الحلقة الأولى / 1

قبل عامين نشر موقع الإنترسبت الأمريكي تقريرا عرض فيه معلومات حول ضلوع المملكة العربية السعودية
والإمارات في التخطيط للتدخل ضد قطر وكيف ان تدخلات وزير الخارجية السابق الاميركي ريكس تيلرسون لوقف مخطط الغزو وحل الأزمة الخليجية بشكل سلمي كلفه منصبه.
قال التقرير إنه خلال الأيام والأسابيع التي تلت قرار كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين بقطع علاقاتها
الدبلوماسية مع قطر، وغلق مجالها البري والجوي والبحري أمامها، قام تيلرسون بسلسلة من المكالمات الهاتفية دعا فيها المسؤولين السعوديين إلى عدم القيام بأي تحركات عسكرية ضد قطر. كما حث تيلرسون وزير الدفاع جيم ماتيس على التواصل مع نظرائه في المملكة، ليشرح لهم مخاطر مثل هذا الغزو العسكري، وقدم تحقيق بمجلة “نيويوركر” معلومات اضافية عن مخطط التدخل العسكري في قطر حيث نقل الصحفي الأميركي ديكستر فيلكينز فيالتحقيق عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، إن ابن سلمان وابن زايد أعلناها على
الملأ وبشكل خاص أن هدفَهما كان تبديل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، “أعتقد أنهما كانا سيغزوان قطر”.
وقال فيلكنز إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس هاتَف ابن سلمان وأبلغه أن الوقت ليس مناسبا لشن حرب،
واعترى القلقُ المسؤولين الأميركيين إلى حد أنهم أرسلوا طائرة استطلاع لمراقبة الحدود القطرية السعودية. ومرت مؤخرا الذكرى الثالثة لبداية حصار دولة قطر، من قبل خمسة دول اربعة منها اعلنت فرض الحصار
والمواجهة مباشرة والدولة الخامسة كانت تمثل شريكا خفيا في العمل rهذا الشريك كان يتردد همسا في اروقة السياسة المغلقة واتخاذ القرار
(الدور الذي كان سيقوم به) منذ الاطاحة بمدير مكتب الرئيس المخلوعمر البشير بعد عشرة ايام من بداية تطبيق
الحصار على قطر
وربما لم يحن الوقت بعد لكشف كل الاوراق فوق الطاولة لكن مما لا شك فيه هو ان نافذين كبار جدا في الدولة
السودانية قد شاركوا في رسم الخطط الاولى وكان ينتظر من بعضهم القيام بادوار حاسمة في وقت معين لكن تاخر سرجهم عن التقدم وفق الخطة المرسومة لاسباب بعضها سنقوم بكشفه الان بشواهد تعضدها الوقائع وبعضها متروك للظروف والايام نقوم بتجليتها. فكل من يقرا مسار سيرالاحداث التي بدات يوم الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧ يوم نشرت وكالة الانباء القطرية خبرا مفاده ان
امير البلاد يتحدي دول الجوار (الامارات والسعودية) وقالت قطر ان جهات اخترقت موقع وكالة الانباء الرسمية للدولة ونشرت خبرا مفبركا، ولكن اعلنت
ثلاث دول قطع علاقاتها الدبلوماسية وسحب السفراء من الدوحة والدول هي (مصر، السعودية، الامارات، والبحرين) وبدات بالتصعيد
وفرض حصار بري وبحري وجوي علي قطر وكانها خطوات سابقة لاعلان الغزو.
للقصة رواية من جانب طرف خامس سميناه بالشريك الخفي وهو طرف سوداني بدات معرفته للاحداث قبل ستة
اسابيع من وقوعها تحديدا في الاسبوع الثاني من شهر ابريل حين تلقي اللواء اركان حرب ياسر العطا الدود قائد سلاح الحدود السابق
بالجيش السوداني والذيانتقل حديثا وقتها ليشغل مهام مدير فرع العمليات الحربية بالقيادة العامة للجيش السوداني اتصالاً هاتفيا من مكتب رئيس الجمهوريةالسوداني يخبره بان مبعوث خاص يحمل رسالة من الرئيس البشير يريد ان يلتقيه في امر سري وعاجل، وبالفعل تم تحديد موعد في مقرامن التقي فيه الفريق طه عثمان الحسين مدير
مكاتب الرئيس البشير باللواء ياسر ونقل له في بداية اللقاء اشادة الرئيس به وتقارير من قادتهفي الجيش يتحدثون عن امكانته العالية وسمعته الطيبة في القيادة وكل ذلك يرشحه لهذه المهة الوطنية التي يود ان يفاتحه فيها، اللواء ياسررجل عسكري مثله مثل اي عسكري يحب المدح والاطراء كما يحب السفر والمهمات الخارجية والفريق طه
معروف بانه مقيم دائم في الاجواءومحب للطيران يتنقل من عاصمة لاخري وقد لمع نجمه بعد هبوب عاصفة الحزم واقترابه من قصور ال سعود وال زايد بالامارات، وجد السيدطه الطريق ممهد بعد ان سهل عليه المهمة الفريق
(هـ، ع، ع) الذي اصبح رئيس اركان فيما بعد، ولتلك الاسباب التي ذكرناها وغيرها كان ودالعطا لقمة سائقة امام طه وبريق ما يعرضه، المهمة بسيطة وبعيدة تماما عن القوات السودانية وخطوط التشابك في اليمن السعيد لكنها تحمل في طياتها ملايين الدولارات في المنطقة الشرقية من الخليج وهي تأمين طريق، والقوات الجاهزة وخطوط
الامداد سالكة والطرق ممهدةوهناك دعم اقليمي واشراف دولي لتنفيذها وهي فقط تامين طريق.
ياسر العطا ليس ساذج يعرف دروب الحرب وصقلته الايام والتجارب فيها جرب منها الفر والكر وربما كان للفرار
مرات اكثر منها للانتصارلكنه يعرفها جيدا وليس غرا فيها. فسال بتعجب كيف مهمة في شرق الجزيرة العربية
والمعارك في جنوبها الغربي – طبعا وقتها طائراتا لدرون الحوثي لم تستهدف ارامكو بعد فنحن في ابريل ٢٠١٧م- الخريطة التي يحملها السيد طه كانت تتحدث عن
اربعة مناطق للحشد المتقدم (الرويس في ابوظبي، البطحا في السعودية، جزيرة حوار بالبحرين) وثماني للحشد التعبوي،
اللواء وقتها ياسر العطا لم يخدم في السعودية وان كان زارها عدة مرات ولكن المنطقة الشرقية ليست له علاقة
بها ولم تدخل ضمن نطاق انفتاح قواته المنتشرة هناك ثم انه استلم فرع العمليات الحربية حديثا، لاحظ في الخريطة ان هذه النقاط الاربعة
تشبه شكل هلال مكتمل اودائرة مركزها دولة قطر، فسال الفريق طه هل المطلوب حقيقي تامين طريق ام احتلال
مدينة قبل ان ندخل في تفاصيل عدد القوات المطلوبةوالدعم الفني والاسنادي واللوجستي والغطاء السياسي او
القانوني الخ.
——————————————————-
زيارة مدير مكتب البشير طه عثمان لياسر العطا في ابو سعد
الحلقة الثانية / 2

اصابع سودانية في احتلال قطر
*خطة الغزو كان تعتمد على قوات من دارفور وشرق تشاد تم اصطفاؤها بلون بشره اقرب للحنطة حتي تبدو وكانه من قبيلة خليجية*
*القوة تم نقلها من مطاري الجنينة ونيالا برحلات جوية مباشرة الي قاعدة سويحان الجوية في ابو ظبي*
*تلقت القوات السودانية تدريبات على حرب المدن في ثلاث معسكرات (الحمراء غياثي، الرويس، الغويفات)*
في الحلقة السابقة من تقرير اصابع سودانية في حصار دولة قطر الاخوانية ذكرنا ان دول الحصار الاربعة لديها
شريك خامس خفي فيعملية الحصار كان المطلوب منه دور حاسم وهو المشاركة بقوات مقاتلة لتحقيق الهدف
العسكري من الحصار وكلفت غرفة عمليات المخطط مندول الحصار الثلاثة الرئيسية (الامارات والسعودية ومصر) بتكليف الفريق طه عثمان الحسين اليد اليمني للرئيس البشير بتدبير امر القواتوقياداتها وخطة التنظيم
وكانت توجيهاتهم له واضحة، تمحيص الشخصيات التي سيتم انتخابها لقيادة العملية من ضباط الجيش السوداني لان تقارير المصريين تحديدا كانت تشير الي وجود كثيف لعناصر الاخوان في الجيش السوداني وهو ما اكدته تقارير ضباط الارتباط
الامارتيين ولاحظتهاستخبارات الجيش السعودي في القوات التي تشارك في اليمن بارتفاع حس التدين والشعارات
الدينية والاخوانية غير المباشرة بين ضباط الجيش السوداني، وعليه فقد منحت وصفة محددة للسيد طه ترشيح شخص بالمواصفات المطلوبة فكان ترشيح
الحلقة الضيقة لمشاروات طهان وصلت لاسم اللواء ياسر العطا الدود قائد حرس الحدود السابق والمنقول حديثا من الاكاديمية العسكرية العليا لفرع العمليات الحربيةبالقوات البرية، وقد كان بالفعل. انعقد الاجتماع الاول بتنسيق مع شخص نافذ من هيئة الاركان المشتركة -تم افهامه بان هذا التكليف من الرئيس البشير نفسه- وتم نقاش قام بموجبه طه عثمان بطرح وصفة خاطئة للمهمة الطلوبة حيث كان يصر انها
تامين لطريق، وكان رد العطا الدود انها خطة احتلال وعليه فانه يريد ان يعرف نوع وحجم القوات المشاركة وخطوط الامداد وبقية مقومات تقدير الموقف، قبل الدخول اليبقية التفاصيل.
انتهي اللقاء الاول بان اخذ طه الضوء الاخضر من اللواء ياسر العطا بانه يقبل المهمة مع الامتيازات التي عرضها طه وتسهيلات العمل. عادطه الي الحلقة الضيقة التي تعمل معه وقام بتنويرها بلقاءه مع ياسر العطا وكانت ملاحظتهم ايجابية وخرج الاجتماع بقرارين الاول تشديدالرقابة علي ياسر لاربعة ايام (علي الارض، اونلاين، وفي المكتب والبيت) والتبليغ الفوري عن برنامج لقاءته اليومية حتي الاشياء الشخصية،وبالفعل تم تسجيل كل مكالماته وتعليقاته علي السوشيال ميديا في دائرته الضيقة التي يتعامل فيها، تم رصد عدة اتصالات ولقاءات له مع العميد يس ابراهيم عبد الغني الدفعة ٣٦ حاليا والي النيل الازرق،
بعد اربعة ايام قررت الحلقة الضيقة الدفع بقرار اللقاء الثاني شرط ان يكون بعيد عن وساطة عضو هيئة الاركان
الذي حضر بداية اللقاءالاول وانسحب وبالفعل تم رصد توقيت كان فيه اللواء ياسر العطا في منزله بضاحية ابو
سعد وتامين المكان وفورا وصل الفريق طه لوحدهوبسيارته مع تامين مستتر الي المنزل وكان يحمل معه هدية
غالية وكعادة اي سوداني استقبل ود العطا ضيفه المفاجئ بكثير من الترحاب وشئ من الدهشة ثم بدا النقاش في العمل يتجه الي صميم الموضوع
اقر طه بان العمل المطلوب هو عمل اقليمي خارج مظلة القوات المسلحة لكنه بتكليف من رئيس الدولة، انه احتلال فعلي، بتنسيق اقليميوليس تامين طريق او اسناد حراك محلي في تلك البلد وان القوات التي ستنفذ المهمة هي
قوات سودانية خالصة – تحديدا مشاركة المشاة- استوقفه صاحب المنزل ليسال كيف خارج مظلة الجيش السوداني والقوات ستكون ”سودانية خالصة“ ابتسم طه واظهر فلجة اسنانهالبيضاء واجاب انها قوات مختارة علي الفرازة، لاحقا علم ياسر العطا انها قوات من دارفور وشرق تشاد تم اصطفاءها بلون بشره اقربللحنطة واستبعاد كل من في بشرته سمار او سواد حتي تبدو وكانها من قبيلة خليجية وان هذه القوات تتمركز الان ٧٠٪ داخل الامارات في ثلاث معسكرات كبيرة (الحمراء غياثي، الرويس، الغويفات) وتم نقلها من مطارات دارفور الاثنين. (الجنينة ونيالا) برحلات جوية مباشرة اليقاعدة سويحان الجوية في ابو ظبي، وهذه القوات تعادل ثلاثة الوية مشاة مكنيكية ولواء مدرع، وظلت تتلقي تدريب عالي المستوي من خبراءمن جنوب افريقيا تم استجلاب مترجمين لهم
من الاردن، وتم تدريبهم علي حرب المدن منذ نهاية ٢٠١٥م بمعني ان لهم الان عام ونصف فيحالة تدريب مستمر – وقتها كان منتصف مايو ٢٠١٧م- سال طه مضيفه هل تعرف ضباط سعوديين لان بعضهم يسالون ويقرؤنك
السلام،وضع ياسر العطا كمية من التمباك في فمه وابتسم بيكون اللواء ابو ذر الغفاري في عمليات عاصفة الحزم ضحك طه وقال له دا اللواء عبدالله الغفاري وابو ذر الغفاري داك صحابي.
دخل ود العطا في اسئلة عن عموميات العملية مثل وجود للقاعدة الامريكية في الدوحة فان ترتيب امرها لتكون
محايدة ولا تتدخل للتعطيل معالامير خالد بن سلمان -السفير السعودي في واشنطون وقتها ونائب وزير الدفاع حاليا في الرياض- وان التنسيق الجوي سيقوم به الفريقفياض الرويلي رئيس الاركان السعودي وهو ضابط جوي بالاساس، بالنسبة للاسناد والامداد فسيتم تكليف الفريق فهد بن تركي رئيساركان القوات البرية وقتها، ظل ياسر يلوذ بالصمت وفي نهاية اللقاء استلم الهدية وطلب من
الضيف ثلاثة ايام ”لينوم بالخيرة“ وضحك الطرفان،
عاد طه لحلقته الضيقة ونورهم مع اخراج جهاز تسجيل صوتي للجلسة، سمع الحضور اللقاء مرتين ثم وضعوا
الاحتمالات التالية: اولا ياسرقبل التعاون وهو ما يظهر من قبوله للهدية وطريقته في الاستقبال والوداع، ثانيا ان
الاسئلة القليلة التي طرحها توضح انه لا يزال فعلا يفكرويريد وقت ليقرر وغالبا سيقوم بمشاورة بعضهم وضرورة تشديد الرقابة لمعرفة وتوقع من سيشاور، ثالثا الواجب تجهيز تفاصيل اكثر عنالعمل حتي يكون اللقاء القادم حاسم لان الطرف الخارجي يضغط بقوة مع نفاد الوقت – يجب ملاحظة ان حلقة طه هذه لا تعرف توقيت بدايةعمل الحصار التي كان قد تبقي عليها ايام معدودة- رابعا اقترح احد الحضور ان يتم تجهيز ياسر للسفر اذا اقتضي الامر ولو
بساتر انيزور جبهات القتال في اليمن وهناك يلتقي بغرفة عمليات المهمة، انفض الاجتماع، بطلب تقرير وافي عن
العميد يس ابراهيم المذكور فيتقارير المراقبة والرصد.
بماذا نصح عضو هيئة الاركان ياسر العطا ؟
الحلقة الثالثة والاخيرة/3

*تفاجأ المخططون ان الاتصالات والاجتماعات كانت مرصودة من طرف خارجي*
في الحلقتين السابقتين تناولنا مساهمة اطراف نافذة في قيادة السودان كشريك خفي في عملية حصار الدولة
القطرية وكيف تموضع مواصفات معيارية وضعتها مجموعة ” المطبخ“ لخطة الاقتحام بان يكون البلك الاكبر من قوات الاقتحام لقطر سودانية يتم تنقيتها منمنتسبي قوات الدعم السريع لكن علي اساس لون البشرة والسمار“
بحيث يظهر الجنود وكانهم اقرب شكلا ولونا اليسكان الجزيرة العربية وتم اعادة تمركزهم وبقي اختيار القيادة
الميدانية واركان حربها الذين لابد وان يكونوا ضباط محترفين وتم اختيارالسيد اللواء ياسر العطا الدود وبالفعل
اتصل مكتب الرئيس البشير بود العطا وجرت مفاتحته في العملية وابدي موافقة مبدئية حيث جرى لقائين معه والان طلب مهلة محددة ليعطي بعدها رد نهائي.
في الليلة السابقة لانتهاء المهلة التي حددها ود العطا كانت الحلقة الضيقة للفريق طه عثمان الحسين تجتمع
سرا في منزل آمن جري اعدادهكاستراحة علي النيل وكانت الجلسة على مائدة شواء لحم علي الحصى (سلات)، تمت مناقشة الخيارات الاخري في حالة اعتذر ود العطاغدا وكان تحسبهم للاعتذار بعد التقاط عدد من المكالمات
التي ظهرت فيها نبرة الرجل السلبية وهو يشاور بعض المقربين منه (بصورة اخص العميد يس ابراهيم والعقيد محمد حسان دفعة ٣٨) وكان الاخير قد ترقي الي رتبة العميد حديثا. ثم ان المطبخ
الخارجي يضغط بشدة وهنابرز استعراض بدائل اخري تتوفر فيها ذات شروط الطالب للخدمة ونفس مواصفات
ود العطا
كانت معضلة حقيقية لان الوقت بالكاد يتفلت من بين اصابع اليد، هناك عنصر اخر ناقشته اللجنة بالاضافة الي
تردد ود العطا وظهورعلامات عدم الرغبة وهو ان البشير نفسه غير ملم بتفاصيل هذا التكليف نفسه، فلا يزال طه يتحرك وفق التفويض العام كمنسق لعملياتعاصفة الحزب – بصلاحيات رئيس جمهورية داخل السودان- لكن
الموضوع الان في التكليف الجديد سيتجاوز اليمن بل يشبه بعمليةالمشاركة في احتلال دولة اخري، بالاضافة الي
تذمر الرئيس وشكواه المستمرة بشح الدعم الاقتصادي الذي وعدت به دول التحالف لحكومتهولم يصل منه الا
القليل، في المقابل فقد استلمت لبنان قبل اسابيع ٣ مليار دولار ومصر ١١ مليار في صفقة سنافير وتيران، وهو
ايالسودان يشارك برجاله ودمائه بدون عائد مجدي بالتالي نبهت الحلقة الضيقة طه عثمان الي ان الرئيس ربما لو عرف تفاصيل العملية فمنالممكن ان يثور ويغضب وربما ”يوقف الشغلانه كلها من اساسها“ علي حد تعبير احد
الحضور، لكن طه كان شديد الإطمئنان الي ثقةالبشير فيه وعلي مقدرته علي اقناعه. وكان يكرر لهم انه عليه
انتظار رد ود العطا اولا ولا يستبق الاحداث بل خطوة خطوة.
اللواء ياسر رجل شارك في القتال مرات وكاي مقاتل جرب مكنيكية الكر والفر لكن هو دائما يشارك ولا يجبن، غير انه شديد التطير وسريعالتشاؤم، وعميق الايمان بالطالع والحظ والابراج كلها (الكواديك)، في صباح ذلك اليوم
وصل الي مكتبه بالقيادة العامة في وقت باكر من اولالدوام وكعادة اللواء العسكري المحترف نزل فرد الشرطة العسكرية بالبوريه الاحمر الطوبي الفاقع والقاش الابيض المميز وفتح للسيد اللواءباب السيارة لينزله عند باب البرج العالي بالقيادة العامة في ذات اللحظة جاء اتصال علي تلفون الاركان حرب من مكتب عضو مهم في هيئة الاركان المشتركة يطلب علي الخط الداخلي – المايكرويف- ان يتكلم مع اللواء ياسر وضع الضابط يده علي سماعة
الهاتف ليمنع الطرفالاخر من ان يسمع الحديث ويقول بصوت منضبط وان لم يخلو من رنة توتر سيادتك ” سيادتو هاشم علي الخط ويطلبك ظبي ظبي“ الكلمةالاخيرة المكررة في عرف اشارة الجيش تعني “تعجل عاجلا” والتكرار يفيد التاكيد علي العجلة، طلب ود العطا من اركان حربه – مدير مكتبه- ان يحول المكالمة علي مكتبه .
دخل اللواء ياسر العطا وتناول سماعة الهاتف ذكر المتحدث من هيئة القيادة ان مكتب الرئيس ينتظر منك رد..
علي شنو يا ياسر وعلقبتذاكر من ورانا ولا ايه يا مرسي – علي طريقة مدرسة المشاغبين- كان ود العطا فعلا
مشوش في التفكير واستأذن الفريق هاشم انه سياتيلمكتبه لو ممكن، وبالفعل كان ود العطا يحتاج ان يخرج من
مكتبه الذي وصله قبل دقائق فقط وفي اول اليوم، المدهش ان ود العطا اكتشف انهاشم نفسه لا يعرف شيئا عن
الامر وكل المعلومات التي لديه ان هناك شغل تامين للحدود الشرقية للسعودية وان العملية سرية للغاية ولانها غير مرتبطة عملياتيا بمنطقة انفتاح القوات السودانية ضمن لواء عاصفة الحزم فان الطرف الاخر طلب لها ضابط من نوع خاص وانالترشيح لها جاء من رئاسة الدولة وان هاشم نفسه قد لعبوا الجماعة عليه – يعني طه وحلقته
الضيقة – وافهموه ان التكليف بالاسم صادر منالرئيس البشير القائد الاعلي للقوات المسلحة، وعليه فان نصيحة
هاشم لياسر هي ان يرد عليهم الان عاجلا بقوله انه يقبل التكليف لكن بشرط ان تصدر التعليمات اليه من المشير البشير شخصيا وبعلم هيئة القيادة، وقد كان حيث نقل ياسر العطا هذا
لطه في لقاءهم بقية ذلكاليوم لكن الجزء الاول فقط ( ان هذا التكليف يجب ان يصدر اليه من البشير مباشرة).
احتارت الحلقة الضيقة عندما عاد اليها طه بهذه الاخبار في اخر الليل لتجد نفسها في نقطة حرجة للغاية فالوقت
يمر لان مطبخ القرارالخارجي يريد .. ويريد اليوم قبل الغد ودفع بسخاء لاستعجال الوقت، وود العطا وضعهم في ”كورنر حرج“ والبحث عن بديل وتجهيزه بصورةقياسية يعتبر امر شبه مستحيل.
ثم جاءت الطامة الكبري عندما عثرت هذه الحلقة علي طرف خيط علمت منه ان كل الاتصالات والاجتماعات كانت
مرصودة من طرف خارجيلم يتحسب له احد قامت بتقديمها بعد اسبوعين وثلاث ايام من بداية الحصار اي تحديدا يوم ١١ يونيو للبشير وكان قراره بقطع راس الحلقةالضيقة اولا – اعفاء طه عثمان من جميع مناصبه .. (وهو الخبر الذي انفردت به مونتي كاروو قبل صدوره رسميا باربعة ايام )حاول طه الذيكان وقتها بالسعودية تدارك الامر فاجرى اتصالا بالبشير ليشرح له الامر وان جهات تحاول الوقيعة بينهما لكن البشير امره بالعودة للسودان
وانتظاره ريثما يعود من قمة الايقاد المنعقدة في اديس . وبالفعل عاد طه من السعودية يوم 13 يونيو وكان في مستقبلي البشير عندو عودتهلكن ما كان لاحد ان ينتبه ان طه عاد برفقة محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع
لولا ان كاميرات اعلام الدعم السريع وثقت لعودةقائدهم وظهر في الصور كلا من حميدتي وعبد الغفار مدير الامن السياسي برفقة طه
اصدر البشير قرارا باعفاء مدير مكتبه الفريق طه عثمان من جميع مناصبه رسميا في 14 يونيو ٢٠١٧م والذي اعتقلته السلطات الامنية وهو يهم بمغادرة البلاد عبر مطار الخرطوم واخضعته للتحقيق قبل ان يسمح له بالمغادرة بعد ان تلقى البشير
اتصالا هاتفيا من دولة خليجية اما حميدتي ففي اول لقاء له مع البشير انكر علمه باي مخطط للتدخل في قطر بواسطة قواته وقال للبشير ان قوات الدعم السريع تشاركفقط ضمن عاصفة الحزم مضيفا (انت قلت لي قبل كده اي كلام بقولو ليك طه اعتبره صادر مني )
لم تكن محاولة احداث تغيير في قطر هي الاولى ففي العام 96 دعمت دولا خليجية محاولة انقلابية نفذها أنصار الأمير السابق خليفة بن حمد آل ثاني لاعادته للسلطة ووفق اعترافات للفرنسي بول باريل – احد مؤسسي
قوات التدخل الخاصة في الشرطة الفرنسية عام1974. كما أسس أول خلية لمكافحة الإرهاب في الإليزيه تسمى
الوحدة الأمنية الخاصة “- في تلك الاعترافات التي بثتها قناةالجزيرة شرح بول باريل كيف انه استعان بنخبة من
العسكريين المتقاعدين من مظليين وقناصة وجنود مدربين على العمليات الخاصة لتنفيذخطة الهجوم على قطر
اضافة لمرتزقة من تشاد.