لماذا تصر السعودية على إغراق السوق بالنفط رغم الرفض الروسي ؟

يبدو ان الظروف الدقيقة التي تعصف بالسعودية في الوقت الحاضر في ظل أزماتها المتعددة التي تتزامن مع متغيرات المشهد السياسي وتفشي فيروس كورونا قد دفعها لاغراق السوق النفطية مرة اخرى رغم رفض دول عديدة في مقدمتها روسيا .

وتعد وموسكو ثاني منتج نفطي عالمي بعد الولايات المتحدة وقبل السعودية، وضعت توقعاتها للموازنة استنادا الى سعر 42,4 دولارا للبرميل مؤكدة ارتياحها لمستوى الاسعار الحالي التي راوحت الجمعة بحدود 48 دولارا.

وترى كبرى الشركات النفطية الروسية أن أي برميل يسحب من السوق يعني تراجعا في الإيرادات المالية ومخاطر خسارة حصص من السوق للولايات المتحدة التي تغرق العالم بنفطها.

ويبدو ان الاصرار السعودي على اغراق أسواق النفط قد جعل أسواق النفط تتلقى ضربة قاصمة اذ سجلت أسعار الخام، أسوأ أداء يومي منذ 11 عاما، بعد فشل السعودية ودول منظمة أوبك في إقناع روسيا بخفض إضافي للإنتاج، بعد اتفاق استمر ثلاث سنوات تحت مظلة ما يسمى “أوبك+”.

وفي أكبر انخفاض يومي منذ ديسمبر 2008، هبطت أسعار خام برنت 9.4 بالمئة عند التسوية، وبلغ سعر البرميل 45.27 دولارات، بانخفاض قدره 4.72 دولارات. 

كما هبط خام غرب تكساس 10.1 بالمئة، مسجلا 41.28 دولارا للبرميل، وهو أقل مستوى إغلاق منذ أغسطس 2016، وأكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ نوفمبر 2014.

وأرجع خبراء في مجال النفط والطاقة، سبب انهيار أسعار النفط إلى رفض روسيا مقترح السعودية ودول منظمة أوبك بخفض إضافي للإنتاج بـ1.5 مليون برميل حتى نهاية العام، رغم الجهود التي بذلتها الرياض لإقناع موسكو بالموافقة على المقترح.

ويبدو إن السعودية نجحت في إقناع دول أوبك بضرورة تعميق خفض الإنتاج الحالي. لكن ذلك لم يقنع روسيا أكبر المنتجين من خارج أوبك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى