مرور ألف يوم على الحصار، موعد آخر يحتفل فيه القطريون بالإضافة إلى المناسبة السنوية لموعد فرض الحصار على بلدهم؛ لكونهم نجحوا في التغلب عليه والخروج من دائرة آثاره السلبية.
لقد أثبتت الدوحة، من خلال دبلوماسيتها، مكانة كبيرة على مستوى العالم، كانت تحركاتها لحل قضايا إقليمية ودولية تثبت قوتها السياسية.
وكان دفاعها عن قضيتها وتعرضها لحصار متعمد لفرض دول الحصار عليها سعياً إلى تغيير قرارها السيادي مُثبت بأدلة ساقتها أمام المحاكم الدولية؛ ما كان السبب في تحقيق قطر انتصارات على هذا الصعيد.
وبداية فصول الحصار كانت مع تعرض موقع وكالة أنباء قطر الرسمية “قنا”، في مايو 2017، لعملية اختراق، نشر عبرها تصريحات مفبركة لأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتعلق بمواضيع شتى لها علاقة بالمنطقة ودول الإقليم.
وعلى الرغم من النفي الرسمي لصحة تلك التصريحات المفبركة فإن الدوحة تعرضت لحصار بري وجوي وبحري، ما زالت فصوله مستمرة من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
تلك الدول عرضت 13 شرطاً لرفع إجراءاتها، وهي الشروط التي رفضت قطر التعاطي معها، ونفت صحة المزاعم التي وجهت إليها، وشددت على أنها تواجه حملة من الأكاذيب والافتراءات تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني والتنازل عن سيادتها.
لم تقف الدوحة عند حد النفي، بل تحدت غرماءها بتقديم دليل واحد يدعم دعاواهم ضدها، مستندة في ذلك إلى سجلها الحافل في مجال العلاقات الدولية، ودبلوماسيتها التي نجحت في حل النزاعات، ووساطتها التي حلت أكثر المشاكل تعقيداً.
يضاف إلى هذا شراكات قطر الدولية في مكافحة الجريمة، وهو ما شهدت به الأمم المتحدة، وأكدته أمريكا ودول في الاتحاد الأوروبي، أجمعت على أن الدوحة شريك استراتيجي مهم في الحملة الدولية على الإرهاب.
وهو ما دفع المجلة الأمريكية الشهيرة “فورين بوليسي” إلى القول، في تقرير عن الأزمة نشرته في فبراير 2018: إن “دولة قطر نجحت في الخروج منتصرة من الأزمة مع دول الحصار، واستطاعت أن تدحض كل التهم التي رمتها بها السعودية والإمارات والبحرين ومصر”.