طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من قطر زيادة إنتاج الغاز “من أجل إقامة العدالة”، محذراً من مخاطر يراها في “هيمنة روسيا” على إنتاج الطاقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها زيلينسكي على الهواء مباشرة، اليوم السبت، في الجلسة الافتتاحية من النسخة العشرين من منتدى الدوحة، الذي يستمر يومين، وذلك تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أهمية زيادة إنتاج الوقود من أجل خفض الأسعار وتأمين حاجة العديد من الدول التي تعتمد على روسيا في التزود بالوقود، طالباً من قطر زيادة إنتاج الغاز “من أجل إقامة العدالة ومنع استخدام الطاقة للابتزاز”.
من جانب آخر قال الرئيس الأوكراني إن ما يحدث في ماريوبول يشبه ما حدث في سوريا، في إشارة منه إلى التدخل الروسي في سوريا ودعم نظام بشار الأسد والتسبب في مجازر بين صفوف السوريين، وتدمير مدن سورية، وحصار سكانها وتجويعهم.
وأضاف أن القوات الروسية لا تسمح بدخول المساعدات لمدينة ماريوبول، مشيراً إلى أن “موسكو لم تلتزم بالضمانات الأمنية التي تعهدت بها لنا”.
ولفت الرئيس الأوكراني إلى أن “روسيا لم تعاقب بعدما استولت على جزيرة القرم”.
وشدد على أنه “يجب إصلاح المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة”، مضيفاً أن “روسيا تتفاخر بأنها قادرة على تدميرنا بأسلحة دمار شامل”.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي بالمزيد من الجهود لإعادة الأمن والاستقرار للعالم.
كما طالب زيلينسكي في كلمته الدول المنتجة للطاقة بزيادة إنتاجها لضمان عدم احتكار روسيا للإنتاج، داعياً إلى “ضخ مصادر الطاقة المختلفة للحد من هيمنة روسيا”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن على العالم مواجهة احتمال أزمة غذائية بسبب حرب روسيا على بلاده، مضيفاً: “الغزو الروسي يؤدي لحرمان دول العالم من الغذاء”، كما “يجب مواصلة الضغط على روسيا بالعقوبات حتى نضمن عدم تدميرها العالم”.
وزاد: “لا أحد يضمن حماية نفسه من الصدمات جراء تدمير أوكرانيا وهي أهم مصدري الغذاء إلى العالم، من بينها إلى الدول الإسلامية”.
وأضاف: “نحتاج إلى إصلاحات حقيقية بالمنظمات الدولية لضمان ألا تقوم الدول الكبرى بأعمال عداونية ضد دول أخرى”، لافتاً إلى أن “4 آلاف مسلم يعيشون في ماريوبول التي تقصفها القوات الروسية بشكل عنيف”.
وتابع: “بلدنا يعيش فيه مليون مسلم، وهناك قمع روسي للمسلمين في شبه جزيرة القرم، نريد ضمان أن يكون شهر رمضان المبارك من دون معاناة للأوكرانيين”.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، افتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعمال النسخة الـ20 من منتدى الدوحة الذي يستمر يومين، تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد”.
ويهدف المنتدى إلى إطلاق حوار حول التحديات الحرجة التي تواجه العالم، وتعزيز تبادل الأفكار وصناعة السياسات وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق.
ومن المتوقع أن تكون النسخة الجديدة للمنتدى، الذي يعقد حضورياً هذا العام ولأول مرة منذ بداية جائحة كورونا، هي الكبرى منذ انطلاقه، وتجمع عدداً من رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والبرلمانيين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام.
وستتمحور مناقشات المنتدى وجلساته على الشعار الرئيسي لهذا العام وهو التحول إلى عصر جديد، مع التركيز على عدد من المجالات الأساسية من بينها، التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الاستدامة وتغير المناخ.
ويُعد منتدى الدوحة الذي أطلقه الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عام 2000، منبراً عالمياً في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، كما يعد منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع.