بعد مخاض عسير وجلسات مفاوضات ماراثونية خاضتها قوى الحرية والتغيير السودانية مع المجلس العسكري الانتقالي، برعاية محمد حسن ولد لبات، وسيط الاتحاد الأفريقي الخاص بالسودان، وقع الطرفان على اتفاق بأحرفه الأولى.
ولم يكن السودانيون على قلب رجل واحد من هذا الاتفاق، إذ انشقت أحزاب من قوى الحرية والتغيير بسببه، ورفضته، وأعلنت انسحابها من التفاوض، إضافة إلى عدم قبول الشارع السوداني بما جرى.وينظر السودانيون إلى الاتفاق على أنه أتاح للعسكر في البلاد السيطرة على قيادة الفترة الانتقالية القادمة، ويرسخ حكمه مدة طويلة، من خلال إشراك أكبر عدد من العسكر في الحكم، والمجلس السيادي.ويؤكد جاد الرب عبيد، رئيس القسم السياسي بصحيفة آخر لحظة السودانية، أن الاتفاق واجه معارضة سياسية شديدة داخل السودان، وكان أبرز هذا الخلاف هو رفض الحزب الشيوعي، أكثر أحزاب قوى الحرية والتغيير تأثيراً في المشهد السوداني، للاتفاق الذي أبرم مع المجلس العسكري الانتقالي.