أكدت دولة قطر إيمانها الراسخ بقوة الدبلوماسية والحوار في حل الصراعات، وأن سياستها الخارجية ترتكز على مجموعة من المبادئ الرامية إلى ترسيخ التعاون الدولي وتشجيع الحل السلمي للنزاعات.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته الآنسة سارة عبدالعزيز الخاطر، سكرتير أول بالوفد الدائم لدولة قطر بجنيف، خلال حدث جانبي نظمه الهلال الأحمر القطري على هامش المؤتمر الدولي الـ34 للصليب الأحمر والهلال الأحمر بجنيف، بعنوان /الدبلوماسية الإنسانية: القضايا الرئيسية والتحديات والفرص لتعزيز الفعالية/.
ونوهت الخاطر إلى أن دولة قطر، وانطلاقا من التزامها الراسخ بالتنمية الدولية والمساعدة الإنسانية، وقعت اتفاقية تعهدت بموجبها بالمساهمة بمبلغ 500 مليون دولار لعدد من برامج الأمم المتحدة المتنوعة، كما تم افتتاح بيت الأمم المتحدة في الدوحة في شهر مارس 2023، بهدف توحيد عمل منظمة الأمم المتحدة إقليميا وخارجيا، فضلا عن تسهيل سبل تعزيز التعاون بين دولة قطر والمنظمة الدولية.
وأضافت، أن دولة قطر حرصت على تقديم الدعم والمساعدات لشتى المبادرات الإنسانية والتنموية خاصة في قطاع التعليم والصحة وتوفير فرص العمل للشباب والتمكين الاقتصادي ودعم اللاجئين والنازحين والمجتمعات المستضيفة لهم، كما تحرص على تعزيز التنسيق والعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الإنسانية، للتخفيف من المعاناة الإنسانية للفئات الضعيفة والمحتاجين والحفاظ على كرامتهم.
وأشارت الخاطر إلى أنه في إطار دعم الدبلوماسية الإنسانية، وقع مؤخرا /منتدى الدوحة/ الذي من المقرر أن يعقد في الفترة من 7 إلى 8 ديسمبر المقبل، مذكرة تفاهم مع /القمة الإنسانية العالمية/، بهدف تعزيز دور الدبلوماسية الإنسانية من خلال التعاون الوثيق والحوار، حيث ستشارك القمة العالمية الإنسانية في نسخة هذا العام من المنتدى، والتي ستناقش موضوع /حتمية الابتكار/، بمشاركة أبرز القادة وصانعي السياسات والمفكرين والمؤثرين من حول العالم بهدف معالجة القضايا الأكثر إلحاحا، من خلال عدد من الجلسات رفيعة المستوى حول الدبلوماسية الإنسانية.
ولفتت في هذا الصدد إلى افتخار دولة قطر بتسلم سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي، جائزة /بطل الدبلوماسية الإنسانية/ لعام 2024، من قبل الجمعية العامة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، والتي تعكس التقدير الإقليمي والدولي للدبلوماسية القطرية وأدوارها الفعالة، لاسيما على الصعيد الإنساني، وجهودها لتحقيق السلام، والدبلوماسية النشطة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية دعما للدول الشقيقة والصديقة في أوقات المحن والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، مثل زلزال تركيا وسوريا، وأفغانستان والسودان، والوساطة القطرية لوقف العدوان على قطاع غزة، ونجاح وساطتها بين روسيا وأوكرانيا للم شمل الأطفال من كلا الطرفين مع ذويهم بعد أن فرقتهم الحرب.
وأعربت عن تأكيد دولة قطر على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وميثاق وقرارات الأمم المتحدة والحفاظ على مصداقية النظام العالمي التي تم تقويضها بشكل كبير، وذلك على ضوء ما يشهده العالم من جرائم بشعة وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف جراء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، حيث وصل أعداد الضحايا من المدنيين إلى أكثر من 45 ألف شهيد، وتجاوز عدد الجرحى والمصابين الـ100 ألف شخص، فضلا عن ملايين النازحين والمشردين معظمهم من الأطفال والنساء، والتدمير الهائل والمتعمد للمرافق المدنية لاسيما المنازل والمدارس والمستشفيات، واستهداف عمال الإغاثة الإنسانية وموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
ودعت الخاطر المجتمع الدولي إلى الابتعاد عن ازدواجية المعايير في إدانة الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها، وقالت “إن الروح والكرامة الإنسانية التي نتحمل جميعا مسؤولية الحفاظ عليها هي واحدة ولا يجوز إدانة قتل المدنيين هنا وتبريره هناك، وإلا فإن منطق القوة سيغلب قوة المنطق ونعود إلى شريعة الغاب”.