أعلن السفير التركي لدى الدوحة محمد مصطفى كوكصو، أن قطر وتركيا تتعاونان بخصوص تبنّي “خطة الإنعاش المبكر” في قطاع غزة بعد الحرب.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده كوكصو بمقرّ سفارة أنقرة في العاصمة القطرية، بمناسبة الذكرى الثامنة لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو/ تموز من عام 2016.
وقال إنّ الزيارة الرسمية للدوحة التي أجراها أخيراً وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية ياسين أكرم سريم، أتت لمناقشة التعاون في مجال المساعدات الإنسانية الخاص بقطاع غزة ودول أخرى، وهي “تعكس التزامنا الراسخ واستعدادنا للعمل مع إخواننا القطريين”. حسبما نقلت صحيفة العربي الجديد.
أضاف كوكصو أنّ في خلال تلك، بدأ التعاون بين الدولتَين لتبنّي خطة قطرية تركية في هذا السياق، موضحاً أنّ تركيا تتمتّع “بالقدرة والخبرة في الإنشاءات والبنية التحتية الدائمة، وترغب في تقديمها من ضمن خطة الإنعاش المبكر” في قطاع غزة، وهي تسعى إلى تسخير هذه الإمكانيات بالتعاون مع كل الدول الصديقة، خاصة قطر، لإعادة الحياة في قطاع غزة إلى طبيعتها”.
وتابع سفير أنقره لدى الدوحة أنّ بلاده تعمل من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى وتدفّق المساعدات الإنسانية، على أمل أن يؤدّي ذلك إلى حلّ دائم للصراع في قطاع غزة، وقد شدّد على أنّ تركيا تؤمن إيماناً راسخاً بأنّ من غير الممكن تحقيق الحلّ الدائم للحرب في قطاع غزة إلا من خلال الحوار والدبلوماسية.
وأشار كوكصو إلى أنّ تركيا تتصدّر قائمة الدول الداعمة إنسانياً لقطاع غزة، مع نسبة 32% من المساعدات الإنسانية التي قدّمتها إلى القطاع على الرغم من الهجمات الإسرائيلية، وذلك من خلال إرسال نحو 56 ألف طنّ من المواد التي تدخل في إطار المساعدات الإنسانية بواسطة 13 طائرة و12 سفينة. كذلك نُقل ثلاثة آلاف فلسطيني، من مرضى وجرحى في قطاع غزة، إلى تركيا لتلقّي العلاج في مستشفياتها.
وذكر السفير التركي أنّ قطر وتركيا تشاركتا، في شهر مايو/ أيار الماضي، في إرسال سفينة محمّلة بألف و908 أطنان من المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. وقد ساهم صندوق قطر للتنمية بألف و358 طناً من حمولة السفينة، وإدارة الكوارث والطوارئ في الجمهورية التركية بـ550 طنّاً منها. وأكد كوكصو أنّ بلاده تتابع “من كثب جهود دولة قطر للتوصّل إلى وقف إطلاق النار والحفاظ على تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ونقدّر جهود الوساطة الناجحة التي تبذلها، كما أنّنا نقدّر بشدّة دور الوساطة الملحوظ الذي تقوم به دولة قطر بقيادة أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والجهود المبذولة لتأمين وقف إطلاق النار، وتوفير مساعدات مالية وإنسانية كبيرة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها في قطاع غزة”.
وفي إطار المؤتمر الصحافي نفسه، قدّم كوكصو عرضاً موجزاً وصوراً فوتوغرافية عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في عام 2016، والتي نفّذتها “منظمة فيتو الإرهابية” بزعامة فتح الله غولن، وقد أسفرت عن مقتل 251 مواطناً وإصابة أكثر من ألفَين آخرين.
وطمأن كوكصو أنّ على الرغم من التداعيات السلبية لمحاولة الانقلاب وخروج مليارات الدولارات من البلاد وتداعيات أزمة كورونا العالمية والزلزال الكارثي، يواصل الاقتصاد التركي نموّه وتطوّره ليصير من بين أكبر 20 اقتصاداً على مستوى العالم، وقد عُزّزت الثقة به بعدما أزال فريق العمل المالي الدولي “فاتف” تركيا من القائمة الرمادية.
وتابع السفير التركي لدى أنقرة أنّ “صادراتنا حطّمت الرقم القياسي لتصل إلى 260 مليار دولار أميركي في عام 2023″، وأنّ “تركيا تشهد تزايداً للسياح من كل أنحاء العالم، إذ بلغ عدد السياح في عام 2023 نحو 57 مليون سائح”، مشدّداً على “حرص الحكومة التركية على مواجهة الحالات الفردية التي تسعى إلى تشويه صورة البلاد وتهدف إلى الإضرار بعلاقات تركيا مع أشقائها العرب الذين تربطنا بهم روابط دينية وتاريخية ومصير مشترك”.
ولفت كوكصو إلى عدد من مشاريع البنية التحتية التي شرعت تركيا في تنفيذها، مثل نفق أوراسيا الذي يربط الجانبَين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول تحت مضيق البوسفور، بالإضافة إلى تعزيز تركيا قدراتها الدفاعية وتقليل اعتمادها على الأسلحة وأنظمة الدفاع الأجنبية من 80% إلى 20 %.
وبيّن كوكصو أنّ من أبرز إنجازات الصناعات الدفاعية التركية تطوير الطائرات المسيّرة المحلية، والسفن البحرية البرمائية، والدبابات والمركبات المصفحة، ومشروع الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس. يُضاف إلى كلّ ذلك، بحسب كوكصو، التحوّل الكبير في قطاع السيارات مع طرح السيارة الكهربائية الأولى المنتجة محلياً، والتقدّم الكبير الذي حقّقته تركيا في قطاع تكنولوجيا الاتصالات مع إطلاق قمرَين صناعيَّين تركيَّين إلى الفضاء في عام 2021.