شاركت دولة قطر في مؤتمر الهجرة غير النظامية، الذي عقد اليوم في روما، تحت رعاية دولة السيدة جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء في الجمهورية الإيطالية.
مثل دولة قطر في المؤتمر سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية.
وشارك في المؤتمر قادة ومسؤولون من بلدان جنوب المتوسط ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإفريقيا والاتحاد الأوروبي ومؤسسات مالية دولية.
ويهدف المؤتمر إلى تنظيم ظاهرة الهجرة، ومكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز التنمية الاقتصادية، من خلال آليات جديدة للتعاون بين الدول، لا سيما في البنية التحتية والتعليم والزراعة والبيئة والمياه والتدريب والرعاية الصحية.
وقالت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، في كلمة أمام المؤتمر، إن دولة قطر تولي اهتماما كبيرا للوصول إلى حلول دولية عملية وإنسانية شاملة لقضية الهجرة والمهاجرين، تستند إلى مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت أن دولة قطر على قناعة تامة أن الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية هي اقتصادية وأمنية بالدرجة الأولى، مضيفة أنه استنادا إلى العلاقة بين الهجرة غير النظامية ونقص التنمية، فإن دولة قطر ما تزال تستثمر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عدد كبير من البلدان النامية والبلدان الأقل نموا، ضمن صيغ التعاون الثنائي والإقليمي، من أجل بناء مجتمعات آمنة ومستقرة.
وأوضحت سعادتها أن دولة قطر كان لها تجربة مع الإجلاء من أفغانستان عام 2021، حيث وفرت للمهاجرين الأفغان الذين تجاوز عددهم المئة ألف متطلبات الحياة الكريمة لحين جمعهم مع عائلاتهم، مشيرة إلى أن دولة قطر ما زالت تواصل جهودها لإعادة الاستقرار إلى أفغانستان، كما طالبت مرارا بوجود آلية وضمانات دولية توفر بيئة آمنة للأشقاء اللاجئين السوريين، وخلق شروط وضمانات يمكن أن تسمح لهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم.
وتابعت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية أن آخر فصول المأساة في المنطقة العربية هي الحرب التي يشهدها السودان الشقيق، فمنذ أن اندلع الصراع هناك شهدنا نزوح ولجوء نحو مليون ونصف المليون سوداني على الأقل، منبهة إلى أن هذه النذر الأولى تدعونا جميعا إلى التحرك لاحتواء الأزمة قبل أن تخرج هذه المأساة عن السيطرة، لافتة في هذا السياق، إلى أن دولة قطر تعهدت الشهر الماضي بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الانسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين.
وشددت سعادتها، في ختام كلمتها، على أن الأزمات العالمية غير المسبوقة التي نشهدها اليوم، ومنها قضية الهجرة غير النظامية، والحاجة للحد من تدفقات المهاجرين غير النظاميين، تستوجب استجابة عالمية غير مسبوقة أيضا للتصدي لها من خلال معالجة الأسباب الجذرية لتلك الأزمات.