تتجه تركيا لتقليص مشكلات الخارجية، وخطا الرئيس رجب طيب أردوغان الخطوة الأهم في طريق إستعادة العلاقات مع الدول العربية ، وذلك عبر زيارته المملكة العربية السعودية حيث كانت اللقاءات التي أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان في جدّة بمثابة تتويج لجهود من المفاوضات واللقاءات المُعلنة وغير المُعلنة بين مسؤولي البلدين، وتبادل الرسائل السياسية الإيجابية من أجل وضع حد للتوتر الذي ساد علاقات البلدين في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول قبل أربع سنوات.
وتسليم الملف إلى القضاء السعودي. خطوة تحسب للجانب التركي منعا من ابتزاز ادارة بايدن لهذه القضيه تجاه المملكه وولي عهدها الذي ليس على وفاق وانسجام مع أدارة بايدن، سُرعان ما استجاب الجانب السعودي لهذه الخطوة التي كانت منتظرة عبر توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس أردوغان لزيارة المملكة، وتدشين مرحلة جديدة في العلاقات.
منذ اندلاع أزمة خاشقجي في 2018، ، حقيقة أنّ الأزمة السعودية التركية كانت تكمن في العداوة التي تسبّبت بها أزمة خاشقجي مع إنهاء الأزمة الخليجية التي كان التحالف التركي القطري أحد أسبابها الرئيسية، ثم دخول أنقرة في مفاوضات لإنهاء القطيعة مع مصر في مايو/ أيار من العام الماضي، وما أعقبها من إبرام مصالحة مع الإمارات توّجت بزيارة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، أنقرة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. مهّدت هذه التطورات الطريق للوصول إلى هذه المرحلة بين السعودية وتركيا. على غرار الأرضية التي استندت إليها تركيا والإمارات في عملية إصلاح العلاقات بينهما، وهي التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، فإنّ عملية المصالحة التركية السعودية تتبع النهج نفسه الذي تكمن أهميته في أنه سيعمل على إعادة ترميم الثقة السياسية على مستوى القادة. تعتزم المملكة، في الوقت الراهن،على إنهاء الحظر السعودي ، المفروض على الصادرات التركية، ، بعدما تراجعت خلال السنوات الماضية، فضلاً عن إعادة الزخم للاستثمارات السعودية في تركيا، وهو أمر يكتسب أهمية للرئيس أردوغان الذي يسعى إلى دفع اقتصاده بلاده ، مع اقترابه من انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة العام المقبل. في المقابل، سيُتيح هذا النهج للسعودية استكشاف مدى عمق التحوّل الخارجي الذي تسلكه أنقرة في علاقاتها الإقليمية،ولا سيما على صعيد التعاون الإقليمي، وهو حاجة ملحّة للرياض وأبوظبي اللتين تبحثان عن تنويع خياراتهما الخارجية، لمواجهة التداعيات التي يُحدثها تراجع العلاقات الخليجية الأميركية، واتجاه واشنطن إلى تقليص التزاماتها الأمنية تجاه منطقة الخليج، فضلاً عن تقدّم المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية.
بالنسبة للسعودية اليوم تتحدث مراكز أبحاث امريكيه وماكشفه موقع “الحرة” أن هناك تفاهمات عسكريه بين الرياض وأنقرة، عدا عن التفاهمات الإقتصادية، والتجارية ، تتحدث هذه المصادر عن أمكانية تطوير نظام الدفاع الجوي “كبان ” الذي أثبت فعاليته في العراق في العمليات العسكرية التركيه وطلبته فنزويلا، إمكانية تصنيع وتطوير هذه الصناعه على الأراضي السعودية ، بالنسبة للسعودية ، فإن الاستجابة للانفتاح التركي عليها ستدفع أنقرة إلى الابتعاد بشكل أكبر عن الإخوان المسلمين، وبالتالي زيادة عزلة تيار الإسلام السياسي على المديين القريب والبعيد.
رغم أن الجانبين، يتحدّثان عن بدء حقبة جديدة في العلاقات، أن هذا التقارب لن تنحصر نتائجه في مستوى العلاقات الثنائية، بل يشمل تعاوناً على المستوى الإقليمي. ظهور تركيا اليوم كقوة إقليمية في الشرق الٱوسط بعد نجاحاتها في سورية وأذربيجان يحتم على المملكة التعامل معها من منطلق المصالح المشتركة للبلدين بما يخدم شعوب المنطقة، في ظل سيطرة إيران على سوريا وتهديد الخليج وتواطؤ الغرب معها وعدم وجود ضمانات غربية، بكبح السيطره الإيرانية على المنطقة .