بعد 75 عاما.. هل تتجه علاقات السعودية وأمريكا للنهاية ؟

في يوم عيد الحب عام 1945، التقى الرئيس “فرانكلين روزفلت” مع الملك السعودي “عبد العزيز بن سعود” على متن السفينة الأمريكية “يو إس إس كوينسي” في قناة السويس.

مثّل ذلك بداية ما أصبح الآن أطول علاقة للولايات المتحدة مع دولة عربية، لكن العلاقة اليوم في تراجع، وربما تتجه للنهاية، وتحتاج إلى إعادة صياغة.

وكان “روزفلت” و”بن سعود” مختلفين تمام الاختلاف آنذاك؛ فقد كان “روزفلت” في فترة ولايته الرابعة كرئيس منتخب لأقوى دولة في العالم، وعلى وشك الفوز في الحرب العالمية الثانية. وكان عائدا من جولة حول العالم، شارك خلالها في قمة يالطا مع الزعيم البريطاني “وينستون تشرشل” والزعيم الروسي “جوزيف ستالين”.

كان “روزفلت” مريضا بشدة، ولم يكن أمامه سوى أسابيع للعيش، وكان ضغط دمه 260 على 150، لكنه كان مقتنعا بأن السعودية ستكون -بفضل نفطها- حاسمة لأمريكا في عالم ما بعد الحرب.

أما “بن سعود” فلم يكن قد ذهب للبحر من قبل أو ذهب خارج شبه الجزيرة العربية باستثناء رحلة قصيرة إلى مدينة البصرة بالعراق. لقد كان محاربا أنشأ المملكة العربية السعودية الحديثة من خلال معارك لا تنتهي، وكان لديه القليل من الخبرة في الدبلوماسية الدولية.

لقد كان “بن سعود” ملكا مطلقا يدعمه رجال الدين الوهابيين المتعصبين، لكنه أرسل اثنين من أبنائه، “فيصل” و”خالد”، إلى أمريكا في عام 1943 للقاء “روزفلت”، والتجول في أنحاء البلاد، وأبلغا وطنهم بأن أمريكا كانت أقوى وأكثر الدول تقدما في العالم.

والآن وبعد كل هذا الامتداد الزمني لم تعد الولايات المتحدة بحاجة إلى النفط السعودي أيضا؛ حيث أصبحت شبه مستقلة في مجال الطاقة. أعاد البيت الأبيض القوات الأمريكية المقاتلة إلى السعودية (بعد أن كانوا غادروها عام 2003)، لكنهم لم يردعوا الإيرانيين عن ضرب المنشآت النفطية الأكثر أهمية في المملكة في سبتمبر/أيلول الماضي. وجراء ذلك، استيقظ السعوديون من إحساسهم بالرضا عن النفس، وانكشفت هشاشتهم الحادة للجميع.

وينبغي على الرئيس الأمريكي القادم إعادة القوات إلى الوطن فورا من المملكة، وقطع كل الدعم العسكري للسعوديين، على الأقل حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية دائمة في اليمن.

كما يجب إغلاق المنشآت الدبلوماسية السعودية في الولايات المتحدة أو تجريدها لأنها تستخدم للتجسس على المعارضين مثل “خاشقجي”.

يجب أيضا إعادة الجنود السعوديين المبتعثين للولايات المتحدة للتدريب أو المهام الأخرى إلى بلادهم. ويجب على السعوديين أن يفهموا أن أي شخص متورط في مقتل “خاشقجي” لن يكون موضع ترحيب في الولايات المتحدة.

كما ينبغي للمدعي العام مراجعة الإجراءات القضائية التي قد تنطبق على القضية.

كل هذا يجب أن يكون جزءا من مراجعة أوسع للسياسة تجاه المنطقة لتقليص الوجود الأمريكي العسكري واستخدام المزيد من الدبلوماسية.يجب إشراك إيران، وإحياء الصفقة النووية الإيرانية وتعزيزها. كما يجب بدء عملية سياسية جادة بين (إسرائيل) والفلسطينيين، وليس الصفقة الوهمية التي أعلنتها هذه الإدارة.

سيكون هذا بالتأكيد تحديًا صعبا، لكن الوقت حان لإجراء تغييرات جوهرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى