تفاصيل اتفاق قطر وتركيا لتأمين المطارات الأفغانية

ذكر موقع الشرق أن البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، قد أوضح أن اجتماعات ومشاورات جمعت مسؤولين قطريين وأتراكا في الدوحة قبل التوجه إلى العاصمة الأفغانية كابول لمناقشة اتفاق رسمي لتشغيل مطار العاصمة الأفغانية مع الحكومة الانتقالية التي تحكم البلاد حاليا بأفغانستان، في ضوء إعلان تركيا أنها مستعدة لتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي بكابول بالتفاوض حول الخدمات والمطالب الأمنية. ويكتسب مطار حامد كرزاي الدولي بكابول أهمية في كونه الرابط الجوي الرئيسي لأفغانستان غير المطلة على بحار، بالعالم في وقت يواجه فيه الملايين في الدولة أخطارا إنسانية عديدة خاصة في فصل الشتاء قارس البرودة. وكانت شركتان قطرية وتركية وقعتا مذكرة تفاهم بشأن إدارة خمسة مطارات في أفغانستان، من بينها مطار حامد كرزاي، وفي هذا الإطار سيقدَّم مقترح للحكومة المؤقتة لأفغانستان عبر عروض مشتركة بتنسيق بين موفدي الدوحة وأنقرة، ومناقشة القضية المهمة والتي من الممكن عن تسفر عن شراكة قطرية تركية في إدارة وتأمين المطارات الأفغانية، يأتي ذلك في ضوء الدور المحوري الذي لعبته قطر في أكثر من ملف على الصعيد الأفغاني لاسيما في المساعدة على تشغيل مطار كابول والمساعدات الإنسانية واللوجستية.

يقول البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه: إن مهمة تشغيل مطارات أفغانستان تعد حيوية للغاية في خضم التحديات العديدة التي تمر بها البلاد الأفغانية، وفي حين تقوم قطر بدور محوري في العمليات التشغيلية لمطار كابول الرئيسي، كانت تركيا تقدم استعدادها حتى من قبل انسحاب القوات الأمريكية فيما يتعلق بالخدمات التأمينية والتشغيلية للمطارات الأفغانية.. وبفضل الثقة الإيجابية التي تحظى بها قطر تحظى من الحكومة الانتقالية الجديدة خاصة دورها المهم في المشهد الأفغاني على الصعيدين الإنساني واللوجيستي، شهدت الفترة الماضية مباحثات مشتركة بين قطر وتركيا وأمريكا من أجل أوضاع المطارات الأفغانية في ضوء تضاؤل عدد الرحلات الجوية بالبلاد أمام عدد الرعايا المتعاونين مع أمريكا أو الراغبين في مغادرة البلاد أو حتى ما يتعلق مستقبلياً بإتاحة المساعدات الإنسانية بصورة أكثر إنجازاً بدلاً من تركيزها في مطار كابول الرئيسي مما يزيد من المخاوف الدولية من وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها أو تركيزها في العاصمة التي تختلف في امتداد نفوذها الواقعي فيما يتعلق بارتباطها بأقاليم الدولة الأفغانية الأكثر احتياجاً.. وفيما تجري العلاقات القطرية- التركية في إطار صداقة وتحالف قوي ومتماسك برز في تحديات عديدة سواء في الاضطرابات الجيوسياسية أو الدعم الاقتصادي في مواجهة العقوبات، نرى الآن مشهداً متغيراً في منطقة غرب آسيا بصورة عامة، وتوجها إيجابيا في العلاقات الأمريكية- التركية خاصة فيما يتعلق بالملف الأفغاني والتقدير الأمريكي ودول الناتو لدور تركيا طويل المدى في هذا الملف.. ومن جانب قطر تزداد العلاقات القطرية- التركية تجانساً على أكثر من صعيد، مع تراجع حرارة الضغوطات الإقليمية في إطار رغبة من مختلف الدول في بداية نهج جديد من علاقات التقارب تجمع أنقرة مع عواصم عربية عديدة.. وتشهد العلاقات القطرية دفعة جديدة متميزة كل شهر برزت بوضوح من خلال كأس العرب وأثره على مكانة الدوحة الإيجابية في محيطها العربي والإقليمي، مع تزايد البناء بثبات على مكتسبات العام الماضي، وظهور ذلك بوضوح عبر قمم مجلس التعاون الخليجي والتي كانت القمة الأخيرة لها وما سبقها وأعقبها من زيارات رسمية رفيعة تقدم رسائل بالغة الوضوح على الاتجاه الإيجابي الذي تمضي إليه الدبلوماسية التي بات الارتكان إليها من قبل مختلف الدول الإقليمية هو الخيار الأوضح والمباشر من أجل تحقيق المكتسبات والمصالح المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى