أكد سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أن دولة قطر أسست علاقاتها مع اليونسكو على أسس وقيم مشتركة، لافتا إلى الدعم القطري والخطط والبرامج الاستراتيجية لليونسكو لتعزيز القيم والمفاهيم لتحقيق السلام والاستقرار والتعايش مع الثقافات المختلفة على أسس من الاحترام المتبادل بين الشعوب.
وقال مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة اليونسكو في حوار مع صحيفة “الراية” اليوم، “إن العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى منظمة اليونسكو، منوها بأهمية دعم المجتمع الدولي لتفعيل دور المنظمة في تعزيز الاستقرار في العالم من خلال التعليم والثقافة”.
وشدد على أن دولة قطر أسست علاقاتها مع اليونسكو على أسس وقيم مشتركة، من منطلق التوجهات والسياسات التي تبنتها الدولة منذ انضمامها إلى هذه المنظمة العريقة، كما عملت دولة قطر مع اليونسكو على تعزيز البرامج محليا وإقليميا ودوليا في كافة القطاعات في مجالات اختصاص اليونسكو، وهي: التعليم والثقافة والعلوم والاتصال والإعلام.
وأشار إلى أن دولة قطر عملت على دعم البرامج والخطط التنموية في قطاع التعليم بشكل خاص، وبالشراكة مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع و”التعليم فوق الجميع”بقيادة دولية لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، حيث تم تعيين سموها في عام 2003 مبعوثا خاصا للتعليم الأساسي والعالي في منظمة اليونسكو، وذلك اعترافا وتقديرا لجهود سموها الواضحة في دعم العملية التعليمية وحماية حق التعليم على المستوى العالمي.
ولفت إلى أن المكتب الإقليمي لليونسكو بالدوحة أحد النماذج للشراكة والتعاون بين قطر وهذه المنظمة الدولية، لتنفيذ مشاريع وبرامج ومبادرات في دول كثيرة، وتمتد إلى قطاعات التعليم والثقافة والتراث والعلوم وتمكين الشباب من الجنسين، ومواجهة التطرف والعنف.
وذكر أن منظمة اليونسكو تعمل على تحقيق السلام والأمن الدوليين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بموجب ميثاق تأسيس المنظمة المنبثقة من مؤتمر لندن في عام 1946، والذي نص على: “لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام”. من هذا المنطلق، عملت دولة قطر على دعم البرامج والخطط التنموية في قطاع التعليم بشكل خاص، وبالشراكة مع “مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع” و”التعليم فوق الجميع” .
ولفت إلى أن من أبرز ثمار التعاون المشترك بين دولة قطر واليونسكو، والشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، الجلية لجميع الشركاء الدوليين، اهتمام دولة قطر بالتعليم، الذي هو من صميم عمل اليونسكو، وأكبر مجالاتها، ويتضح ذلك من خلال الدعم الذي توفره الدولة لتطويره وتحديثه محليا وفق أعلى المعايير الدولية، كما أن هذا الاهتمام يتجلى دوليا من خلال مبادرات ومشاريع نوعية، مثل: مؤتمر القمة العالمي من أجل التعليم “وايز” و”علم طفلا” و”التعليم فوق الجميع”، الأمر الذي أتاح الفرصة لأكثر من 10 ملايين طفل وطفلة للالتحاق بالتعليم في المناطق الأكثر هشاشة وتهميشا في العالم، لا سيما مناطق النزاعات.
وأوضح أن دولة قطر كانت من أوائل الدول الداعمة التي تعاونت مع اليونسكو، لدعم التعليم في بيروت من خلال مبادرة صندوق قطر للتنمية ومؤسسة التعليم فوق الجميع، لإعادة تأهيل المدارس المدمرة، وإعادة تشغيل العملية التعليمية للطلبة والطالبات الذين حرموا من حقهم في التعليم، وذلك استجابة لحملة بيروت التي انطلقت بعد انفجار ميناء بيروت في أغسطس 2020.
ولفت سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى “اليونسكو”، إلى أنه بقيادة الدبلوماسية القطرية اعتمدت الأمم المتحدة في نيوريوك في يونيو من العام 2020، المقترح القطري بضرورة اتخاذ إجراءات لحماية الحق في التعليم من الهجمات في أوقات الطوارئ والنزاعات، وأعلنت عن اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، الذي يوافق 9 سبتمبر من كل عام، معتمدة قرارا يؤكد حق التعليم للجميع وأهمية ضمان بيئة تعلم آمنة ومواتية في حالات الطوارئ الإنسانية، وهو ما يتفق مع استراتيجيات وأهداف اليونسكو والقانون الدولي والإنساني.
وتابع، أن العالم يشهد ثمار هذه الشراكات على أرض الواقع، حيث نظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع في 9 سبتمبر الماضي وبحضور السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو اجتماعا مهما، بحث آليات حماية التعليم في ظل النزاعات، حيث أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مشروعا مشتركا بين مؤسسة التعليم فوق الجميع واليونسكو يهدف إلى وضع آليات رصد للهجمات على التعليم وجمع البيانات التي تثبت وقوع هذه الاعتداءات، وذلك من خلال الشراكة مع جامعة هارفارد، وهذا المشروع هو الأول من نوعه لتأسيس آليات رصد وتوفير الإحصائيات الدقيقة.
وأوضح أن دولة قطر قامت بدعم منظمة اليونسكو من خلال دعم المؤتمر الوزاري في اليونسكو لوزراء التعليم، لمكافحة خطاب الكراهية من خلال التعليم، وهو مؤتمر لبحث الطرق المناسبة لإصدار التوصيات والبرامج الدولية بهدف طباعة إصدارات إرشادية موجهة لدول العالم، توضح طرائق مكافحة العنف بجميع أنواعه، من خلال المناهج الدراسية والتعليمية.
ولفت سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة اليونسكو إلى أن تنظيم كأس العالم FIFA قطر 2022، سيكون حدثا تاريخيا ليس فقط لدولة قطر بل للمنطقة العربية، وللعالم.
وفي سياق استضافة دولة قطر هذا الحدث التاريخي قال “منذ 2010 بدأت دولة قطر بالاعتماد على الشباب وترسيخ دور الرياضة في التنمية وفي إرساء السلام العالمي من خلال الرياضة، كما نسعى في دولة قطر لأن يكون لهذه البطولة إرث تاريخي للعرب ومنطقة الشرق الأوسط، لذا تولي دولة قطر اهتماما كبيرا لهذا الجانب، وذلك بما تلعبه الرياضة من دور في تعزيز القيم الأساسية لبناء الحوار الثقافي الإيجابي بين الثقافات، ومد جسور التواصل بين الشعوب على مبدأ الأخوة والاحترام”.
وشدد على أن كأس العالم FIFA قطر 2022 ستكون هي المرة الأولى التي تقام فيها بطولة كرة القدم الأضخم في العالم على أرض عربية، كما ستكون بطولة كأس العالم لكرة القدم الأولى من حيث تقارب المسافات بين الاستادات، الأمر الذي سيجعل من السهل على المشجعين حضور مباراتين في يوم واحد. كما ستمنح عشاق كرة القدم كامل الراحة وحرية الاختيار، ليشكل كل منهم تجربته الخاصة في هذه البطولة الاستثنائية بكل المقاييس.
ولفت إلى أن قطر أعطت الأولوية للثقافات والتقاليد العربية في اختيار تصاميم الاستادات الثمانية المضيفة لنهائيات كأس العالم 2022، فأصالة العرب هي المضيف الأشمل للمونديال، لتكون البطولة فخرا لكل الوطن العربي.
وفي رده على سؤال حول الجهود القطرية لحماية المقدسات الفلسطينية بالتعاون مع اليونسكو، قال سعادته “من منطلق الشراكات ودعم منظمة اليونسكو حاليا، تقوم دولة قطر بدعم كافة الجهود لجميع القضايا الإنسانية النبيلة، من خلال دعم كافة القرارات والإجراءات التي تصدر من المؤتمر العام والمجلس التنفيذي بالتنسيق والعمل المشترك مع المجموعة العربية في المنظمة، ومن أهمها، قضية القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبتوجيهات القيادة الرشيدة تدعم دولة قطر القرارات الدولية للحفاظ على المؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداء صارخ على هذا التراث العربي والإسلامي والإنساني”، وفي هذا السياق هناك تنسيق مشترك للمجموعة العربية للدفاع عن القدس الشريف من خلال القرارات والإجراءات لدى اليونسكو.