أكد تقرير نشره موقع راديو فرنسا الدولي أن الغاز القطري سيكون أداة تأثير جديدة في الشرق الأوسط خاصة وأن الحرب في أوكرانيا ضاعفت الطلب الأوروبي على الإنتاج القطري. وبين التقرير أن هذه العقود ستكون محركا جديدا للاقتصاد القطري وستعززعلاقات التعاون الإستراتيجي بين الدوحة والدول الأوروبية مشيرة إلى أن مجموعة العقود التي تم توقيعها مع بريطانيا وألمانيا تبرز أهمية العمل المشترك في تحقق أمن الطاقة في العالم.
وطرح تقرير الإذاعة الفرنسية تساؤلا حول قدرة قطر في أن تصبح واحدة من الموردين الأوروبيين المفضلين للغاز الطبيعي المسال، كما قال المفوض الأوروبي تيري بريتون قبل أيام قليلة؟ موضحة أن قطر تمتلك ثالث أكبر احتياطي في العالم وتتخصص في تطوير إنتاج الغاز الطبيعي المسال ولديها خطط هامة وكبيرة لمشروعات التوسع في الإنتاج كما أنها تمتلك استثمارات في محطات أمريكية وفي عدد من دول العالم. كما أن الدوحة تريد تأمين عقود أطول والاستثمار في المحطات على الأراضي الأوروبية.
وتوقع التقرير أن تصبح قطر أحد أكبر موردي الغاز في أوروبا لتكون من أكبر الرابحين من تداعيات الحرب في أوكرانيا. وتضاعفت الأسعار أربع مرات في عام 2021، وتضاعف السعر الفوري في عام واحد. وانخفض حجم الصادرات القطرية بشكل طفيف منذ بداية العام لأسباب تتعلق بالصيانة. لكنها تطورت من حيث القيمة بسبب هذا الارتفاع في الأسعار. ومدفوعا بهذا التحسن، يتوقع البنك الدولي أن يبلغ النمو في الدوحة 4.9٪ هذا العام وهو رقم قياسي منذ عام 2015.
وقال التقرير إن الحرب في أوكرانيا رفعت طلب الدول الأوروبيية لدفعة جديدة من الغاز، إنه محرك جديد للاقتصاد القطري الذي سيستفيد لبضعة أشهر أخرى من تأثير كأس العالم الحدث المقرر عقده في نهاية العام. وتساءل التقرير: هل يمكن لقطر أن تصبح واحدة من الموردين الأوروبيين المفضلين للغاز الطبيعي المسال، كما قال المفوض الأوروبي تيري بريتون قبل أيام قليلة؟
تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي في العالم وتتخصص في إنتاج الغاز الطبيعي المسال. وكانت الدوحة المصدر الرئيسي في العالم منذ عام 2015، متقدمة على الولايات المتحدة وأستراليا، وهما دولتان لحقت بهما الآن. هذا الغاز الطبيعي المسال هو بالضبط ما يبحث عنه الأوروبيون الآن للتخلص من اعتمادهم على الغاز الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب. وقد بدأت ألمانيا، أكبر مستورد أوروبي للغاز الروسي، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وبلجيكا، والمملكة المتحدة مناقشات للحصول على فائض من الشحنات القطرية في أسرع وقت ممكن، لكن علينا الانتظار، لأنه في الوقت الحالي يتم تصدير 90٪ من الغاز المستخرج من قطر إلى آسيا بموجب عقود طويلة الأمد. وقد وعدت قطر ألمانيا بتسليم أول دفعة في عام 2024.
*زيادة الإنتاج
كما أشار تقرير الإذاعة الفرنسية إلى أن الغاز المستغل في تكساس من قبل شركة قطر للطاقة يتم إرساله بالسفن إلى ألمانيا. وفي الوقت الحالي، تعد الولايات المتحدة إلى حد كبير المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. ولتحقيق زيادة حقيقية في الشحنات القطرية إلى أوروبا، سيكون من الضروري الانتظار حتى عام 2027. عندما تنتهي الدوحة من العمل في توسيع حقل الشمال في مياه الخليج، حيث ينتظر أن يزداد إنتاجها بنسبة 60٪ ويمكن أن يذهب نصف الإنتاج إلى أوروبا بسعر معقول في ظل الظروف التي لا تزال قيد التفاوض.
وأضاف التقرير: ألمانيا تريد توقيع عقد لمدة عشر سنوات مع قطر. تريد الدوحة تأمين عقود أطول والاستثمار في المحطات على الأراضي الأوروبية لضمان وحدات إنتاج مستقرة. وزير الاقتصاد الألماني لديه أجندة أخرى في الاعتبار، ألا وهي تطوير مصادر الطاقة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وهذا هو السبب في أن ألمانيا لم تخطط لبناء محطات على أرضها، ولكنها تخطط للحصول على منشآت عائمة. وأضاف التقرير: تم توقيع اتفاقية مسبقة في مجال الطاقة بين دولة قطر والمملكة المتحدة، ويتعلق الأمر بشكل أساسي بتوريد الغاز والهيدروجين. بالإضافة إلى ذلك، استثمرت قطر في محطات في فرنسا وبلجيكا وإنجلترا لنقل المزيد من الغاز الطبيعي المسال في أوروبا. الدوحة لديها مصلحة في إيجاد أرضية مشتركة للتعاون مع الأوروبيين وتقوية اقتصادها.