محاولات لزعزعة استقرار المنطقة.
وبيّن أنّ تركيا تنظر إلى هذه القمة كرسالة قوية إلى المجتمع الدولي بشأن الحاجة الملحة إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية وضمان احترام القانون الدولي.
كما شدّد على أنّ فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال افتتاح القمة، أكد أهمية تحويل قرارات القمة إلى إعلان عالمي، مشيراً إلى أنّ العدوان الإسرائيلي المتصاعد يشكل تهديداً مباشراً على المنطقة.
وأكد كوكصو أنّ الموقف التركي واضح كما عبر عنه الرئيس أردوغان، محذراً من أنّ العدوان الإسرائيلي لن يتوقف ما لم يتم التعامل معه بجدية. وأضاف أنّ الاعتداء الإسرائيلي طال قطر، الدولة الوسيطة الساعية إلى السلام والتي تستضيف المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن، الأمر الذي يجعل من الضروري مساءلة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. وشدّد السفير على أنّ حماية الأرواح – وخاصة في قطاع غزة – أولوية قصوى وغير قابلة للمساومة.
وأكد السفير أنّ الرئيس أردوغان أبرز أنّ حكومة نتنياهو تسعى إلى الاستمرار في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني ودفع المنطقة نحو الفوضى، في ظل أوهام متكررة لدى بعض الساسة الإسرائيليين حول ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”.
وأشار كوكصو إلى أنّ مواجهة هذه التحديات تتطلب تعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الدفاعية وتكثيف التعاون الدفاعي بين الدول الإسلامية.
وأشاد السفير كوكصو بموقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، ورفضه الحازم لسياسة إسرائيل الرامية إلى فرض وقائع على المنطقة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ قطر ترفض أن تتحول المنطقة العربية إلى مجال نفوذ إسرائيلي، وأن العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين في غزة لا بد من التصدي له.
كما أشار كوكصو إلى أنّ اللقاء الثنائي بين قيادتي قطر وتركيا أظهر عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث جدّد الرئيس أردوغان التزام بلاده بتعزيز الشراكة مع دولة قطر الشقيقة. وفي هذا السياق، أضاف أنّ وزير الخارجية التركي أكد بدوره أنّ تركيا، وكما هو الحال دائماً، تقف إلى جانب دولة قطر، وأن هناك روابط لا تنفصم بين البلدين.
ورحب السفير بالدعوات التي أطلقت خلال القمة إلى احترام قواعد القانون الدولي وتعزيز آليات المساءلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مؤكداً أهمية ترجمة التفاهمات السياسية المنبثقة عن القمة إلى خطوات عملية على الأرض.