صدر بيان مشترك بين دولة قطر ومملكة هولندا بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى المملكة الهولندية الصديقة.
وفيما يلي نص البيان:
في الرابع والعشرين من يونيو، اختتم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر “حفظه الله” زيارة رسمية ناجحة إلى هولندا بدعوة من جلالة الملك فيليم ألكسندر ملك مملكة هولندا، مما يمثل علامة فارقة في العلاقات الودية طويلة الأمد بين بلدينا. وتعكس هذه الزيارة الالتزام المتبادل بين قطر وهولندا بمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، مما يمهد الطريق لتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.
والتقى حضرة صاحب السمو، خلال الزيارة، مع جلالة الملك فيليم ألكسندر ودولة السيد مارك روته رئيس الوزراء، وتبادل معهما وجهات النظر حول مجموعة من القضايا. وأكد الطرفان على أهمية الحوار والتعاون في التصدي للتحديات العالمية وتعزيز السلام والاستقرار الدوليين.
وشملت النتائج الرئيسية للزيارة ما يلي:
العلاقات الثنائية: يلتزم البلدان بتعزيز أسس علاقاتهما الثنائية ويهدف هذا الالتزام إلى تيسير التعاون والمشاركة في مجالات جديدة لكل من القطاعين الحكومي والخاص. وسلط الحوار الضوء على أهمية استكشاف فرص جديدة وخلق بيئة مواتية للتعاون عبر مختلف المجالات.
التطورات الإقليمية: جرى تبادل متعمق للآراء حول الوضع الحالي في المنطقة وخطر التصعيد الإقليمي والأمن البحري. وكرر البلدان التأكيد على أهمية تحقيق وقف دائم ومستدام للأعمال العدائية والتمسك بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة والإفراج عن الرهائن والتخفيف من حدة الوضع الإنساني المزري في قطاع غزة. وقد عبر البلدان عن مواقفهما وتم التوصل إلى معلومات ورؤى قيمة حول دور دولة قطر وجهودها في تعزيز السلام والاستقرار المستدامين في المنطقة. وأشادت دولة قطر بموقف مملكة هولندا الداعم لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة، فضلا عن وقوفها بحزم ضد المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما تم الإعراب عن التقدير للدور الهام والجدير بالثناء الذي اضطلعت به قطر في إجلاء المواطنين الهولنديين وغيرهم من أفغانستان.
التعاون الدولي: اتفق البلدان على توسيع آفاق التعاون في المؤسسات متعددة الأطراف لتعزيز النظام القانوني الدولي واستكشاف إمكانات التعاون في الوساطة في النزاعات الدولية وتم تعزيز ذلك من خلال توقيع خطاب نوايا. ويمهد هذا الاتفاق الطريق للجهود المشتركة في التصدي للتحديات العالمية عبر الوسائل الدبلوماسية والإنسانية.
التعاون الاقتصادي: تم استكشاف والاستفادة من فرص التجارة والاستثمار في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة المستدامة والمناخ والمياه والصحة الإلكترونية والعلوم والتكنولوجيا. وقد تم تعزيز هذا الجهد من خلال اجتماع مائدة مستديرة للرؤساء التنفيذيين برئاسة سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة السيدة ليسجي شراينماخر وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي في هولندا، وذلك بحضور عدد من قادة الأعمال لمناقشة الشراكات المحتملة. ولا تزال قطر ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإمدادات الطاقة في هولندا والاتحاد الأوروبي، والتي أكدتها صفقة الغاز الطبيعي المسال الأخيرة بين قطر للطاقة وشل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال عبر روتردام. ومما يعزز هذا الالتزام توقيع مذكرتي تفاهم بشأن التعاون الاقتصادي والتقني وبين الغرف التجارية. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز الروابط الاقتصادية وتشجيع الابتكار وتسهيل تبادل المعرفة والخبرات.
التعاون الدفاعي: عززت الزيارة التعاون الدفاعي من خلال توقيع مذكرة تفاهم لتبادل المعلومات والخبرات في مجالات مثل إجراءات التخطيط العسكري والتدريبات المشتركة والمساعدات الإنسانية. وتعزز هذه الاتفاقية الشراكة الدفاعية بين البلدين وكذلك قدرتهما على الاستجابة للتحديات الأمنية الإقليمية والعالمية بشكل تعاوني.
حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية: أكدت هولندا وقطر من جديد التزامهما بدعم حقوق الإنسان وتعزيز التنمية الاجتماعية في بلديهما وعلى الصعيد الدولي. وتثمن هولندا عاليا التعاون المستمر مع قطر في مجال حقوق الإنسان.
وأعرب البلدان عن ارتياحهما لنتائج هذه الزيارة وكررا عزمهما على الاستفادة من هذا الزخم لتحقيق نتائج ملموسة لصالح شعبيهما. ويتطلع البلدان إلى مواصلة هذا المسار الإيجابي والعمل معا لتحقيق الأهداف المشتركة والتصدي للتحديات العالمية.