منذ ان تم اعلان الاتفاق البحريني الإسرائيلي في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2020، وقطار التطبيع بينهما ماض بخطوات متسارعة ليلتحق بقطار المطبعين الذين باعوا المقدسات وارتضوا ان يكونوا رهينة بيد من يهدد الامن القومي للمنطقة.
وقد تمادى النظام البحريني في خنوعه وذله وارتمائه في مستنقع الخيانة وقد تجلى ذلك عندما اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في ختام زيارته للبحرين إنه يسعى لإقامة هيكل إقليمي جديد مع من سماها الدول العربية المعتدلة للوقوف في وجه من وصفهم بالأعداء الذين يثيرون الفوضى والإرهاب.
وقد وجدت اسرائيل في هذا التقارب فرصة لاعادة النظر في حساباتها عبر اكثر من محور أولها تشكيل موقف مشترك ضد إيران وحلفائها مثل الحوثيين في اليمن، زاعمة ان تشكيل الهيكل الإقليمي الجديد هدفه تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي، والوقوف بقوة في وجه الأعداء الذين يثيرون الفوضى والذعر وغير ذلك من المزاعم التي اطلقها رئيس وزراء إسرائيل من المنامة نفسها.
وعدا المسلك المشين الذي اتخذه حكام البحرين تجاه قطر خلال السنوات الخمسة الاخيرة ، فان هذا البلد لانرى له موقفاً او نهجاً بثقل دولة يُعتد بها ، وانما مواقفه انعكاس لاملاءات وأوامر الآخرين ، ولهذا سارع في الاتفاق على بناء خطة ثنائية أطلق عليها “إستراتيجية السلام الدافئ”، مع العدو الغاصب للارض العربية ومن شأن هذه الخطة واهدافها إعطاء الأولوية لقطاعات الأمن الغذائي والمياه والطاقة والتجارة والاستثمار.
بل ان الإستراتيجية المشتركة لما يعرف ب السلام الدافئ بين البلدين”، قد كرستها البحرين لضرب نسيج القضية العربية ووحدة التراب الفلسطيني وتشجيع الكيان الاسرائيلي وتقوية اقتصاده .. وقد لاحظنا ذلك من خلال اسس ومبادئ ومرتكزات تعزيز التعاون المشترك من خلال برامج محددة لزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز التواصل بينهما.
وقد سعى حكام البحرين الى إبراز العلاقة المشتركة كنموذج للتعايش والتسامح بين الأديان والثقافات في دول المنطقة والعالم، ودعم الجهود المبذولة في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط لتعزيز الأمن والاستقرار المزعوم بالمنطقة . وسارعوا لتكريس جهودهم في تسريع خطوات العمل المشترك، بما في ذلك الابتكار والتجارة والاستثمار والأمن الغذائي والمائي وتغير المناخ والطاقة المتجددة والصحة والتعاون التعليمي والأكاديمي والأمن الرقمي والسياحة”.