ومضة ..التعليم الإفتراضي ،، والمسؤولية المشتركة – عائشة عبيدان

نشرت صحيفة الشرق مقالا للكاتبة القطرية عائشة عبيدان تحدثت فيه عن التعليم عن بُعد نظاماً ومنهجاً والظروف التي أحاطت به ، ونعيده نشره تأكيداً لأهمية مضمونه في هذا الوقت ..

لاشك أنها تجربة جديدة فرضتها الظروف الوبائية التي غزت العالم بأكمله ، تتعرض للعوائق والعراقيل وهذا طبيعي حسب البيئات والامكانيات ونوعية البشر ومفاهيمهم في القبول والرفض ،، انها تجربة التعامل مع الأجهزة الالكترونية أوالعالم الأفتراضي الذي أصبح اليوم وفِي ضوء تلك الأزمة هو المنقذ الذي يعتمد عليه لمسايرة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والوظيفية والسياسية والثقافية والتعليمية وغيرها في عدم وجود البدائل منها ، منعا للتقارب والاختلاط والتجمع لمكافحة ومواجهة هذا الضيف المثقل المميت “كورونا” الذي داهم الحياة بكل أناسها ومواطنها

لذلك فرضية “التعليم عن بُعد ” أمر محتوم ومحسوم لابد منه، مهما كانت العوائق والظروف الأ سرية والتعليمية والتواصلية ، لابد من قبوله وتحمل نتائجه ، لأنه نُفّذ وفُعّل في ظروف استثنائية ، ندرك حجم ماتبذله الدولة من إمكانيات وجهود من أجل توفير بساط أمني للجميع بعيدا عن التعرض لمشكلات “الكورونا” ، وتفعيل سير الوظائف الحكومية والخاصة عن بُعد في المنازل نموذج ،، كما لابد أن نلمس الجهود التي يبذلها المسئولون في الوزارة المتعاملون مع ” التعليم عن بُعد” والتي تحولت بكل أقطابها إلى ورشة عمل لتحقيق الأهداف لإتمام المناهج الدراسية في الوقت الزمني المحدد ، كما هو حجم مسئولية وجهود أولياء الأمور في المراقبة والمتابعة والمساعدة لأبنائهم بالرغم من العوائق لمصلحة أبنائهم ،، الا أننا لاندرك مدى التسرع في الحكم على مشروع تعليميّ ينفذ لأول مرة في ظروف وبائية قاهرة ، ومدى التذمر عند البعض دون أن نلمس الإحساس بصعوبة التعامل معه فجأة ، لتتغير معه موازين الخطط والمشاريع التعليمية التي من الصعب تنفذيهافي تلك الفترة وفق تلك الظروف ،، هناك صعوبة في حركة الإرسال والانقطاع المفاجئ ،هناك صعوبة في كييفية التعامل الأُسَري مع التعليم الافتراضي ، كما هي صعوبة في تهيئة المكان والجو المناسب للتركيز والفهم.بالنسبة لبعض الطلبة وغيرها ، وكلها مسلمات نتوقع الإصطدام معها تتطلب الصبر والتأني والرضى والقبول ، فالرياح لاتحركها الجبال ، وكما قال غازي القصيبي رحمه الله : ”

من يمتلك الإصرار والطموح قادر على تحطيم الصعاب مهما عظمت لتغيير الواقع ”

ولكن مع الأسف حين نستسلم بفكرنا وعقولنا حول مايدار عن سلبيات ” التعليم عن بُعد” والنبش في منصات التواصل عن سلبيات ما يكتب حوله ، وما يقال حول منسوبيه من مغالطات ليس من الأخلاقيات ، مجرد إضاعة الوقت دون تقدير لجهود الدولة ومسئولي الوزارة ، وإدحاض منظومة أهمية ،” التعليم عن بعد” ودوره في الوقت الراهن ، وحين ننصت لكل شاردة وواردة من مصادر مغرضة بأسماء حقيقية أومزيفة من المغرّدين لمجرد الاستنكار والأحباط وإبطال الجهود وتفعيل الاتكالية دون أن نعي مايقال ” رضا الناس غاية لاتدرك ” فتلك طامة كبرى ومشكلة مجتمعية تقف حجر عثرة في نجاح هذا المشروع التعليمي ، وغيره من المشروعات والخطط التي تتبعها الدولة لحماية المجتمع وتقليص حجم انتشار الوباء ..

…. اذا لم يفعّل “التعليم عن بعد” في تلك الفترة الوبائية الحرجة المباغته ، فأين البديل إذن !! هل يدمج ماتبقى من الشهور للسنة القادمة ويشكل عبء على المتعلمين وتنسى المناهج،؟ هل تلغى الدراسة لهذا العام ويمكث الطلبة في البيت بشهادة نجاح شمولية باختلاف المستويات والقدرات التعليمية ومعه يفقد الانصاف والعدل في تقدير المستوي ،، كما سيؤدي الى التبلد الذهني.المعرفي ونسيان ونسف ماأخذ مسبقا ،، وهذا ما عرجت عليه إحدي الدول الشقيقة في تعطيل التعليم الإلكتروني وتعطيل الدراسة لمدة سبعة أشهر ولقي استنكارا وتضجرا كبيرا باعتباره ضرار بمستقبل الطلبة وبالمحصلة الدراسية للعام والتي ستذهب في مهب الريح ،ولم يستفد منها اذا لم توجد آلية أوطريقة تمكنهم من التحصيل العلمي ومراجعة الدروس .،

… لذلك في هذه الظروف ” التعليم عن بعد” ” أوالتعليم الألكتروني ” نجاحه مسئولية مجتمعية مشتركة ، أولياء الأمور يتحملون مع الوزارة المسئولية في الدعم التعليمي لأبنائهم، وفيما يتفق ومصلحتهم في التنوع الذي حققته الوزارة لتلقي المناهج من خلال المنصات الرقمية والبرامج و القنوات التعليمية ، ولجميع المراحل ، وضرورة توفير بيئية منزلية ملائمة وضرورة تغيير النمط السلوكي وقت الأزمات لمواجهتها

والتغلب عليها ،دون تفعيل الطاقة السلبية والاحباطية والاتكالية من أجل تسيير التعليم الأفتراضي بكل نجاح واستكماله لهذا العام ، ليس مساندة للوزارة فحسب بل مساندة للدولة التي لم تأل جهدا في توفير جميع السبل لمكافحة ” وباء كورونا” وتوجهها في شمولية تفعيل النظام التعليمي الألكتروني في جميع مدارس وجامعات الدولة ،ولاننسى قول الشاعر أبي القاسم الشابي :

من لايحب صعود الجبال …. يعش أبد الدهر بين الحفر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى