ماذا يعني إعلان قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج الناتو؟

أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس رسميا بتصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO)، وذلك عقب مباحثات أجراها مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أول لقاء قمة يعقده مع قائد خليجي في البيت الأبيض منذ توليه الرئاسة قبل عام. وقال بايدن إن تصنيف قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة هو “اعتراف بمصلحتنا الوطنية في تعميق التعاون الدفاعي والأمني معها”. ووفقا لوزارة الخارجية الأميركية، فإن تسمية دولة كحليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو تعد رسالة رمزية لقوة العلاقات الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة بتلك الدولة.

تقدير البنتاغون

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي إن “هذا التصنيف سيغير الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة وجيشها مع قطر”. وخلال مؤتمر صحفي في البنتاغون، أكد كيربي أن من شأن هذا التصنيف “فتح نطاق جديد من الفرص، والتدريبات والعمليات، وربما الحصول على معدات عسكرية أيضا”.

وقال كيربي إن الوزير أوستن شارك رؤيته للردع المتكامل، مشددا على أهمية الجهود المتعددة الأطراف والعمليات المتكاملة مع شركاء مثل قطر، لمواجهة التهديدات التي تشهدها المنطقة. ويحق للدول التي تحمل هذا التصنيف استضافة مخزونات من العتاد الاحتياطي للقوات الأميركية، كما يحق للشركات الخاصة من هذه الدول تقديم عطاءات للحصول على عقود لصيانة أو إصلاح المعدات العسكرية الأميركية، وتسهل كذلك إبرام اتفاقات للتدريب العسكري مع واشنطن.

ويؤهل هذا التصنيف قطر لزيادة التعاون في مجال البحث والتطوير في المجالات العسكرية مع الولايات المتحدة، لكنه لا يُعجل بموافقة السلطة التنفيذية الأميركية على مبيعات الأسلحة إليها. وتطورت العلاقات الدفاعية والأمنية بين الولايات المتحدة وقطر من خلال “الحوار الإستراتيجي” الذي انعقد لأول مرة يناير/كانون الثاني 2018، ويعقد سنويا منذ ذلك التاريخ. وتعرف علاقات الدولتين تعاونا عسكريا قديما منذ أن وقعت الولايات المتحدة وقطر اتفاقيات تعاون دفاعي رسمي يونيو/حزيران 1992، وتستخدم واشنطن قاعدة العُديد العسكرية في قطر، التي تعد الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، حيث يوجد بها أكثر من 8 آلاف جندي أميركي.

أهمية قطر للولايات المتحدة

استضافت الدوحة مباحثات السلام بين الحكومة الأميركية وحركة طالبان، مما أفضى إلى اتفاق الانسحاب الأميركي من أفغانستان، ثم لعبت قطر دورا رئيسيا في إجلاء آلاف الأميركيين والأجانب العالقين في أفغانستان.

ويعتبر كريستيان أولريشسن -الخبير بمعهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس بولاية تكساس- أنه في الوقت الذي “أثيرت فيه إمكانية تصنيف قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف الناتو في أثناء جلسات الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر سبتمبر/أيلول 2020، إلا أنه يمكن القول إن قطر قد زادت أهميتها في الأشهر الـ15 التي تلت ذلك، كما أظهرت هذه الفترة الدور القطري في أفغانستان حيث تمكنت الدوحة من أن تلعب دورا حاسما في مساعدة الولايات المتحدة وتمثيلها”.

وفي حديث مع الجزيرة نت، ذكر أولريشسن أنه “من المرجح أن يكون التصنيف الأميركي اعترافا بالقيمة التي تطرحها قطر على الطاولة بشأن قضايا مثل أفغانستان التي دفعت بها التسمية إلى الأمام”.

وعن توقيت هذا التصنيف، أشار الخبير العسكري ديفيد دي روش -المحارب السابق، والأستاذ المساعد في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع (البنتاغون)- إلى أن هناك عددا من الملفات الساخنة التي يمكن لقطر أن تسهم فيها، خاصة في ظل أزمة أوكرانيا.تشغيل الفيديو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى