مركز مينا أفيرز: قطر ملتزمة بمواصلة جهودها الحاسمة في بناء السلام

أبرز مركز مينا أفيرز أن انعدام الأمن الإقليمي والدولي يشكل احد التحديات لدولة قطر لأن دبلوماسيتها الذكية تحول هذه التحديات إلى فرص جديدة. وأوضح أن التزام قطر بمواصلة دورها الإقليمي والدولي الحاسم في مجالات حل النزاعات والأمن وبناء السلام يعزز مرة أخرى دورها كقوة نشطة ذات ثقل. وشدد التقرير أن قطر عززت سمعتها كشريك عقلاني وحيادي وموثوق وبرز دورها في الساحة الدولية. إن النشاط الدبلوماسي للدوحة ومكانتها الدولية المدعومين بالسياسة الخارجية النشطة، جعلا من الحاجة إلى انخراط قطر الدبلوماسي ودورها الوسيط والتصالحي في الساحة الدولية أمرًا لا غنى عنه، لا سيما في أوقات انعدام الأمن. وأوضح أن قطر كانت في العامين الماضيين، تتولى بشكل متزايد المهام الحاسمة المتعلقة بالمجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة وخارجها.

*دعم الاستقرار العالمي

قال التقرير إن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان أول زعيم خليجي يلتقي في فبراير 2022، بالرئيس بايدن منذ تولي الأخير منصبه. وخلال ذلك الاجتماع، تم تصنيف قطر كحليف رئيسي لأمريكا من خارج الناتو. كما زار صاحب السمو عدة دول رئيسية في المنطقة وخارجها. اشتملت جولات سموه على زيارة إيران وتركيا وسلوفينيا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وكذلك سويسرا. تضافرت هذه الزيارات المهمة مع تطورين حاسمين. أولاً، المفاوضات المتوقفة بين إيران والولايات المتحدة بشأن مصير الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة. ثانياً، استخدام روسيا لموارد الطاقة، وخاصة الغاز، ضد الدول الأوروبية وسط الحرب في أوكرانيا.
وتابع التقرير: أكدت جولة سمو الأمير على قدرة دولة قطر والتزامها بالعمل النشط في حل النزاعات التي لها تأثير مباشر على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
وعلى عكس الدول الأخرى التي قد ترغب في لعب دور مماثل، عززت سمعة قطر كشريك عقلاني وحيادي وموثوق دورها في الساحة الدولية. إن النشاط الدبلوماسي للدوحة ومكانتها الدولية مدعومان بالسياسة الخارجية النشطة، والنفوذ المالي، والعلاقات الأمنية، والقوة الهيدروكربونية، والتأثير الإعلامي، والاهتمام الحقيقي بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة وخارجها كل هذه العوامل جعلت من الحاجة إلى انخراط قطر الدبلوماسي ودورها الوسيط والتصالحي في الساحة الدولية أمرًا لا غنى عنه، لا سيما في أوقات انعدام الأمن. في العامين الماضيين، كانت قطر تتولى بشكل متزايد المهام الحاسمة المتعلقة بالمجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة وخارجها. على سبيل المثال، في أعقاب اتفاقية العلا في عام 2021، أعربت الدوحة عن استعدادها للعب دور الوسيط بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران.
علاوة على ذلك، في عام 2021، واصلت قطر تقليدها الطويل في لعب دور الوسيط في إفريقيا. وفي أعقاب جهود الدوحة في اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، تولت الدوحة أدوار الوساطة في عامي 2021 و2022 بين الصومال وكينيا، والفصائل الصومالية، وكذلك الحكومة الانتقالية التشادية والمتمردين التشاديين. إن الدور القطري في أفغانستان قبل الانسحاب الأمريكي وأثناءه وبعده، على وجه الخصوص، يظهر كدراسة حالة ممتازة لدور الدوحة الذي لا غنى عنه.

*الوساطة بين واشنطن وطهران

بين التقرير أن قطر تركز حاليا على إحياء المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي. إن خطة العمل الشاملة المشتركة ذات أهمية كبيرة لواشنطن وطهران والمنطقة. وزادت القيمة الحاسمة لهذه الصفقة وسط الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث ستسهل إعادة تفعيل خطة العمل الشاملة المشتركة عودة النفط والغاز الإيراني إلى السوق الدولية، وبالتالي المساهمة في جهود استقرار السوق، ومنع المزيد من الارتفاع في الأسعار، وإضعاف قدرة روسيا على تسليح موارد الطاقة ضد الغرب.
في الشهر الماضي، بدت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة على وشك الانهيار. وعلى الرغم من أن حضرة صاحب السمو أبلغ المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في مايو أن الدوحة ليست وسيطًا “رسميًا”، فقد اضطلعت الدوحة بدور تيسيري للمساعدة في خلق أرضية مشتركة بين الطرفين، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع جميع اللاعبين، انخرطت الدوحة في دبلوماسية مكوكية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران والعديد من العواصم الأوروبية.
الهدف الأساسي لجهود النوايا الحسنة في قطر هو تحفيز الأطراف على استئناف المفاوضات والمساعدة في إعادة الصفقة إلى مسارها الصحيح. في الوقت الحالي، هناك عوامل داخلية في إيران والولايات المتحدة تعرقل التقدم على هذا المستوى. وعلى الرغم من ذلك، كان المسؤولون القطريون متفائلين بشأن النتيجة النهائية. وتأكيدًا على دور قطر في هذه القضية، شكر وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، نظيره القطري خلال اتصال هاتفي معه في مايو الماضي على “دور قطر البناء في الجهود المبذولة لحل القضايا مع إيران” وكذلك مساعدتها الدبلوماسية مع إيران وأفغانستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى