وزير التجارة التركي : نحن على ثقة من أن قطر ستنجح في تنظيم حدث إكسبو، تماماً مثل كأس العالم 2022

القى سعادة السيد عمر بولات وزير تجارة الجمهورية التركية كلمة في المؤتمر الصحفي بالعاصمة القطرية الدوحة بمناسبة مشاركة تركيا في معرض أكسبو الدوحة  2023.
 وقال في مستهلها : أرحب بكم في اجتماعنا الذي نعرّف خلاله عن مشاركة تركيا في معرض إكسبو 2023 الدوحة، الذي سيقام في الفترة من 2 أكتوبر 2023 إلى 28 مارس 2024.
 أسعد بوجودي معكم اليوم لأشارككم حماسنا بافتتاح المعرض، والتعريف بجناح تركيا وفكرته وفلسفته.
الضيوف الأعزاء
كما تعلمون، فإن معارض إكسبو، التي يتم تنظيمها منذ منتصف القرن التاسع عشر، هي معارض عالمية، تساهم في التعاون والتواصل الدولي، من خلال جمع الدول معًا على قاسم عالمي مشترك.
وإلى جانب الترويج التجاري، تساهم معارض إكسبو في التنمية الاجتماعية والثقافية على نطاق عالمي، من خلال تبادل الأفكار المستقبلية والثروات الثقافية والمشاريع والتجارب العلمية والثقافية من أجل عالم مستدام.
 ونحن في وزارة التجارة التركية، نعمل على الارتقاء برؤيتنا إلى أبعد من ذلك، من خلال إثراء عملنا في مجال التجارة الخارجية والاستثمار مع المنظمات الترويجية مثل أكسبو.
 

تاريخ مشاركة تركيا في معارض أكسبو
 
في تركيا، لدينا خبرة ومعرفة كبيرة بفضل تاريخنا الطويل من المشاركة في معارض أكسبو، والتي تشكل إحدى النقاط الرئيسية في التفاعل بين الثقافات.
 وكانت أول مشاركة لبلادنا في معارض اكسبو وفعالياته، في عهد الدولة العثمانية، بمناسبة مشاركة السلطان عبد العزيز في افتتاح معرض إكسبو العالمي بباريس عام 1867.
 وبشكل عام، شاركنا في المعارض التي تم تنظيمها منذ عام 1851، 37 مرة (17 مرة خلال الفترة العثمانية و20 مرة خلال فترة الجمهورية.)
 وفي عام 2016، قمنا بتحسين تجربتنا في هذا المجال من خلال استضافة معرض EXPO في أنطاليا لأول مرة.
 
تفخر تركيا بكونها إحدى الجهات الفاعلة الرائدة في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والتجارة، لا سيما من حيث التقدم الذي حققته، والمكانة التي اكتسبتها في المشهد التجاري والاقتصادي العالمي في السنوات العشرين الماضية. ونعتقد أن المشاركة في معارض أكسبو هي أداة فعالة جدًا لتركيا لعرض إنجازاتها السياسية والاقتصادية بقوة.
 
الآفاق الاقتصادية لتركيا
 
واصلت بلادنا نموها لمدة 12 ربعًا، حيث نمت بنسبة 3.9٪ في الربع الأول و 3.8٪ في الربع الثاني من هذا العام. كما تواصل النمو على أساس سنوي منذ 13 عامًا.
 ولكن، كما نعلم جميعًا، فإن انكماش الطلب العالمي وتراجع الأنشطة الاقتصادية للدول المتقدمة، وخاصة أوروبا، خلق بيئة سلبية لصادراتنا.
 وعلى الرغم من ذلك، بلغت صادراتنا القياسية 254.2 مليار دولار في عام 2022، مما يثبت مرة أخرى مدى قوة عائلة الصادرات لدينا بقيمة 164.9 مليار دولار في الفترة من يناير إلى أغسطس 2023.
 من ناحية أخرى، واعتباراً من الربع الثاني من هذا العام، كنا من بين الدول الثلاث من بين دول مجموعة العشرين التي زادت صادراتها، وزِدنا حصتنا من الصادرات العالمية إلى 1.04% في الربع الأول من عام 2023 الجاري.
 
نحن كوزارة لن نكتفي بهذه الإنجازات التي حققناها. وبهدف تحقيق المزيد، ندخل “قرن تركيا” بأهداف واستراتيجيات جديدة تحت قيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
 
وفي هذا السياق، نهدف إلى زيادة صادراتنا السلعية إلى أكثر من  302 مليار دولار في عام 2026، تماشيًا مع البرنامج متوسط المدى المُعلن عنه مؤخرا، والذي يوفر خارطة طريق لجميع الجهات الفاعلة في الاقتصاد للفترة المقبلة.
 
كما نواصل أنشطتنا بشكل مكثف في نطاق استراتيجيتنا “البلدان النائية” و”تنمية صادرات البلدان الإسلامية”، مدركين أن النقطة التي وصل إليها اقتصاد بلادنا وصادراتها الآن تتطلب منا تجاوز أسواقنا التقليدية.
 

العلاقات الثنائية مع قطر
 
الضيوف الأعزاء
نحن نولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بيننا وبين دولة قطر، التي تربطنا بها علاقات صداقة عميقة الجذور.
يسعدنا كتركيا أن نلتقي بأشقائنا القطريين في الذكرى الخمسين لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية، والذكرى المئوية لتأسيس جمهوريتنا، بمناسبة تنظيم معرض اكسبو 2023.
ونحن على ثقة من أن قطر ستنجح في تنظيم حدث إكسبو، تماماً مثل كأس العالم 2022.
كما نود أن نعرب عن امتناننا لدولة قطر للمساعدة التي قدمتها وروح التضامن التي أبدتها مباشرة بعد كارثة الزلزال الذي ضرب بلادنا في السادس من فبراير 2023.
 
 

الضيوف المحترمين
نحن نواصل جهودنا لزيادة حجم التجارة الثنائية بيننا، والذي وصل إلى 2.3 مليار دولار في عام 2022.
 
كما أن الشركات القطرية التي قامت باستثمارات مباشرة بقيمة 9.9 مليار دولار في تركيا منذ عام 2002، تُظهر أهمية العلاقات الاستثمارية بين بلدينا.
 
أعتقد أن تركيا وقطر تستطيعان الذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير في الاستثمارات المتبادلة في قطاعات السياحة والخدمات المصرفية والمالية والطاقة المتجددة والنقل وحماية البيئة وتكنولوجيا المعلومات والبناء والاستشارات.
 
ونعتقد أيضًا أننا سنكتسب زخمًا كبيرًا في علاقاتنا مع قطر من خلال الاجتماع مع مصدرينا ونظرائنا القطريين بمناسبة برنامج الوفد التجاري القطري العام، الذي سنفتتحه اليوم.
……………………………..
 
معلومات عامة عن جناح تركيا في اكسبو
 
بالعودة إلى مشاركتنا في إكسبو 2023 الدوحة، ستعرض تركيا التنوع البيولوجي في البلاد، وثراء النمو النباتي، والغطاء النباتي، والخصائص الطبيعية والجغرافية، ونقل الزراعة والتنمية والتطور التكنولوجي إلى المستقبل بنهج صديق للبيئة، وبشكل يضمن أن تعيش البشرية في وئام مع البيئة والطبيعة مستقبلًا. ونحن نهدف إلى التأكيد على الأهمية التي نعلقها على السياسات الرامية إلى استدامة الحياة.
 
تم تحديد الشعار الرئيسي لمعرض إكسبو 2023 الدوحة على أنه “صحراء خضراء، بيئة أفضل”.
 
كتركيا، ونتيجة للمشاورات التي أجريناها مع مؤسساتنا ومنظماتنا ذات الصلة، لفتنا الانتباه إلى الأهمية التي توليها بلادنا لمفاهيم “الاستدامة والابتكار والتكنولوجيا” وفتحنا جناح بلادنا لتغطية ملفات “الزراعة الحديثة والتكنولوجيا والابتكار والتوعية البيئية والاستدامة” التي حددتها إدارة المعرض.
 
وفي هذا السياق، حددنا موضوع “موطن البستنة”، الذي يهدف إلى عكس إرادة تركيا في القيام بدور قيادي من أجل “عالم أكثر خضرة وأكثر ملاءمة للعيش واستدامة”.
 
وتماشياً مع هذه الرؤية والأفكار، ومن خلال استكمال الاستعدادات الأولية التي تمت تحت رعاية وزارتنا، بدأنا العمل على إنشاء جناح بلادنا، أحد أكبر الاجنحة من حيث المساحة في معرض إكسبو، بمساحة 1024 متراً مربعاً وجعلناه جاهزًا لاستضافة الزوار.
 
في ضوء شعارنا “موطن البستنة”، صممنا جناحنا بدقة لعرض ثقافة الحدائق الغنية في بلادنا، والنباتات، والجغرافيا، والتاريخ، والبيئة، والزراعة، والثروات الغذائية بطريقة تثير الإعجاب.  
 
وكما رأيتم في الفيلم الترويجي، سيتم في الجناح التركي عرض القيم الثقافية والأنشطة الزراعية للمناطق السبع التي تشكل الأراضي الخصبة لبلادنا، ومغامرة الزراعة في بلادنا، التي تتقدم بخطى مبتكرة حيث سيتم شرح الخطوات من الماضي إلى المستقبل.
 
جناحنا، يعرض الثروات التاريخية والجغرافية والثقافة القديمة لبلدنا بشكل متناغم. ويحكي ثقافة البستنة التركية، التي يعود تاريخها إلى الإمبراطورية العثمانية حتى يومنا هذا، وقصة تقاليد بلادنا من خلال منطقة العرض، حيث سيتم مزج المنتجات الزراعية والبستنة الخاصة بالمناطق الجغرافية السبع لبلادنا مع العروض المرئية والرقمية والاستدامة المتنوعة.
 
وفي هذا السياق، سنرحب بضيوفنا بالحديقة التركية المستوحاة من بستنة القصر العثماني، إحدى أجمل الأمثلة على التاريخ والثقافة التركية. ينقسم الجناح إلى ثلاثة أقسام: الترحيب، والتجربة، والتوديع، من أجل إيصال الرسالة للزوار بأن الماضي والحاضر والمستقبل ممكن باللون الأخضر.
 
وفي قسم التجربة الذي يشكل الجزء الثاني من جناحنا، سنقدم لزوارنا الأساليب الزراعية المستخدمة والرؤية الزراعية المستقبلية لبلادنا في معرض “الماضي والحاضر والمستقبل للزراعة”.
 
وفي هذا القسم أيضًا نعرض الزراعة بدون تربة، ومنتجات نباتات الزينة في البيوت الزجاجية، والتي تستمد إلهامها المعماري من المباني التي تسمى “يورت” والتي يستخدمها الأتراك الرحّل في آسيا الوسطى كمساكن، ونقدم للزوار النباتات المستوطنة في بلادنا من خلال معرض النباتات المستوطنة.
 
أما في قسم التوديع، وهو الجزء الثالث من جناحنا، جهّزنا لضيوفنا الهدايا التذكارية الفريدة من بلدنا.
 
في منطقة المعارض الواقعة في الطابق العلوي من مبنى جناحنا، يتم الترويج لقطاعات التصدير الرائدة في تركيا ويتم عرض المنتجات والمشاريع.
 
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء منطقة في الجزء الأمامي من جناحنا لاستضافة العروض الموسيقية والاحتفالات والاجتماعات وأنشطة الحصاد التي ستقام مع زوارنا في المناسبات الخاصة.
 
ستتاح لزوارنا فرصة الاطلاع على مزيد من المعارض والفعاليات الهامة ومنها : “قياس البصمة الكربونية” حول ما يجب القيام به واقتراحات الحلول من أجل عالم أكثر صحة ومستقبل الطبيعة. بالاضافة إلى “شجرة تين رقمية تعمل بالطاقة الشمسية وتنتج طاقتها الخاصة و”معرض “تركيا 7 مناطق, 4 مواسم” ومعرض “النباتات المتوطنة” و”الصوبات الزراعية بدون تربة”.
لقد عملنا لإعداد وتعزيز محتوى الجناح ليبقى فعالاً لمدة 6 أشهر، خاصة في ذكرى عيد الجمهورية. وبدعم من جمعيات المصدرين لدينا، سنقدم الضيافة لزوارنا، ونروج للمنتجات التركية الرائدة.
 
وفي جناحنا سنعرف بالتنوع الطبيعي للأناضول، ونُجري فنوننا التقليدية مثل “الابرو” و “التذهيب” و “الكتابة”، ونضيّف زوارنا بكرم الشعب التركي.
 
…………………
الختام
 
وختامًا حضورنا الكريم
دعوني ألخص مشاركة تركيا في اكسبو 2023 الدوحة، بأننا صممنا جناحنا كمساحة عرض تنبض بالحياة باستمرار، من خلال الأحداث المتنوعة والأنشطة الترفيهية. ونهدف إلى الوصول إلى جميع المشاركين الدوليين، وخاصة زوارنا القطريين، للترويج لثقافة بلادنا وتاريخها وأذواقها المحلية وجمالها الجغرافي، وبالطبع إمكاناتها الاقتصادية والتجارية.
 
بالنيابة عن وزارتي وبلدي، أود أن أعرب عن امتناني للمكتب الدولي للمعارض (BIE) والسلطات القطرية للسماح لنا بمشاهدة مثل هذا العيد الثقافي.
 
وبهذا الصدد، نرحب بشدة بفرصة معايشة التجربة التركية من قبل مجموعة واسعة من الناس في جناحنا، ونرحب بكم جميعًا بكل احترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى