ذكرت تقارير أجنبية ان رد الولايات المتحدة الضعيف على الضربات الإيرانية ضد منشآت “أرامكو السعودية” يجسد اتجاها متزايد الأهمية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة؛ حيث تراجعت رغبة واشنطن في استثمار الموارد العسكرية والاقتصادية دفاعا عن أمن حلفائها.
وفي الوقت الذي قدم فيه الرئيس ترامب هذا التحول تحت “شعار أيديولوجي”، فإنه لم يكن من بنات أفكاره، بل تماشى مع موقف الرئيس “باراك أوباما” الذي أعلنه سابقا. كما يتبنى العديد من السياسيين والمشرعين من الحزبين في واشنطن اليوم أشكالا مختلفة من هذا النهج الهادف إلى تقليل مسؤولية الولايات المتحدة تجاه الحلفاء، وهو ما قد يكون له تداعيات مهمة على نظام التحالفات العالمي.ويبدو أن الخيارات المحدودة بين الحرب واسعة النطاق وعدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق قد تبخرت إلى حد كبير من الخطاب الأمريكي، حيث لا يثق الجمهور ولا صناع القرار في القدرة على القيام بتلك العمليات أو احتواء آثارها. ويقيد هذا أيدي صانعي القرار في الولايات المتحدة، ويمنع الاستخدام الحكيم للقوة العسكرية. ونتيجة لذلك، تتندنى مصداقية التهديدات الأمريكية باستخدام القوة مع ارتفاع عتبة الأعمال التي تبرر الرد العسكري، وهو ما يعطي الجهات الفاعلة المخربة مجالا أكبر بكثير للعمل.