عام بلا حج.. كيف يمكن أن يؤثر ذلك على السياسة السعودية؟

يبدو ان سياسات الحجر الصحي والإغلاق الكامل أو الجزئي في السعودية سوف تستمر لعدة شهور قادمة، ما يعني أن إعلان وزير الحج جاء في إطار التمهيد لإلغاء تنظيم موسم الحج، وفقا لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المحلل السياسي السعودي “شاهر النهاري”.

ويقود هذا الترجيح إلى تساؤلات حول التداعيات المتوقعة لعام بلا حاج على السعودية، تزامنا مع تهاوي أسعار النفط بشكل غير مسبوق تاريخيا، وما فرضته أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) من إغلاق كلي للبلاد.

فمن الناحية الاقتصادية، يعتبر الحج شديد الأهمية بالنسبة للرياض، ليس من ناحية نسبة ما يمثله من إيراد قياسا إلى مجمل الميزانية (حوالي 1.5%)، بل من حيث ضخه لنحو 12 مليار دولار سنويا في الاقتصاد الاستهلاكي، وهو رقم له تأثير كبير على اقتصاد المملكة، ناهيك عن كون المملكة كانت تخطط لرفع حجم اقتصادات الحج والعمرة إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2022 عبر الاستثمار في إنشاء فنادق ضخمة حول الحرم المكي وفق ما جاء في رؤية “السعودية 2030” التي يتبناها ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان” وتستهدف تنويع موارد المملكة وإخراجها من دائرة الاعتماد الأحادي على النفط كمورد رئيس.

ومن الناحية السياسية، يعد الحج رمزا لزعامة المملكة الإسلامية القائمة منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ومتسندا لهيمنتها التاريخية على منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي لاحقا)، وبابا لنشر الفكر السلفي السعودي وإقامة علاقات مع كبار ممثلي العالم الإسلامي خلال موسم إقامة الشعيرة المقدسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى