مستشار الخارجية الأمريكي: قطر تكتسب ثقة أمريكية متزايدة كحليف موثوق به

أكد السيد جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، على أن دولة قطر تكتسب احتراماً دولياً ينطلق من سرعة تفاعلها الإيجابي في الكثير من الأزمات العالمية وتحقيق مكتسبات مهمة تتسق مع منهجها الدبلوماسي في احتواء التوترات والنزاعات ودعم جهود الوساطة والمشاركة الفاعلة في النزاعات الدولية المعقدة.

وقال ريفنبلاد في تصريحات لصحيفة “الشرق” نشرتها اليوم، إن العلاقات القطرية – الأمريكية يمكن إرجاعها إلى مدى الثقة المتزايدة التي توافقت مع رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن الإيجابية بشأن استعادة التعاون مع الحلفاء الإقليميين المهمين وتفعيل أدوات التعاون الإيجابي معهم، مضيفا أن قطر برزت في هذا الصدد بما كانت تمتلكه من خط سياسات مهم وكشريك قوي وحليف تاريخي لأمريكا، وبصورة أكثر شمولاً في الملف الأفغاني سواء عبر الجسر الجوي والإمدادات والمساعدات أو الخدمات القنصلية وغيرها من عشرات الملفات المهمة مثل الوساطة واستضافة المباحثات الثنائية بالدوحة، والتنسيق الدبلوماسي وتحقيق غايات استراتيجية بعمل قطر كوكيل مباشر عبر سفارتها بكابول للخدمات القنصلية الأمريكية.

ولفت إلى أن قطر تمتلك احتراماً دولياً متزايداً وشراكة فاعلة مع المؤسسات الأممية وعلاقات إيجابية متزايدة مع الاتحاد الأوروبي، وتحظى بعلاقات طيبة مع القوى الدولية من بكين إلى موسكو إلى واشنطن وبرلين ولندن وباريس في مجالات تعاون مختلفة اقتصادية واستراتيجية.

ونوه ريفنبلاد بأهمية خطوة التشاور الأمريكي مع دولة قطر بشأن الإمدادات القطرية من الغاز الطبيعي وسبل ضخها إلى أوروبا في حال تحركت روسيا التي حشدت قواتا تقدر بـ 100 ألف جندي على الحدود الشمالية والجنوبية من أوكرانيا، وخاصة أن 40 بالمئة من الاحتياجات الأوروبية من الغاز توفرها روسيا، وتتزايد الحاجة لموارد الطاقة خاصة في فصل الشتاء.

وقال مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، “إن قطر تستفيد بكل تأكيد من قوة العلاقة التي طورتها مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تأمين عقود مهمة وإيجابية في السوق الأوروبي الهائل وتوفير إمدادات الطاقة، وتطوير أدوات مباشرة تسهل من عملية شحن الإمدادات، مضيفا أن الإنتاج القطري الضخم من الغاز الطبيعي المسال وخطط التوسعات التي تجريها في حقل الشمال يجعل قطر تتحكم في قدرتها الإنتاجية السنوية بشكل يمكن من توفير أي احتياجات مطلوبة، وعلى سبيل التعاون والشراكة ستتطور العلاقات القطرية- الأمريكية والأوروبية بدفعة جديدة إيجابية، كشريك وحليف موثوق به عند الحاجة”.

وأوضح أنه فيما تتحكم روسيا التي تعد بجانب قطر وأستراليا من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، إلا أن قطر بمعزل عن المنافسة الروسية فعقود الشركات القطرية مع كوريا واليابان والصين وآسيا ممتدة بصورة كبيرة فلا تضخ سوى نسبة 5 بالمئة فقط في الأسواق الأوروبية من احتياجات الغاز، بينما في المقابل تعتمد الدول الأوروبية في احتياجاتها من الغاز بنحو 40 بالمئة من الغاز الروسي، وإذا ما وقع أي حراك عسكري بين روسيا وأوكرانيا، ستتأثر بكل تأكيد تلك العقود المبرمة في الوفاء بالالتزامات من موارد الطاقة من الغاز جراء ردود الأفعال الأمريكية والأوروبية تجاه روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى