أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات جرائم الاغتيال الميداني والقتل العمد وإزهاق الأرواح الفلسطينية التي تواصل ارتكابها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي كان آخرها ليلة أمس، اغتيال الطفل المقدسي عمر أبو عصب بالإعدام الميداني، واستشهاد الأسير سامي العمور جراء الإهمال الطبي المتعمد. وأكدت الجامعة العربية، في بيان صحفي اليوم، أن هذه الجريمة الجديدة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال تأتي في إطار سياسة ممنهجة تستهدف الحركة الفلسطينية الأسيرة، ليبلغ عدد شهداء الحركة الذين ارتقوا جراء الإهمال الطبي 72 شهيدا من إجمالي 227 أسيرا، استشهدوا خلف القضبان منذ بدء الاحتلال، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الممنهجة اليومية التي تقترفها سلطات الاحتلال في إطار مواصلتها تصعيد ممارساتها وانتهاكاتها وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
واستنكرت الجامعة العربية، جريمة الإهمال الطبي المتعمد التي تعد عملية إعدام حقيقية، وتأتي تأكيدا ودليلا جديدا على سياسة الإهمال الطبي الممنهجة والمعاملة اللاإنسانية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، والتي تخالف كافة القواعد والقوانين الدولية. وحملت الجامعة العربية، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والممارسات، التي تنذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار الدوليين، وتستدعي المساءلة والملاحقة الجنائية الدولية، مطالبة الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على الظروف التي أدت إلى استشهاد الأسير سامي العمور وإعدام الطفل أبو عصب. كما طالبت كافة منظمات وبرلمانات العالم للتدخل الفوري والسريع لإنقاذ حياة الأسرى المناضلين المضربين عن الطعام، وخاصة الأسيرين كايد الفسفوس وعلاء الأعرج، وهما بحالة الخطر الشديدة والحرجة، وكذلك الأسرى المرضى وكبار السن مما يتعرضون له من إهمال طبي واضح متعمد وضمان إنفاذ قواعد القانون الدولي. يشار إلى أن الطفل عمر أبو عصب قد تم اعتقاله بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن قبل أن يتم اغتياله، والأسير سامي معتقل منذ عام 2008، ومحكوم بالسجن 19 عاما، كان يعاني من مشكلة خلقية في القلب تفاقمت جراء سياسة الإهمال الطبي.