ماذا سيحدث للسعودية لو توقف النفط؟ لم يعد هذا السؤال ضرباً من الخيال أو أمراً مستحيل الحدوث، فالمؤشرات كلها تصبُّ في هذا الاتجاه بالفعل، لكن السبب ليس فقط وباء كورونا الذي يمكن اعتباره القشة التي قصمت ظهر البعير، فهناك سلسلة طويلة من المغامرات غير المحسوبة أقدم عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أدت لتآكل الاحتياطات النقدية للمملكة بسرعة البرق.
الكاتب البريطاني ديفيد هيرست نشر مقالاً في موقع ميدل إيست آي البريطاني بعنوان: “السعودية: ماذا لو توقف النفط؟”، ألقى فيه الضوء على الوضع الاقتصادي للمملكة منذ وصول الملك سلمان وولي عهده للسلطة حتى الآن، وتداعيات ذلك على المنطقة بأسرها وليس السعودية فقط.
في فترة ما بعد النفط، سيفقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سلطانه على الناس في بلاده، لكن انهيار الاقتصاد السعودي نذير شؤم على المنطقة بأسرها، ولم يعد بإمكان ولي العهد أن يتدثر برداء الشباب أو انعدام الخبرة، فقد فات ذلك الزمن وما تراه الآن هو ما سيستمر؛ فإساءة الحكم، والأخطاء والحرب التي ارتبطت به كولي للعهد ستلازمه وهو ملك.
ان كل مخزون ولي العهد من فن إدارة الدولة كان محل استعراض في المكالمة العاصفة التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية اجتماع أوبك الشهر الماضي، والتي انتهت بحرب أسعار كارثية بين المملكة العربية السعودية وروسيا.
ان بإمكان محمد بن سلمان أن يرى بنفسه كم كانت خطأً فادحاً تلك المكالمة، فقد انهارت أسعار النفط، ومرافق التخزين ستمتلئ سريعاً، ولذلك ستجد شركات النفط نفسها مضطرة لأن تغلق الآبار.
ويمثل قطاع النفط والغاز ما يصل إلى 50% من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة، و70% من إيرادات صادراتها. كل هذا تبخر للتوّ. وكما سيخبرك أي شخص قابل بوتين، بإمكانك أن تساوم بكل ما لديك من قوة مع الرئيس الروسي، كما يمكنك أيضاً أن تكون في الجانبين المتقابلين من حربين إقليميتين، في سوريا وليبيا، ومع ذلك تحتفظ بعلاقة نافعة، كما يفعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.