أكد موقع فير أوبزرفر الأمريكي أهمية تعزيز الحوافز الرئيسية للتعاون بين الولايات المتحدة وقطر، مبرزة أنه توجه ذو أهمية كبيرة للمنطقة. وأوضح التقرير أن قطر أيضا تلعب دورا رئيسيا كوسيط في المنطقة في قضايا ذات أهمية استراتيجية، بما في ذلك مساعدتها الأخيرة في إعادة توطين آلاف الأفغان وقدرتها الدبلوماسية الفعالة في عدد من القضايا الحرجة. كما أن تصنيف الدوحة كحليف رئيسي من خارج الناتو له فوائد عديدة على المدى الطويل حيث يشير هذا التصنيف إلى توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، مشيرا إلى أن القدرات العسكرية القطرية ستستفيد من تقوية التعاون الدفاعي مع واشنطن وتجعلها رائدة أمنيا في الشرق الأوسط مما يخدم المنطقة والولايات المتحدة.
* تقوية التعاون
وقال التقرير: في 10 مارس 2022، صنف الرئيس الأمريكي جو بايدن قطر رسميا كحليف رئيسي من خارج الناتو. قطر هي الدولة الثامنة عشرة التي تحصل على هذا التصنيف وثالث دول مجلس التعاون الخليجي التي تحصل على هذا التصنيف بعد الكويت والبحرين.
ويأتي هذا التعيين في إطار بيان أدلى به بايدن بمناسبة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لواشنطن أواخر يناير 2022. وخلال الزيارة، أرسل بايدن خطابا إلى الكونغرس الأمريكي يشير فيه إلى نيته منح قطر تصنيف حليف رئيسي من خارج الناتو. وفي الرسالة، أقر الرئيس “بمساهمات قطر العديدة في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية”، وأقر بأن للولايات المتحدة “مصلحة وطنية في تعميق التعاون الثنائي في مجال الدفاع والأمن مع دولة قطر. “إن تسمية بايدن لدولة قطر لها أساس تاريخي. لسنوات، دعمت قطر أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة. واستضافت الدوحة وقدمت دعما كبيرا لقاعدة العديد الجوية، وانخرطت قطر مع الولايات المتحدة في قضايا ذات أهمية استراتيجية، بما في ذلك مساعدتها الأخيرة في إعادة توطين آلاف الأفغان وقدرتها على العمل كوسيط فعال في القضايا الحرجة. ويعد التصنيف أداة جديدة لتعميق العلاقات أكثر بين الولايات المتحدة وقطر في المستقبل.
ماذا يعني هذا التصنيف حقا؟
ما هي الأسس القانونية للتعيين وانعكاساته على قطر؟ أجاب التقرير: بموجب قانون فيدرالي، يتمتع رئيس الولايات المتحدة بسلطة أحادية الجانب لتعيين دولة حليفا رئيسيا من خارج الناتو بشرط أن يتلقى الكونجرس إخطارا كتابيا قبل 30 يوما على الأقل من هذا التصنيف. كما لوحظ على نحو ملائم، فإن التصنيف وحده لا يجعل قطر عضوا في الناتو، وبالتالي فإن التزامات الأمن الجماعي ومزايا الدفاع المتبادل ضروروية. بالإضافة إلى الاعتراف بالعلاقات العسكرية الوثيقة بين قطر والولايات المتحدة، فإن تصنيفها كحليف رئيسي من خارج الناتو يضمن فوائد التجارة الدفاعية والتعاون الأمني. قطر مؤهلة الآن للحصول على قروض، وأبحاث، وتدريب، وتطوير، فضلا عن الحصول على أولوية الوصول إلى المعدات العسكرية الأمريكية والقدرة على تقديم عطاءات على بعض عقود وزارة الدفاع الأمريكية.
* بناء قدرات
وأوضح تقرير الموقع الأمريكي أن بناء القدرات يعد أحد الحوافز الرئيسية للتعاون بين الولايات المتحدة وقطر، وهو أمر ذو أهمية كبيرة. يمكن لقطر أيضا أن تلعب دورا رئيسيا كوسيط في المنطقة. في ضوء ما ورد أعلاه، فإن التصنيف كحليف رئيسي من خارج الناتو له فوائد مهمة على المدى الطويل.
في الماضي، استفاد لاعبون إقليميون آخرون من هذا التصنيف. تسلط تجربتهم الضوء على أهمية العلاقة العسكرية والدفاعية لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة، لا سيما بالنظر إلى الأحداث الأخيرة. على سبيل المثال، استفادت الكويت من مبيعات الأسلحة من خلال برنامج المبيعات العسكرية الخارجية. وعزز ذلك من قدرات الجيش الكويتي وعزز أمن البلاد.
منحت إدارة بايدن مليار دولار لفيلق المهندسين بالجيش الأمريكي وشركات أمريكية أخرى لبناء مقر جديد لوزارة الدفاع في الكويت. وتمكن مبادرة التدريب، البرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكري، الطلاب الكويتيين من التدريب في المؤسسات العسكرية الأمريكية بأسعار مخفضة. كما يشير التطور الجديد بالتأكيد إلى تعاون أوثق بين الولايات المتحدة وقطر. تاريخيا، تميل هذه التعيينات إلى أن تكون مفيدة للطرفين. في حالة قطر، يعد الانخراط المتزايد مع الولايات المتحدة بتعزيز مكانتها كقائد أمني في الشرق الأوسط إفادة للمنطقة ككل.