الف يوم من العزة والثبات والشموخ – سالم بن مبارك آل شافي

الف يوم من الحصار حتى نهاية فبراير 2020م ، الف يوم من العزة و الثبات و الصمود والنجاح والشموخ، ألف يوم لا ينساها التاريخ ، حين انقلب علينا الجيران الذين طالما اعتبرناهم أهلاً لنا وإخوة، وحاصرونا.

قيل في اسباب الحصار الكثير ، وأعطى هؤلاء حججاً واهية ، ومبررات لا تقنع أحدا ، وجيشوا كل وسائلهم الاعلامية لنفث السموم ضد دولة قطر ، وكثيراً ما تجاوز خطابهم حدود البذاءة ، وتصرفاتهم حرمة الدين والجوار ، وانتهك هؤلاء قيما وأعرافاً كانت بمثابة دستور غير مكتوب في منطقة الخليج، و بذلوا الكثير من الاموال في مسعاهم هذا ، لكن الله لا يصلح عمل المفسدين …

منذ الأيام الأولى للحصار ، تمكنت دولة قطر من تجاوز هذه الازمة بحكمة قائدها وتكاتف شعبها ، وبدأت بالعمل على تفادي تداعيات الحصار واغلاق المنافذ، وتم ذلك كله بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولا ثم بالمثابرة و الاعتماد على النفس ومواجهة التحديات الاقتصادية وايجاد البدائل والعمل على الاكتفاء الذاتي. 

كانت هذه الالف يوم حافلة بالإنجازات والنجاحات ، بل إنها أحسنت الينا من حيث أرادوا الاساءة ، وساهمت في ترسيخ اسم دولة قطر  كوسيط دولي يرعى اتفاقيات السلام ، ويحرص على احلال الازدهار والسلم والاستقرار في المنطقة ، ولعل اقرب مثال على ذلك اتفاق السلام الذي رعته الدوحة مؤخراً بين طالبان والولايات المتحدة الامريكية بعد عشرين عام من الحرب التي انهكت افغانستان ومزقتها، على الرغم من محاولات دول الحصار افشال هذا الاتفاق وعرقلته، ان رعاية دولة قطر لهذا الحدث التاريخي الهام هو أكبر دليل على سياساتها الواعية والهادفة الى نزع فتيل الحروب والصراعات، وإرساء السلام الشامل والأمن في المنطقة، لتتمكن الشعوب من العيش بكرامة واستقرار  والعمل على التطور الداخلي والازدهار.

كانت دول الحصار تهدف الى عزل دولة قطر دوليا ، عبر سيل من الادعاءات والاكاذيب ، لكن الحقائق تنتصر دائما ولا يمكن حجبها، لذا باءت كل تلك الجهود بالفشل، وواصلت دولة قطر تألقها على مختلف الاصعدة سياسياً واقتصادياً وعلمياً و ورياضياً ، وتحولت الى محور للفن والثقافة والرياضة والعلوم ،واستضافت عشرات النشاطات الفكرية و والبطولات الرياضية والمؤتمرات والاحداث السياسية ، واستمرت بتنفيذ مشاريع ضخمة على صلة بتنظيم الدوحة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، والذي كان فوز دولة قطر بتنظيمه لـ عام 2022 أحد أهم اسباب افتعال الازمة الخليجية.

وعلى الرغم من كونها محاصرة ، الا أن دولة قطر لم تدر ظهرها للضعفاء والمنكوبين ، ولم تتوانى عن نصرتهم ولعل حملة حق الشام اكثر الامثلة حداثة على ذلك ،والتي انطلقت لدعم ومساعدة النازحين السوريين في الشمال السوري والذين يعانون ظروفاً انسانية صعبة ..لتثبت دولة قطر انها دوما في صدارة اي عمل انساني خيري يهدف الى مساعدة المكروبين والمحتاجين والتخفيف عنهم ، وترسخ صورتها العالمية كدولة تعمل دائما لما فيه صالح الشعوب و أمنهم بخلاف الدول الاخرى التي تستثمر في نشر الفتن والنزاعات.

نحن نحترم سيادة الدول ضمن أراضيها ، ونرغب في تحقيق الاستقرار والامن في المنطقة ، لكن ذلك لا يمكن له أن يتم الا بتضافر جميع الجهود ، والتعاون الصادق والمخلص، واحترام سيادة دولة قطر ، والابتعاد عن الاملاءات والتدخلات في شؤونها الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى