مازالت الامارات تتخبط في مواقفها وتناقضاتها وخاصة في كل ما يتصل بعلاقتها وصلتها بايران . فهم من جهة يدعون انهم في خط المواجهة مع ما يسمونه بالتصدي المزعوم لايران ، ومن جهة اخرى يؤكدون مراراً وتكراراً علاقاتهم معها في مختلف نواحي الحياة .
بل انهم لم يخجلوا حتى عندما يتحدثون عن وقفة ايران ورفضها لشتى أشكال الحصار الظالم المفروض على قطر فيجيزون لأنفسهم مالا يحق لغيرهم وتلك عقدة بن زايد .
ولعل ماحصل في الساعات الأخيرة يجسد هذا التناقض عندما حطت طائرة إماراتية محملة بمساعدات طبية لإيران، في العاصمة، طهران، وذلك في أول شحنة مساعدات تُرسل إلى إيران في ظل تفشي فيروس كورونا.
وحملت الطائرة الإماراتية 8 أطنان من الأدوية ومعدات الفحص، لمساعدة إيران بمكافحة كورونا الذي انتشر على نطاق واسع في البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن “8 أطنان من معدات الفحص المتعلق بفيروس كورونا لإجراء الفحوصات لـ100 ألف شخص بالإضافة إلى المعدات الضرورية اُرسلت إلى إيران عبر طائرة عسكرية أقلعت من دبي، وأرسلت المنظمة 6 فرق من مختصي الأوبئة والفيزيائيين والمتخصصين بالفحوص المخبرية”.
ووصل أيضا ممثلون عن منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى إيران لدراسة طريقة تعامل السلطات في طهران مع الفيروس.
كما ان نظام يتخذ النظام الاماراتي اعتاد ان يتخذ المزيد من المواقف المتناقضة في الأزمة الخليجية ، كلما تصاعد التوتر الأمريكي مع طهران، وآخرها ما حصل صيف العام الماضي عندما بدأ مشاورات مع إيران بعيداً عن السعودية، حليفته الأبرز في حرب اليمن.
كما انها قامت بسحب معظم قواتها الموجودة في اليمن، والتي أرسلتها لقتال الحوثيين .
وخلال يوليو الماضي أيضاً أرسلت الإمارات وفداً أمنياً إلى طهران، لبحث قضايا التعاون الحدودي وتبادل معلومات أمنية سبقها إرسال أبوظبي مندوبين إلى إيران للحديث حول السلام، في سابقة لم تحدث منذ بدء حرب اليمن.
والغريب واللافت أن التقارب مع إيران والتعاون معها كان أحد ذرائع أبوظبي والرياض والمنامة والقاهرة لفرض الحصار الظالم على دولة قطر وشن حصار عليها منذ يونيو 2017.