كشفت شبكة أمريكية عن نقاشات أجرتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لفرض إجراءات عقابية على السعودية، رداً على قرار خفض إنتاج النفط.
ونقلت شبكة “إن بي سي” الإخبارية، عن مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع، أن إدارة بايدن ناقشت إبطاء المساعدات العسكرية المقدمة للسعودية، وضمن ذلك تأخير تسليم شحنات من صواريخ باتريوت، كجزء من إجراءاتها العقابية ضد المملكة.
وأوضحت أن بعض المسؤولين العسكريين يؤيدون الفكرة، لكن آخرين يرون أن العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة والسعودية يجب أن تكون بمعزل عن أية إجراءات انتقامية.
ووفقاً للشبكة الإخبارية، “يشعر بعض القادة العسكريين بالقلق من أن تأخير تسليم صواريخ باتريوت للسعودية يمكن أن يعرّض القوات الأمريكية والمدنيين في المملكة للخطر، فضلاً عن أنه يشكل تهديداً للعلاقات الدفاعية والأمنية الإقليمية”.
وقال مسؤولون عسكريون حاليون وسابقون إنهم رفعوا القضية إلى كبار مسؤولي البيت الأبيض، وأبلغوهم ضرورة فصل العلاقات العسكرية عن باقي المسائل، وهو ما يتماشى مع ما فعلته الإدارات الأمريكية السابقة عند حصول خلافات دبلوماسية.
ونقلت عن المسؤولَين الأمريكيَّين قولهما إن عديداً من الخيارات مطروحة على الطاولة، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن ومن غير المرجح أن تكون هناك أية قرارات في المستقبل القريب.
وأشاروا إلى أن اجتماع “أوبك” المقبل المقرر في ديسمبر سيكون بمثابة نقطة التحول، وقالوا إنه في حال رفع السعوديون كميات الإنتاج بعد الاجتماع، فمن الممكن ألا تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات ضد السعودية على الإطلاق.
وقال المسؤولان: “إن هناك خياراً آخر مطروحاً على الطاولة وهو استبعاد السعوديين من أي تدريبات ومشاركات عسكرية مقبلة، كالاجتماعات أو المؤتمرات الإقليمية”.
وأشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت تناقش بعد قرار خفض إنتاج النفط مباشرة، مسائل متعلقة بوجود القوات الأمريكية في السعودية، كأعداد الجنود وما الذي يفعلونه هناك وتكلفة نشرهم في السعودية.
وذكر أحد مسؤولي البيت الأبيض أنه بينما يجري النظر في إجراء تغييرات على المساعدات الأمنية المقدمة للرياض، فإن إدارة الرئيس جو بايدن ليست في عجلة من أمرها لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
يشار إلى أن تحالف “أوبك+”، المكون من الدول الـ13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك”، بقيادة السعودية وشركائها العشرة بقيادة روسيا، قرر مطلع هذا الشهر، خفض حصص إنتاج النفط بهدف دعم أسعار الخام التي كانت تتراجع.
واعتبر البيت الأبيض أن قرار خفض الإنتاج الذي يصب في مصلحة موسكو، يعني أن الرياض قررت الوقوف إلى جانب روسيا، فيما تحاول واشنطن حرمانها من مصادر دخلها، خصوصاً في قطاع الطاقة؛ رداً على هجومها على أوكرانيا. فيما رفضت الخارجية السعودية الاتهامات الأمريكية، مشددة على أنها لا تقبل “الإملاءات”، وأن قرار “أوبك بلس” اقتصادي بحت.