“أنفرمسيون الإسبانية”: خطط لتوسيع الإمدادات القطرية من الغاز لإسبانيا

أكدت صحيفة أنفرمسيون الإسبانية أن العلاقات الدبلوماسية بين قطر وإسبانيا تعززت بشكل جيد، خاصة بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الأخيرة لمدريد، التي ساهمت في دعم التعاون والاستثمار المشترك، حيث تم الاتفاق بين البلدين على رفع مستوى علاقاتهما الثنائية إلى «شراكة إستراتيجية»، مفتاحها تحويل قطر إلى مورد جديد لمواد الطاقة لإسبانيا. وأبرز التقرير أن العلاقة بين البلدين تتجاوز التعاون في مجال الطاقة، حيث تجمع بين الدوحة ومدريد مجموعة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تعمل على تنمية وتنويع التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي على أساس المنفعة المتبادلة، من خلال تشجيع وتسهيل الإجراءات التي تؤدي إلى تعزيز وتطوير التبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي.

شراكة إستراتيجية

وقال التقرير إن قطر تعمل على فتح أبواب الشراكة مع الدول الأوروبية لنقل النفط وفتح أسواق جديدة. وتعمل إسبانيا على أن تصبح بوابة الغاز الجديدة للقارة، ومن المحتمل أن يكون الدافع وراء التحول في السياسة الخارجية الإسبانية هو نية الدوحة للترويج، على المدى المتوسط، لخط أنابيب غاز جديد يمر عبر الصحراء الكبرى سيسمح بإنشاء طريق إمداد جديد يتجنب التهديدات والاضطرابات في المنطقة. أضاف التقرير: لم تزود قطر إسبانيا بالنفط، ومساهمتها في الطاقة تقتصر على الغاز الطبيعي المسال، الذي انخفضت وارداته على مدى العقد الماضي.. قطر مستعدة لأن تكون الشريك الرئيسي الذي كان رئيس الحكومة الإسبانية يبحث عنه في سوق الوقود الأحفوري بعد التوترات الدبلوماسية مع الجزائر، التي اختارت إيطاليا كشريك مفضل جديد لها، فيما توقفت إسبانيا عن تلقي النفط الروسي في مايو، نتيجة العقوبات التي اتفق عليها أعضاء الاتحاد الأوروبي. وبلغت واردات النفط الخام حتى ذلك الحين 698 ألف طن بما يعادل 50 ٪ عن العام الماضي. كما انخفضت الواردات من الدول المجاورة، مثل كازاخستان أو أذربيجان، اللتين تميلان تاريخياً إلى إرسال إنتاجهما إلى أوروبا الشرقية. سهّل التغيير في الخريطة الجيوسياسية دخول مشغلين جدد يسعون إلى تلبية الاحتياجات الأوروبية، والذين يطمحون إلى الاحتفاظ بعلاقات اقتصادية متطورة.وبين التقرير في الصحيفة الإسبانية أن قطر ليست عضوًا في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، لكنها من المصدرين الرئيسيين للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتؤكد أنها تعمل على تطوير طاقتها الإنتاجية لرفعها من 77 مليونًا، إلى 110 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2026. وذكر أن البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وعدت مؤخرا في اجتماع مع بايدن بالعمل على تحقيق التوازن في الأسواق، رغم أنه لن تكون هناك خطوات في هذا الاتجاه حتى « =الأسابيع القليلة القادمة».
وعرج التقرير على تكرار رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، التزام بلاده بالشرق الأوسط وحدد رؤية للمنطقة تستند إلى الدبلوماسية في رسالة تسعى إلى إخراج الصين وروسيا من منطقة تريد واشنطن الحفاظ على نفوذها فيها. في اليوم الأخير من جولته في الشرق الأوسط، التقى بايدن بقادة العراق ومصر والإمارات العربية المتحدة، وشارك أيضًا في قمة دول مجلس التعاون الخليجي + 3 لدول مجلس التعاون الخليجي التي ركزت على استقرار الأسواق.
ارتفاع التعاون
وتعد قطر شريكا استراتيجيا لإسبانيا، كما يتضح من أرقام التجارة والاستثمار، إذ يبلغ عدد الشركات الإسبانية التي تعمل حاليا بالسوق القطرية حوالي 210 شركات من بينها 23 شركة مملوكة بالكامل للجانب الإسباني، ويقدر حجم الاستثمارات القطرية في إسبانيا بواحد وعشرين مليار يورو، وتشمل قطاعات عدة مثل الطاقة والرياضة والاستثمار العقاري كما أن جهاز قطر للاستثمار يعد ثاني أكبر مساهم في البورصة الإسبانية. وزادت قطر حصتها لتصبح من أهم مزودي الغاز الطبيعي لإسبانيا، وبلغ حجم التبادل التجاري القطري – الإسباني خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2020 حوالي 750 مليون دولار على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية.وتعتبر إسبانيا وجهة جاذبة للاستثمارات لأنها البوابة الطبيعية لأوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية الأمر الذي يوفر لقطر شريكا موثوقا به لفتح الأبواب أمام الاستثمار بأسواق جديدة، وبالمقابل نجحت بيئة الاستثمار القطرية في جذب العديد من الشركات الإسبانية، التي تعمل وتساهم بمشاريع البنية التحتية المرتبطة بكأس العالم FIFA قطر 2022، ومعالجة المياه وقطاع الرقمنة والتعليم، وتتمتع الشركات الإسبانية بقدرتها التنافسية بالقطاعات المختلفة خاصة قطاعات التنمية المستدامة، والاقتصاد الأخضر، والبنية التحتية والرياضة، وتستطيع أن تساهم في تحقيق التنوع الاقتصادي الذي تطمح له دولة قطر وتعمل على تحقيقه. هناك مجموعة مهمة من الشركات الإسبانية التي تعمل في السوق القطري في قطاعات متنوعة، أبرزها التجارة والمقاولات والخدمات والمفروشات والاستشارات، وتعتبر إسبانيا من أهم الوجهات المستقبلة للاستثمارات القطرية، فيما تعتبر قطر من أكثر الدول العربية استثماراً في إسبانيا، وخاصة في القطاع المالي والطاقة والعقارات. وتسعى الدوحة الى استقطاب الشركات الإسبانية للاستثمار في السوق القطري والاطلاع على الفرص المتاحة في قطاعات الأمن الغذائي والتعليم والصحة والسياحة والرياضة والبنية التحتية، وكذلك في المناطق الاقتصادية واللوجستية والحرة التي توفر فرصاً استثمارية متنوعة. وتصل الاستثمارات القطرية في إسبانيا إلى قرابة 21 مليار يورو، أبرزها في شركة «إبيردرولا»، وبحصة تقترب من 9 %.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى