المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية يؤكد التزام قطر بالعمل على تجنيب الأطفال ويلات الحروب


أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية التزام دولة قطر بالعمل على تجنيب الأطفال ويلات الحروب بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، مشددا على ضرورة أن ينظر المجتمع الدولي لما يحدث في قطاع غزة من هذا البعد.
وأضاف الدكتور الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية أن الأطفال الذين يموتون في غزة يفوق عددهم ما حدث في أي صراع خلال العقود الماضية، فضلا عن حاجتهم إلى تعاون دولي لإدراك المعاناة التي تنتج عن هذا الصراع الممتد والمآسي التي يرونها يوميا، فهناك جيل من الأيتام يعانون تبعات هذه الحرب ينبغي العناية بهم وتجنيبهم ويلات هذه الكارثة الإنسانية وما بعدها.
ونبه إلى أن هناك حالة من الإحباط العام وليس فقط لدى الوسطاء بسبب عدم التوصل لاتفاق خلال شهر رمضان المبارك أو عيد الفطر لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين، وأن دولة قطر تقوم حاليا بإعادة تقييم هذه المرحلة من جهود الوساطة، وقد أظهرت في أكثر من مناسبة استياءها من الهجمات المستمرة والمفتعلة على جهود الوسطاء وخاصة الدوحة، رغم التزامها بلعب دور مهم في سبيل الوصول إلى نتيجة إيجابية تتوقف فيها آلة الحرب، مشيرا إلى نجاح دولة قطر في عقد هدنة لمدة 7 أيام، جرى خلالها تبادل الأسرى والسجناء بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الجهود الدبلوماسية القطرية مستمرة عبر المنصة الخليجية والعربية والأمم المتحدة، مبينا في هذا الإطار أن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سيعقد اجتماعا يوم غد الأربعاء مع وزير خارجية اليونان، فيما سيلتقي الأحد المقبل وزير خارجية أرمينيا، كما سيترأس معاليه في اليوم ذاته وفد دولة قطر المشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية، الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض.
وتابع الدكتور الأنصاري بأنه في يوم الإثنين المقبل تستضيف دولة قطر الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، حيث سيلقي معاليه كلمة الافتتاح، وفي اليوم ذاته سيلتقي معاليه مع فخامة الفريق محمد إدريس ديبي إتنو، الرئيس الانتقالي بجمهورية تشاد، مشددا على أن كل هذه الأنشطة والحراك الدبلوماسي الذي لا يتوقف يأتي في إطار العمل على خفض التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وبين الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن دولة قطر تقوم حاليا بمبادرات سياسة خارجية بوجه عام والوساطة في ملف الحرب على غزة بشكل خاص، رغبة في أن يكون هناك منتج حقيقي لهذه الوساطة وأن تنجح في خفض التصعيد، وكذلك تقوم بدراسة لجدية كل الأطراف سواء المتصارعة أو الداعمة لإيقاف هذه الحرب.
واستهجن الدكتور الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية تصريحات عدد من المسؤولين والوزراء الإسرائيليين بخصوص الدور القطري في المفاوضات، مؤكدا علمهم بأنهم يختلقون أكاذيب لأهداف انتخابية في بلادهم. ودعا إلى ضرورة وقف هذه التصريحات المخالفة للواقع والتي لا تعكس الالتزام والجدية في الوصول لاتفاق سلمي ونهاية النزاع، مشيرا في الوقت ذاته إلى الوساطة القطرية التي أفضت لنتائج إيجابية في العديد من المناسبات والتي أسفرت عن عودة أكثر من 109 أفراد إلى أسرهم وتوقف الحرب في عدة مرات.
وعن احتمالية تنفيذ عملية عسكرية على رفح، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن الهجوم الإسرائيلي في ظل الوضع الحالي على رفح غير مقبول نهائيا في ظل المأساة الإنسانية الكبرى الناتجة عن الاستهداف شبه اليومي للفلسطينيين المحتجزين والمحاصرين في 10 بالمئة فقط من مساحة القطاع، موضحا أن الوضع داخل رفح غير آمن في ظل هجمات محدودة يقع ضحيتها العشرات من الشهداء يوميا، نتيجة هذا الانتهاك غير المبرر لكل قواعد الاشتباك.
وقال إنه يجب العمل على وقف هذا الهجوم المرتقب ودفع الجانب الإسرائيلي للالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن تتوقف هذه الممارسات العدائية وإيقاف الحرب بشكل عام، منوها إلى أن مثل هذا الهجوم يؤثر سلبا على كل جهود خفض التصعيد، مضيفا “أنه في ظل الوضع الكارثي داخل غزة هناك مجاعة على بعد أمتار من المساعدات التي لا تدخل إلى القطاع، وأزمة صحية غير مسبوقة، ومقابر جماعية لشهداء تظهر عليهم آثار التعذيب، وهو ما لا يحتمل المزيد من التصعيد”.
وشدد الدكتور الأنصاري على أن أي تصعيد يعوق عملية الوساطة ويزيد من صعوبتها، حيث هناك أكثر من مليون و700 ألف فلسطيني موجودون في رفح ولا يمكن تخيل الكارثة الإنسانية التي قد تنجم عن الاجتياح العسكري، مضيفا القول “نحتاج تعاون جميع الدول لمنع أي عمليات عسكرية قد تحدث هناك وإيصال رسالة مفادها عدم توجيه أي عمل عسكري إلى رفح لأن الوضع الإنساني هناك هو الأسوأ في أي صراع في العالم ودون أي ضربات عسكرية”.
وأكد استمرار الالتزام الإنساني القطري، فالجسر الجوي والمساعدات متواصلة والجهود الدبلوماسية قائمة عبر المنصة الخليجية والعربية والأمم المتحدة، ومعالجة الأشقاء الفلسطينيين في الدوحة، حيث إن الالتزام القطري بالقضية المركزية ثابت وغير قابل للنقاش ومن ثوابت السياسة القطرية.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها ولقاءاتهم واجتماعاتهم ومشاركاتهم في الفعاليات الإقليمية والدولية ومنها ترؤس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الجانب الخليجي في المنتدى رفيع المستوى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي حول الأمن الإقليمي، الذي عقد في لوكسمبورغ، والتقاؤه بعدد كبير من المسؤولين والوزراء الأوروبيين.
وأشار إلى وصول 20 عائلة روسية وأوكرانية، من بينها 37 طفلا، إلى الدوحة تحت برنامج متكامل يهدف إلى توفير الرعاية الصحية والدعم الشامل لهذه الأسر وأطفالها، وذلك في إطار جهود وساطة دولة قطر المستمرة لجمع شمل العائلات التي شتتها الصراع الروسي الأوكراني. حيث تستضيف الدوحة هذه العائلات في الفترة من 18 إلى 27 إبريل الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى