المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية يؤكد مراجعة دولة قطر لسياساتها باستمرار

أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر تراجع سياساتها باستمرار عندما يتعلق الأمر بكيفية تأثيرها في العالم، وكيفية الحفاظ على أمنها القومي. وقال الدكتور الأنصاري، خلال جلسة رئيسية بمؤتمر ” لندن – القرن الثاني” الذي نظمه المعهد الملكي للشؤون الدولية /تشاتام هاوس/ في لندن، إن دولة قطر قامت بمراجعة الأحداث الإقليمية والدولية في سياساتها من حولها؛ ما أنتج شعارا جديدا للسياسة الخارجية القطرية هو “شريك دولي موثوق به”، وهو شعار يعتمد فلسفيا على نظرة دولة قطر إلى العالم والتغييرات التي تحدث فيه اليوم. وتطرق مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان: “وجهات نظر حول مستقبل النظام العالمي”، إلى ثلاثة سيناريوهات للتحولات في السياسة العالمية، قائلا في هذا الخصوص “إن العالم يمر حاليا بمسارات تؤثر فيما يمكن للقوى الصغيرة والمتوسطة في العالم، مثل قطر، أن تفعله على الساحة الدولية اليوم”. وأضاف “أعتقد أننا نمر بثلاثة مسارات، الأول هو حقيقة أن جميع القوى الكبرى والوسيطة والقوى المتنافسة حول العالم ستتحرر من قيود النظام الدولي، وسوف نفقد خصائص النظام العالمي الجديد الذي ساد العالم منذ نهاية الحرب الباردة”، لافتا إلى أن “الأمر سينتهي بنا إلى تدمير العناصر المحددة لهذا النظام السائد اليوم، وسيصبح عالما فوضويا تسوده المنافسة واتجاهات محلية نحو المصلحة المباشرة لا تفهم أو تتفهم الحاجة الدولية والوضع الدولي”. وبشأن المسار الثاني، أوضح الدكتور الأنصاري أن فكرة “الحتمية الليبرالية” ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أنه “لكي يتم قبول بلد ما واحترامه في المجتمع الدولي حاليا، فإنه يطالب بأن يكون لديه مسار نحو الديمقراطية الليبرالية بغض النظر عن المكان الذي سيكون فيه على هذا المسار”. وتابع الدكتور الأنصاري “أعتقد أن هذا سيتغير إذا مررنا بتوافق جديد في الآراء حول ماهية النظام العالمي والقيم السائدة في العالم اليوم، وهل ستظل الديمقراطية الليبرالية محركا أساسيا لهذا النظام، أم أنه سيكون نظاما عالميا أكثر شمولا من شأنه أن يقبل بعض النماذج المختلفة للتطور السياسي على أمل الحفاظ على عناصر النظام العالمي؟”، مضيفا أن “المسار الثالث هو التعامل على أساس كل حالة على حدة، حيث سيكون العالم في وضع مشابه لما كان عليه قبل الحرب الباردة عندما لم يكن هناك نظام عالمي حقيقي، وكنا نعمل على أساس محاولة حل النزاعات والحروب بالوكالة في جميع أنحاء العالم، ولقد رأينا ما ينتجه هذا الوضع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى