لم تعد نية دول الحصار للقيام بعمل عسكري مخفية أو غير واضحة فالكل يعلم ان ما تضمره دول الحصار للقيام بهذا العمل الغادر ليس محل شك حتى جاء تصريح سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في 8 سبتمبر 2017 عن نجاح الكويت في وقف أي عمل عسكري ضد قطر ليكشف المزيد من الحقائق والأهداف والغايات الخبيثة التي كانت تخطط لها دول الحصار..
لكن الأمر الذي يستدعي الاشارة اليه في هذا الصدد يتمثل في الدور التركي الكبير الذي أجهض هذه النية الخبيثة من خلال سرعة التحرك وتأكيد الوقفة التضامنية مع قطر ودرء العدوان عنها بالأفعال وليس بالأقوال .
لقد جاء التحرك التركي لدعم قطر وتعزير موقفها في مواجهة الخطط الغادرة لدول الحصار في وقت لم يعد خافيا على أحد ما رآه الجميع من أطماع وأحقاد وغايات ما كانت لتحقق أو تنفذ إلا بالاتهامات الكاذبة ضد قطر وشيطنتها ومن ثم حصارها.
والمضحك في هذا الصدد ، ان دول الحصار أصدرت يومها بياناً يحوي تكذيباً لأمير الكويت، ويفتقد لقواعد اللباقة الدبلوماسية المتعارف عليها في الأزمات السياسية، حيث اعتبره كثيرون سقطة جديدة، وخطوة أخرى تكشف مدى معاناة دول الحصار من الارتباك منذ بداية الأزمة الخليجية، وما تلاها من إجراءات ضد قطر.
الى ان كشفت مجلة فورين بوليسي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “رفض بشدة” خلال مكالمة هاتفية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز في 6 يونيو 2017 مقترحاً بغزو قطر، أي بعد يوم واحد على قطع دول الحصار علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرض الحصار عليها بإغلاق كافة المنافذ الجوية والبحرية والبرية.
ونوهت فورين بوليسي بالدور التركي بقياد الرئيس رجب طيب أردوغان المتمثل في الوقوف إلى جانب قطر ورفض الحصار المفروض عليها، فضلاً عن تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعها البلدان عام 2014 والتي تم بموجبها إرسال قوات عسكرية إلى القاعدة التركية في قطر.
ان الوقفة التركية لنصرة الحق القطري في الدفاع عن أرضه وترابه وسيادته قد سبقتها جملة من الاتفاقيات والتنسيق العسكري التركي القطري في مختلف القضايا ومنها الدفاعية والأمنية والعسكرية .
فالتاريخ يسجل لتركيا الشقيقة ورئيسها أردوغان جملة من المواقف الشجاعة حيث كان عضيد تميم المجد قد صرح من الدوحة أنه “لا فرق بين أمننا (تركيا) وأمن قطر”، وكانت هذه التصريحات يومها رسالة إلى “المطالبين بإغلاق القاعدة التركية في قطر”، قال فيها إن هؤلاء “لا يعلمون أن الأتراك أصدقاء قطر في وقت الشدة”، كما أنهم لا يدركون أن قطر وقفت مع أنقرة في “لحظات عصيبة”.
ووفقا لتصريحات الرئيس التركي، فإن وجود القاعدة العسكرية في قطر (قاعدة خالد بن الوليد) “ليست نتيجة لعقلية الهيمنة القائمة على المصالح”، إنما هي “أنموذج لروح الصدق والإخلاص في علاقات الدول”، وهدفها الأساسي هو “الاستقرار والسلام بمنطقة الخليج برمته، وليس بقطر وحدها”.
والجميع يذكر كيف ان تركيا أرسلت قواتها إلى قاعدة العديد العسكرية الجوية في قطر لمواصلة التدريبات الميدانية بين البلدين ضمن اتفاقية الدفاع المشتركة بين الدوحة وأنقرة عام 2014, والتي تهدف إلى رفع القدرات الدفاعية ودعم جهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
علما ان البرلمان التركي كان قد أقر الاتفاقيات المتعلقة بتعزيز التعاون العسكري بين تركيا وقطر والتي أبرمت أواخر عام 2015 وعدلت في نوفمبر 2016، وهي تمنح تركيا حق إقامة قواعد عسكرية في قطر ونشر قوات عسكرية يتم تحديد حجمها بتوافق البلدين.
ولهذا فان حقائق التاريخ تثبت ان تركيا سجلت وقفة مشهودة في نصرة قطر والوقوف بوجه نواياهم الخبيثة في القيام بعمل عسكري غادر وان كل قطري يحفظ لتركيا وقيادتها هذه الوقفة الشجاعة التي تغيظ أعداء قطر وتركيا من دول الحصار وغيرهم .