وسائل إعلام عالمية: الدوحة تشهد خطوة مهمة للمصالحة التشادية

أعلنت صحيفة تشاد أنفو أن رئيس الوزراء الانتقالي، باهيمي باداكي ألبرت، يحضر مفاوضاتِ السلام التشادية على رأس وفد كبير. وبحسب البيان الصحفي لرئيس الوزراء، فإن رئيس الوزراء التشادي سيترأس حفل افتتاح الحوار التمهيدي بين ممثلين للمجلس العسكري الانتقالي والحركات المسلحة في تشاد الذي تستضيفه الدوحة اليوم من أجل تحقيق السلام والاستقرار وبحث نقاط الخلاف بطرق سلمية من أجل المصالحة الوطنية التي تتطلع إليها تشاد. كما أعلنت جبهة التغيير والوفاق في تشاد (حقيقة) في بيان صحفي عن مشاركتها في الحوار التمهيدي 2022 في الدوحة وجاءت مشاركة «فاكت» في الحوار التمهيدي، بحسب بيانهم، تماشياً مع التزاماتها تجاه الشعب التشادي والمجتمع الدولي «بجعل الحوار الصادق والشامل طريقته المفضلة لحل النزاع». كما تقدمت الجبهة بالشكر للسلطات القطرية لاستضافتها الاجتماعات.
ويرجع دور الوساطة القطرية في تشاد التي تعاني من كثرة النزاعات إلى عام 2009، خاصة بعد توقيع “اتفاق الدوحة”، المعروف أيضًا باسم “اتفاق دارفور”، وسط توترات بين الخرطوم ونجامينا، على أثر الاتهامات المتبادلة بدعم الجماعات المتمردة وهجمات المتمردين داخل أراضيهم. وجرت العديد من المباحثات السياسية بين قطر وتشاد، وأيدها الاتحادان الإفريقي والأوروبي وفرنسا، وكانت هناك اجتماعات عديدة للتحضير لهذه المحادثات.
وكانت وزارة الخارجية عقدت اجتماعًا تنسيقيًا الأربعاء الماضي، مع عددٍ من السفراء المُعتمدين لدى الدولة، حول استضافة الدوحة مفاوضات السلام التشادية المزمع برئاسة سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات الذي أكدَ حرصَ دولة قطر على تحقيق السلام والاستقرار في تشاد وبذل مساعيها الحميدة في هذا الصدد.
محادثات مصيرية
قال موقع المونيتور البريطاني، إن المحادثات التشادية تهدف إلى إقناع الجماعات المسلحة بالانضمام إلى «حوار وطني» حول مستقبل البلاد المضطربة. وستكون المحادثات التمهيدية لحظة مهمة للهدف المعلن للرجل القوي محمد إدريس ديبي إتنو المتمثل في إعادة حكومة منتخبة إلى تشاد. وتعد محادثات الدوحة مرحلة حاسمة في خطط ديبي لـ «حوار وطني شامل» يقول إنه سيعمل على استقرار الأمة ويمهد الطريق لاستعادة الحكم المنتخب. بدورها أبرزت إذاعة فرنسا الدولية أهمية محادثات الدوحة لضمان استقرار الأمة وتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات التي وعد بها ديبي، وهو جنرال يبلغ من العمر 38 عامًا، ترأس المجلس العسكري. عندما توفي والده إدريس ديبي إيتنو، الزعيم ذو القبضة الحديدية الذي كان في السلطة لمدة 30 عامًا، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في القتال ضد المتمردين في شمال البلاد.
بعد إقالة الحكومة وحل البرلمان وإلغاء الدستور، وعد ديبي بإجراء انتخابات «حرة وشفافة» في غضون 18 شهرًا – وهو موعد نهائي، كما قال، يمكن تأجيله مرة واحدة إذا لزم الأمر.
من جهتها أبرزت إذاعة صوت أمريكا أن مفاوضات السلام التشادية تهدف إلى المصالحة بين التشاديين وتنظيم انتخابات «حرة وديمقراطية»، وعد بها محمد ديبي يوم توليه السلطة، في غضون 18 شهرًا قابلة للتجديد مرة واحدة. هذا الالتزام هو الذي مكّن المجتمع الدولي – بقيادة حليف فرنسا. فيما طالبت الجماعات المسلحة كشرط مسبق، على وجه الخصوص، برد ممتلكاتهم، والعفو العام، والإفراج عن «أسرى الحرب»، وهو ما بدأ المجلس العسكري بفعله لكنه ما زال يستبعد العديد من الأسماء، ولا سيما أعضاء الحقيقة.
في الدوحة، ذكر دبلوماسيون أن المجموعة المشاركة في الاجتماعات تصل إلى أكثر من 130 مشاركا. مع وجود العديد من الأصوات المعارضة بين الجماعات المتنافسة والمتعادية، وستكون المفاوضات صعبة ودقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى